منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د‏.‏ مصطفي الفقي‏:‏الأسافين أفقدتني ثقة الرئيس‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 31 - 03 - 2011

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه‏..‏ هكذا كان القدر يعاند الدكتور مصطفي الفقي‏!‏ فالرجل برغم إمكاناته الفكرية‏,‏ والسياسية‏,‏ والدبلوماسية‏,‏ لم يحقق كل طموحاته, في حين حصل من هم دونه علي كل المستويات, علي ما كانوا يطمحون إليه من مناصب في زمن شاع فيه الفساد, واستبد فيه المفسدين!. كان الرأي العام يرشحه- عن جدارة واستحقاق- لمنصب وزير الخارجية, ولم يحدث.. وكان يتلقي التهاني في مراحل متفرقة عن توليه وزارة الثقافة, والإعلام, ورئاسة مجلس إدارة مؤسسة الأهرام, لكنه لم ينل أيا منها, والآن يبقي منصب أمين عام جامعة الدول العربية هو فرصته الأخيرة في قطار المناصب الرسمية!
بكل المقاييس, يظل الفقي مستودعا للأسرار, فقد عمل عن قرب مع الرئيس السابق حسني مبارك لثماني سنوات متواصلة كسكرتير للمعلومات, وكان مساعدا أول لوزير الخارجية, وكان رئيسا للجنتي العلاقات الخارجية في مجلسي الشعب والشوري, وفوق هذا وذاك هو قريب من دوائر صنع القرار في مصر.. في مكتبه التقيناه.. فتحنا معه كل الملفات, ناقشناه في مختلف القضايا الداخلية والخارجية.. وإليكم التفاصيل:
كنت سكرتيرا للرئيس السابق للمعلومات لمدة8 سنوات.. وحين غادرت تركت وراءك العديد من التساؤلات.. فما الأسباب الحقيقية وراء استبعادك؟
الفقي: تركت الرئاسة بسبب خطأ أمني, كان هناك صراع للقوي في الدولة, وكان المطلوب بشكل أو بآخر تشويه صورة المشير عبد الحليم أبو غزالة, من خلال علاقة بسيدة أرمنية, وهذه السيدة أجرت اتصالات بمؤسسة الرئاسة, وتلقيت اتصالاتها بشكل متعدد, وقد اعتبر ذلك نوع من المخالفة الأمنية, دفعت ثمنها ترك منصبي في الرئاسة, ولكني لم أكن ضالعا في القضية التي أدخلت فيها, والمشير أيضا, وقد تم ذلك بعد خروجي بشهرين, حيث بدأت التسجيلات في القضية, وحمدت الله, لقد تصورت وقتها أن هذه أعس فترات حياتي, وكانت أسعدها علي الإطلاق, فبعدها حصلت علي جوائز الدولة المختلفة, وبعدها أصدرت20 كتابا, وبعدها تألق دوري في الحياة العامة, كمفكر مستنير, وأفضل بكثير مما كنت موظفا بالرئاسة!
كيف أبلغوك خبر الاستغناء عنك ؟
الفقي: يومها رأيت اللواء عمر سليمان يدخل علي الرئيس السابق, ومعه حقيبة, وقلت لزملائي يومها( د. زكري عزمي, واللواء جمال عبد العزيز رئيس السكرتارية), أن شيئا ما سيحدث بالنسبة لي, فقد كانت هذه السيدة الارمنية تحدثني في التليفون, وكنت أنتوي أن أقول للرئيس, ولم يكن ميسورا أن التقي به, حيث كان مستقرا في قصر العروبة وقتها, وكنت أريد أن أبلغه بأن هناك سيدة لديها معلومات كثيرة لا أعرفها أنا شخصيا.. معلومات عن الدولة, وعما يجري, وكان لهذه السيدة مشكلة مع زوجها, وصهرها, وزوجها كان تاجر دخان, وكل الناس كانت تعرفها, وقد اتصلت بنا لتشكو من والد طليقها, وأنه كان يستغل سلطاته, وإمكاناته المادية الضخمة في أنه يمنع عنها حقوقها, وأولادها, وأنا بطبيعتي أحب مساعدة الناس, وأستمع إلي الجميع, واعتبر أن هذا التصرف كان فيه تجاوز عن حدود الوظيفة بالتأكيد, ثم كانت النهاية كما تعلم, وكما ذكرت كنت أنتوي إبلاغ الرئيس بأمر هذه السيدة, ولو تمكنت من ذلك لكان العكس تماما, لكن الظروف لم تخدمني, فقد سبقني جهاز الرقابة الإدارية, والذي سلم التسجيلات بدوره لجهاز المخابرات العامة, وذهبوا بها للرئيس, كما لو كان مكتب الرئيس مخترقا من شخص يتحدث مع سيدة علي صلة بالمشير أبو غزالة, وقد وضعوا في الاعتبار, أنني والمشير أبو غزالة من محافظة واحدة, وجري توصيف الموضوع علي أن فيه عدم انضباط أمني, والأمر ليس كذلك علي الإطلاق, فقد كنت أتحدث مع الجميع, وأساعد الجميع, وحين علمت أمي رحمها الله بخبر خروجي من الرئاسة توضأت وصلت ركعتي شكر لله علي أنني خرجت سالما من ذلك المكان, لأنها أماكن إذا خرجت منها سالما بأقل الخسائر فالحمد لله.
