خبيئة أثرية صامتة أعلنت عن نفسها رغم أنها مدفونة بفعل فاعل تحت مبني قاعة ايوارت الشهيرة أحد أقدم مباني الجامعة الأمريكية بميدان التحرير. الخبيئة مخزن يحتوي علي مئات من القطع الأثرية النادرة تعود إلي العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية ظهرت بعد اكتشاف سرقة146 قطعة آثار نادرة منها. بدأت فصول المفاجأة في أواخر فبراير الماضي عندما تبين وجود كسر بأقفال المخزن الموجود تحت الأرض في مبني الجامعة, ولما كان العبث واضحا في ترتيب القطع الأثرية وهي عشرات المئات فقد تم ابلاغ المسئولين في الجامعة وتم تحرير محضر بالواقعة في الثاني من مارس الماضي, وبدأت الجامعة البحث ولم تصل إلي نتيجة محددة وحامت الشبهات حول ستة أفراد من العاملين بالجامعة بينهم فردا أمن. وتم ابلاغ شرطة عابدين وتحرر بذلك محضر رسمي. وتم ابلاغ وزارة الدولة للآثار حسب مسئول كبير في الجامعة أنه جاءت بعثة علمية من الأثريين المصريين وجردوا المخزن وتبين أنه تمت سرقة146 قطعة أثرية نادرة. وبالقبض علي فردي الأمن والتحقيق معهما أنكرا التهمة وطلب منهما التوقيع كشهود بحكم عملهما وفوجئا بعد ذلك أن التوقيع كان علي اعتراف منهما.. وهذا لم يحدث! وتجري التحقيقات في الواقعة الآن لكنها عكس ما يحدث في الحوادث المماثلة تحاط بسرية كاملة!! بل إن جريدة المستقلة التي يصدرها طلاب الجامعة عندما وصل إليها الخبر وقامت الطالبة ريم جهاد مديرة قسم اللغة العربية بالجريدة باستجلاء الحقيقة ووجدت تعتيما كاملا. وكما نشرت فإن براين ماكدوجال نائب رئيس الجامعة, قال إن حادث السرقة وقع بالفعل لكنه لا يعرف من ومتي وكيف؟ وأنه لابد من انتظار نتائج التحقيقات. أما علي العربي مدير التوريد ودعم الأعمال التجارية بالجامعة فقال إن المخازن من نتاج أعمال أساتذة المصريات في الآثار في الجامعة وكانت قد بدأت أنشطتها في منطقة الفسطاط عام1990, أما كريم عبد اللطيف المستشار القانوني للجامعة فقد رفض الحديث قائلا: إن هذا ضد سياسة الجامعة. هذه الكنوز مصرية وتاريخية وعلي حد قول مسئول أثري تفوق من حيث الكمية ومن حيث القيمة التاريخية القطع التي تمت سرقتها من المتحف المصري خلال أحداث يناير! تساؤلات عديدة تطرح عشرات من علامات الاستفهام فهل يسمح القانون بأن تحتفظ كل بعثة تنقيب بما تكتشفه من آثارنا التاريخية؟ وهل المجلس الأعلي للآثار علي علم بحقيقة هذه الخبيئة ولمصلحة من تظل هذه المئات من القطع الأثرية في مخزن؟ ولماذا لم تعرض في صالة مجهزة ليراها المصريون والسياح ولماذا التحقيقات سرية في جريمة نشر سرقة المتحف المصري وأين مواصفات وصور القطع المسروقة؟ الاجابة المتاحة حتي الآن كما قالت رحاب سعد مدير الاعلام بالجامعة إن المخزن يضم أكثر من ألف قطعة آثار وأنه تم القبض علي ستة أفراد مشتبه فيهم وأن الجامعة تجري تحقيقا داخليا إلي جانب تحقيقات النيابة والأمن.