قلت: ومن هي هذه السيدة؟
الفقي: لوسي ارتين!
هل كانت هذه السيدة وراء الإطاحة بالمشير أبو غزالة من منصبه الوزاري ؟
- لا.. أبو غزالة كان قد ترك منصبه, ولكنه كان مساعدا لرئيس الجمهورية, لكن هذا الأمر أنهي وجوده نهائيا في الرئاسة, فقد قامت ضده حملة صحفية كبيرة لتشويه صورته, من خلال معلومات جري تسريبها من الأجهزة الأمنية بشكل متعمد, وكان من نتائجها أن الرجل انزوي لسنوات حتي التحق بالرفيق الأعلي, وكما تعلم أعتقد أن الرئيس السابق كان يسأل عنه, وعن صحته في سنوات عمره الأخيرة, فقد كان الرئيس, والمشير أبو غزاله خريجي دفعة واحدة بالكلية الحربية.
ما هو المنصب الذي كنت تحلم به طوال حياتك, ولم تحصل عليه؟
الفقي: كنت أتمني أن أكون رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام في مرحلة, أو أكون وزيرا للثقافة, أو وزيرا للخارجية, لكن هذه الأمنيات كانت تشغلني في فترة التسعينيات في الغالب, لكن لم تعد هذه المناصب تشدني الآن, كما كنت أتمني أن أكون أمينا عاما لجامعة الدول العربية علي اعتبار أن لي دور تاريخي كمفكر عربي شديد الارتباط بالفكرة القومية, والعواصم, والمنتديات العربية, ولي علاقات وثيقة في جميع الدول العربية, وقد زرتها جميعا بلا استثناء, ولي كتاب شهير باسم تجديد الفكر القومي
لكنك في رأي كثيرين لم تحصل علي المنصب الذي تستحقه؟
- أفكر في ذلك أحيانا, لكني أقول أن الحياة لا تعطي كل شيء, وأشعر بتقدير الناس لي في المحافل الدولية, والعربية, والمصرية, وهذا يعطيني إحساسي الحقيقي بقيمتي, لان التعيين في منصب هو في النهاية إرادة فرد, أما هذه فهي إرادة الناس جميعا, لقد تم ترشيحي لمنصب وزير الثقافة, ووزير الإعلام, ووزير الخارجية, و رئاسة مجلس إدارة مؤسسة الأهرام, وكل هذه المناصب هنئت عليها في مراحل معينة!
في تقديرك.. ماذا كان يحدث؟
- والله.. كانت هناك قوي تفرمل هذه القرارات في النهاية, وكانت الثقة في محدودة من جانب الرئيس نفسه, بسبب الأسافين, والصورة المغلوطة التي رسموها لي عنده, فقد كان يعتقد في أن لساني منفتح, وأنني أتحدث بما أريد في أي مكان, وولائي غير مضمون, وأحيانا اشطح بآراء ليست هي الآراء الرسمية للمؤسسة التي أعمل فيها, وهذا صحيح.. باختصار كان يعتقد أنني لست شخصيا طيعا, ولست جزءا من نظرية القطيع!
هل معني ذلك أنك لا تقدر حساسية المنصب الذي تشغله؟!
- لا.. أقدره طبعا, لكن هذه طبيعتي, فقد كنت رئيسا لاتحاد الطلاب بالجامعة, وكنت مسئولا للتثقيف في منظمة الشباب عن العاصمة المصرية القاهرة, وطوال حياتي أتعامل مع الناس بانفتاح وشفافية, وهذا الأمر لا يتسم مع الوظائف المغلقة, أنا كنت أريد وظيفة أتحدث فيها إلي الرأي العام
تحديات داخلية وخارجية
في تقديرك.. ما أبرز التحديات التي تواجه مصر حاليا؟
- الفقي: هناك تحديان رئيسيان: الأول هو ملف مياه النيل, والثاني هو استعادة الدور المصري في المنطقة العربية, وهما أمران هامان, ولم أر مسئولا في الحزب الوطني يفكر في زيارة دولة عربية, أو إفريقية, بل كانت الزيارات كلها منصبة علي بريطانيا أو فرنسا وأمريكا, ولذلك شعرنا في السنوات الأخيرة بتراجع الدور المصري عربيا, وإفريقيا, لهذا فنحن نطلب تعزيز هذا الدور, واعتقد أن الدكتور نبيل العربي وهو شخصية دولية مرموقة, وكان قاضيا في محكمة العدل الدولية, وأيضا هو صاحب الرأي الشهير في قضية الجدار العازل, وهو واحد من رموز مصر الكبيرة في قضية التحكيم في طابا, هو الآن يدرك أن التحرك إفريقيا, وعربيا يقع في أولوية ومقدمة مسئولياته واهتماماته في هذه المرحلة, ولا يمكن أن نترك الساحة لإيران, وتركيا, يمكن أن نتعاون معهما, ولكن يجب أن يشعر الجميع أن مصر دولة مركزية رائدة في الحرب, والسلام, وهذا ما نستحقه.
ما سبب الأزمات المشتعلة حاليا في العالم العربي؟
- السبب غياب الحريات, ونقص الديمقراطية, وضعف المشاركة السياسية, وكذلك اقتصاديات هذه الدول, وظروفها السياسية, وكلها ظروف متشابهة في الدول العربية تقريبا, وهي التي فجرت الأوضاع, وقد نحت ميدان التحرير نموذجا دوليا في تاريخ الثورات سوف يبقي إلي الأبد
وبماذا تفسر رغبة الحكام العرب في البقاء بالسلطة كل هذه السنوات؟
- لقد قرأت كتابا لأحد المفكرين الصينيين القدامي, وقد ذكر مؤلفه أن أعلي شهوة في التاريخ الإنساني هي شهوة السلطة, وهو يقول أن لذة السلطة تفوق كل شيء, ولذلك فإن إدمان السلطة يجعل المسئول قابض عليها, ومتمسك بالمقعد, ولا يريد أن يبارحه, وهذا الذي يجعلهم لا يعرفون متي ينصرفون, فيكون الانصراف سيئا, وفي توقيت صعب, وبصورة مهينة, والأفضل للحاكم الذكي أن يدرك أن الدنيا له ولغيرة, ولذلك اراحني كثيرا تعديل المادة77 من الدستور.
يتردد أنك مرشح بقوة لتولي منصب الأمين العام للجامعة.. فإذا حدث,هل تستطيع تفعيل دورها بعد أن تحولت إلي جراج كبير؟
- لا أعتقد أن الجامعة العربية تحولت إلي جراج كبير, واعتقد أن السيد عمرو موسي بذل جهدا كبيرا, لا تنسي أنه دخل العراق, والصومال, ودارفور, وحرك المياه الراكدة,, والمهمة ليس سهلة, وأزمة الجامعة العربية تاريخيا, أنه لا توجد أجندة عربية واحدة, وقد أعطي عمرو موسي للوضع أكبر مما هو, ولا يمكن أن تحمل الجامعة كل مآسي الكون!
لكنهم يشجبون, ويدينون, ويستنكرون, وفي النهاية لا يقدمون ولا يؤخرون بدليل أن الأزمات العربية لا تزال مستمرة؟!
- ليست هذه مشكلة الجامعة العربية, فالجامعة محصلة إرادات دول, وعلي الأقل تكفل الجامعة لقاءا عربيا علي مستوي القمة مرة كل سنه, وعلي مستوي وزراء الخارجية عدة مرات كل سنه, الجامعة تحتاج إلي إرادة دول, ولابد من إرادة سياسية لدي الدول العربية في الجامعة, فإذا أرادوا ذلك جعلوا منها شيئا, وإذا أرادوا منها أن تكون مجرد مبني علي ضفاف نيل القاهرة, فهذا أمر آخر
وأحيانا يقومون في الجامعة ببعض التصرفات الفاعلة, علي الأقل يقودون تيارا عاما لرأي عام عربي واحد تجاه القضايا المختلفة, ولك أن تتصور العالم العربي بدون جامعة الدول العربية, ربما لن يري الحكام العرب بعضهم بعضا, هي ليست شيئا مثاليا, لكنها أيضا شيء له أهميته!
ماذا كان قرارك في التعديلات الدستورية الأخيرة؟
صوت في الاستفتاء بلا.. لأنني أؤمن بالحلول الجذرية, وكنت أتصور أن نصدر إعلانا دستوريا يتضمن المبادئ الأساسية في هذه المرحلة, ولا يحتوي السلطات المطلقة للرئيس, والتي تنص عليها نحو37 مادة في دستور1971, وهو شيء مفزع, أنا أريد تفتيت فكرة الفرعون, ومن ثم أريد جمهورية برلمانية, ويمكن أن يكون رئيس الجمهورية رمزا يملك ولا يحكم, حتي لو كان مسيحيا مثل الدكتور بطرس غالي, ويروق لي النموذج الهندي, واذكر3 رؤساء مسلمين هنود, وهم ذاكر حسين, و فخر الدين علي أحمد, وأبو الكلام, في حين أن نسبة المسلمين فيها لا تتعدي10%, والآن رئيس الجمهورية الهندي من طائفة السيخ التي لا تتعدي نسبتها3% من السكان, هنا تأتي القيمة, لأنها وظيفة شرفية, أما وظيفة رئيس الوزراء فهي الوظيفة التنفيذية الأولي في البلاد, وهي تكون من حق الأغلبية, ولا باس في ذلك.
** هل كنت تتوقع هذه النهاية للرئيس مبارك؟
- لم أتوقع, ولو أنك قلت لي منذ شهرين أن هذا سوف يحدث, لاعتبرت ذلك نوع من العبث, ومس من الجن, فمن كان يتوقع ذلك, فأي تعديل حدث مؤخرا من تعيين نائب إلي حل وزارة, إلي تعديل دستوري, كان يستلزم من مبارك10 سنوات ليوافق عليه
هل تتخوف شخصيا من وجود الإخوان المسلمين في الساحة السياسية؟
لقد حضرت بعض اجتماعاتهم مؤخرا بدعوة من المرشد العام, وزال من عندي هاجس الخوف, ولكني أطالب واعمل وأقود حاليا تشكيل حركة وطنية من أجل الدولة المدنية في مواجهة التيارات الدينية, فلدينا الإخوان, والسلفيون, و الجماعة الإسلامية, وكل هؤلاء يشكلون قطاعا كبيرا, ما أدي إلي ظهور مخاوف, ليس لدي الأقباط وحدهم, ولكن لدي المسلمين المعتدلين, فقد ظهر عبود الزمر علي الفضائيات بعد الإفراج عنه, وتلقيت مكالمات كثيرة قلقة من حديثه, لكني لا أجد ما يبيح لشخص أن يبرر عمليات الاغتيال, وأن يتحدث عن وجود فتاوي بذلك.. الناس تخاف من الإخوان لأنك لا تعرف نواياهم, هم تنظيم منظم عمره83 سنه, والبعض يأخذهم كجزء من التيارات الدينية, ويتصور البعض أنهم لو تولوا السلطة سوف يدفعون السيدات للحجاب قسرا, وأنهم سيمنعون تشغيلهم, فضلا عن منع المشروبات, وضرب السياحة, وهذه كلها أوهام, وعلي الإخوة من الإخوان المسلمين أن يوضحوا مواقفهم, وأعتقد أنهم تغيروا قليلا, وهم أحاديو التفكير, يريدون أن يصلوا إلي السلطة, ثم يركلون السلم الذي صعدوا به, فلا هم ينزلون, ولا أحد غيرهم يصعد, هم يقولون الإسلام هو الحل, شوف هذا التعبير الاستبعادي, هو كده وبس, هم يستطيعون أن ينتقدوا وأن يهدموا, لكن قدرتهم علي البناء والتواصل ليست واضحة حتي الآن!
مع التعديلات الدستورية الأخيرة نشأ تياران: الأول قبطي ويدعو لتعديل المادة الثانية من الدستور.. والثاني إسلامي يؤكد أن هذه المادة خط أحمر, لا يجوز الاقتراب منه.. فما رأيك؟
هذه المادة جاءت بديلا عن المواد السابقة بدءا من دستور1923, وكانت تنص في السابق علي أن مصر دولة, دينها الرسمي هو الإسلام, فجاءت العبارة البديلة في المادة الثانية والتي تقول بأن مبادئ أحكام الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع, وأستطيع أن أضيف إليها عبارة: مع حق أصحاب الديانات السماوية الأخري في تطبيق شرائعهم.. ولا شك في أن أحكام الشريعة الإسلامية تقدم ضمانة للأقباط, لكنهم خائفون من شعار الإسلام هو الحل, ولو أدرك المسلمون أنهم أحفاد طبيعيون للمسيحيين المصريين لتوقفوا عن الممارسات السلبية, فكلنا من مصدر واحد.
وقعت بوروندي مؤخرا علي الاتفاقية الإطارية لإعادة توزيع حصص مياه النيل.. هل لديك مخاوف علي حصة مصر؟
- الفقي:هناك حقوق تاريخية لمصر, وحقوق دول المنبع مثل دول المصب, مثل دول المجري, وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك عبث في هذا, بل قيل لنا أن أي محاولة من إثيوبيا لبناء سدود كبيرة, سوف يؤدي إلي غرقها هي, وعندما تذهب إلي أثيوبيا أو غيرها من دول إفريقيا, سوف تجد أن الأمر يحتاج إلي برنامج تنموي يجمع دول حوض النيل, ويمكن أن يتحقق ذلك بإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة
من ترشح لتولي منصب الرئيس في مصر؟
- هناك أسماء كثيرة مطروحة علي الساحة, أنا أريد رئيس في مرحلة انتقال لمدة4 سنوات, يعمل خلالها علي ضبط الأوضاع, وأن يكون شديد الإخلاص في عمله, وأن يصل بالدولة للاستقرار الأمني الكامل في أسرع وقت, والاهتمام المطلق بالتعليم, وهناك شخصيات كثيرة علي الساحة يتصدرهم السيد عمرو موسي, ود. البرادعي, والفريق أحمد شفيق, والدكتور كمال الجنزوري, وحمدين صباحي, واللواء عمر سليمان, والمستشار هشام البسطويسي, وآخرون في علم الغيب, وربما يكون رئيس مصر القادم من غير هؤلاء جميعا, يدخره القدر ويظهر في لحظة باختيار من الله, ربما تقذف المقادير بشخصية, وخلال أسبوعين أو ثلاثة يكتسح في الانتخابات الرئاسية.
والفساد في مصر.. كيف تراه ؟
الفقي: لقد اكتشفت أن حجم الفساد في مصر أكبر بكثير, وبكثير جدا, مما كنت أتخيل!
ومن الذين صدمت فيهم ممن جاءت أسماؤهم في قوائم الفاسدين؟
لم أكن أتصور أن وزراء رجال الأعمال لديهم هذه الاتهامات, ولم أكن أتصور أن تحيط بأسرة الرئيس كل هذه الأقاويل, والاتهامات التي لم تثبت بعد, فالأرقام الفلكية التي نسمعها عن حجم هذه الثروة جعلتنا في حالة من الحيرة تماما
ماذا كانت مشكلة الفريق أحمد شفيق؟
مشكلته أنه جري تركيز وسائل الإعلام عليه بشكل مفزع, فقد كان يجري3 أو4 أحاديث تليفزيونية, وإذا أنت تحدثت كثيرا فسوف تستدرج كثيرا, ويخطأ في حقك كثيرا
لقد اتحد المصريون مسلمين وأقباطا في ثورة25 يناير, واختلطت الدماء ببعضها, ثم وقعت حادثة أطفيح,ففرقتهم.. فما تعليقك؟
لقد كنا نتصور أن ثورة25 يناير قد أنهت أسباب الفتنة الطائفية وإلي الأبد, خاصة أن نحو15 شهيدا مسيحيا علي الأقل قد سقطوا شهداء في الثورة, واعتبرنا هذا انجازا, وقلنا أنه لو لم يكن لثورة25 يناير سوي إنجاز واحد هو إنهاء الفتنة الطائفية لكفاها, ثم جاء حادث أطفيح الذي أشعل نار الفتنة, والمشكلة تكمن في بناء دور العبادة, والحساسية المفرطة تجاه الحوادث الفردية, وأنا شخصيا قد لعبت دورا في العلاقات بين الدولة والكنيسة, وقد ذهبت مؤخرا إلي قداسة البابا شنودة, أيام أحداث العمرانية, وتعيين الأخ جمال اسعد في مجلس الشعب, وكان الأمران مقلقان لقداسته, فقد كان جمال من المعارضين الأشداء للبابا, وبالتالي اعتبر تعيينه في البرلمان علي أنه رسالة عكسية موجهه للبابا, واتصل بي الأنبا موسي, والأنبا بيشوي, واستأذنت السلطات الرسمية في ذلك الوقت, وذهبت إلي الدير في وادي النطرون بصحبة اثنين من الأخوة المسيحيين, وأقنعت قداسة البابا بالحضور إلي القاهرة, وحضور الجلسة الافتتاحية لمجلس الشعب ثم حدثت أحداث كنيسة القديسين, والتي عصفت بالجزء الباقي من الوحدة الوطنية.
كيف كانت علاقتك بأحمد عز؟
- كان عز مخيفا للنواب في البرلمان, لم يكن يتمتع بأريحية كمال الشاذلي الذي كان يداعب النواب بعشم, وود, وكان الكل يخشي أحمد عز, وكنت لا أريد أن أصطدم معه, و أعلم أنه شارك في استبعادي من المواقع الهامة في الحزب الوطني, فلم أدخل الأمانة العامة, ودخلها من هم دوني علي كل المستويات!
هل كنت تتقي شره؟
- بالتأكيد.. هو, وغيره, وكنت أقول لهم أنني أتعامل معكم معاملة طيبة ليس طلبا للمنفعة, وإنما منعا للضرر.. فأنتم تنفعون ولكنكم تضرون, وكنت أقول ذلك لأحمد عز, ولغيره!
كيف تري مستقبل الحزب الوطني بعد ثورة25 يناير؟
- نعم, فقد استقلت من الحزب الوطني بعد موقعة الجمل, وهناك محاولة لإحياء الحزب علي أسس نظيفة, يقودها الدكتور محمد رجب, وقد جري الاتصال بي, واتصلت مجموعة من الزملاء المحترمين يعرضون علي منصب رئيس الحزب, لكني ترددت واعتذرت, لأنه لا يمكن إصلاح هذه الجثة, لكن صورتها صعبة للغاية, ولا يمكن للحزب أن يعود مرة أخري إلا إذا تغير اسمه, وتغيرت أشخاصه, كما تم عرض رئاسة الحزب علي السيدة جيهان السادات قبل عرضها علي, ورفضت هي أيضا
ألا تتوقع أن يعود جمال مبارك مرة أخري إلي الساحة السياسية؟
- الفقي: لا أعتقد.. لان أسرة الرئيس, وبالطبع جمال, لم يخرجوا خروجا عاديا حتي يعودوا, فقد جري وصم الفترة بصفات يصعب الخروج منها, فد قرأت في إحدي الصحف أن طلاب مدرسة سوزان مبارك في المنيا يعتصمون من اجل تغيير اسمها, فقلت في نفسي: لمن الملك اليوم.. قل لله الواحد القهار!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.