تعرض رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان لانتقادات لاذعة في البرلمان أمس لطريقة معالجته للكارثة التي أثارها الزلزل العنيف وامواج تسونامي اللذين ضربا المنطقة الساحلية في شمال شرق اليابان قبل أكثر من أسبوعين . في وقت عثر فيه علي أثار للبلوتونيوم المشع في التربة في خمسة مواقع بمحطة فوكوشيما مما أثار المزيد من الانزعاجبشان معركة اليابان لاحتواء أسوأ ازمة نووية في العالم منذ عام.1986 فيما أكد ناوتو كان للمشرعين الغاضبين ان الحكومة في حالة تأهب قصوي لمواجهة أزمة محطة فوكوشيما النووية وستعلن تباعا عن جميع المعلومات المتوفرة لديها, انتقد النائب المعارض يوسوكي ايسوزاكي بشدة كان لعدم أصداره أوامر لتوسيع منطقة الإخلاء حول المحطة المنكوبة من20 إلي30 كيلومترا قائلا هل هناك تصرف غير مسئول كهذا؟. وفي الوقت ذاته, أصدر العلماء الامريكيون في المجالين النووي والبيئي صورة قاتمة خلال تقييمهم لمخاطر كارثة فوكوشيما النووية حيث توجد مستويات كبيره من التلوث الاشعاعي في المياه الأرضية والجوفية ومياه البحار المحيطة بمحطة فوكوشيما وهو تطور يبعث علي القلق وينذر بتصاعد احتمالات الاخطار الصحية في المنطقة. ومن جانبها أعلنت شركة طوكيو الكتريك باور تيبكو التي تتولي تشغيل محطة فوكوشيما دايتشي النووية ان المياه الملوثة بالاشعاعات تسربت إلي داخل انفاق أسمنتية تمتد تحت الارض اسفل المحطة المعطوبة. وقد أكد خبراء ان مياه البحار والمياه العذبة المستخدمة في تبريد مفاعلات المحطة النووية والموضوعة في خزانات قد تلوثت ايضا بهذه المياه المشعة. وفي سياق متصل, أكدت أجهزة المراقبة التابعة للحكومة الامريكية إن12 موقعا لمراقبة تلوث الهواء في انحاء البلاد رصدت آثار اشعاع يعتقد انه من محطة فوكوشيما لكنه مازال أقل من المستويات التي تعتبر خطيرة علي المواطنين. وقد أعلنت السلطات الصحية بولاية- ماسا شوسيتس الامريكية عن اكتشاف تلوث أشعاعي بمستويات محدودة للغاية في مياة الامطار التي هطلت مؤخرا علي اراضيها. كما ذكر المعهد الكوري للسلامة النووية أنه تم أيضا اكتشاف آثار لنشاط إشعاعي في كوريا الجنوبية. ومن جانبها رصدت الفلبين نسبة بسيطة من الاشعاع في الجو ناجمة عن المحطة النووية المعطوبة في فوكوشيما باليابان إلا أن معهد الأبحاث النووية الفلبيني أكد إنها لا تمثل خطرا علي المواطنين. وذكر إنريك أونا وزير الصحة الفلبيني أنه ليس هناك حاجة لفرض حظر علي الواردات الغذائية من اليابان غير أن وكالة تابعة لوزارة الزراعة أوصت بتعليق اذون استيراد منتجات الحليب من أربع مناطق قرب محطة الطاقة النووية. وفي موسكو, أعلن رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية لشئون صيد الأسماك اندريه كرايني أن بلاده أوقفت استيراد الأسماك من اليابان بسبب الخوف من التلوث الإشعاعي. وأضاف اندريه كرايني إن واردات روسيا من الأسماك والثروة البحرية من اليابان كانت قليلة بالأساس وتقدر بنحو7 ملايين دولار في السنة ومع ذلك فقد تم إيقافها تماما خوفا من التسرب الإشعاعي. وفي غضون ذالك, قالت شركة طوكيو الكتريك باور( تبكو) التي تتولي تشغيل المحطة ان اثار البلوتنيوم- وهو منتج ثانوي في التفاعلات الذرية ويستخدم ايضا في القنابل النووية- عثر عليها بمستويات منخفضة في خمسة اماكن في محطة فوكوشيما. وذكر المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوكيو إدانو إن قراءات البلوتونيوم تظهر أن الوضع خطير للغاية وتعزز أيضا فكرة أن هناك انصهارا جزئيا لقضبان الوقود المستنفد. وقد عثرأيضا علي مستويات عالية من الاشعاع في مياه في انفاق خرسانية تمتد خلف أحد المفاعلات في حين وصلت مستويات الاشعاع في المياه داخل مفاعل اخر إلي100 ألف ضعف المستويات العادية حيث يشكل ذلك معضلة كبيرة لتبكو التي تريد استخدام الماء في تبريد المفاعلات لكن مع عدم زيادة انتشار الاشعاع. وفي غضون ذالك, أكد رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان إن حكومته لن تستبعد أي خيارات لتغطية نفقات الاعمار بعد الزلزال المدمر وامواج تسونامي بما في ذلك زيادة للضرائب او تعليق العمل بخطط لخفض ضريبة الشركات في البلاد. وأبلغ كان البرلمان انه لا يفكر في الوقت الحالي في زيادة محتملة للضرائب لتدبير أموال لكنه لمح الي أنها أحد الخيارات التي ستدرسها الحكومة. جاء ذالك في الوقت الذي أقر فيه البرلمان الياباني ميزانية2012/2011 بقيمة1.1 تريليون دولار للسنة المالية حيث ركزت علي الاغاثة من الزلزال الذي ضرب اليابان وتقدر أضراره بنحو300 مليار دولار. ومن جانبها, أعلنت المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات كريستالينا جورجيفا أن شحنة للمساعدات الأوروبية ستصل لليابان وستشمل أجهزة قياس الجرعات الإشعاعية, إضافة إلي بطاطين ومراتب, وذلك في اعقاب زيارة أظهرت الحاجة إلي أجهزة لقياس النشاط الإشعاعي. وقالت جورجيفا إن أجهزة قياس الجرعات الإشعاعية التي قدمها وفدها كشفت عن اشعاع دون المستويات العادية. وقد قدمت المفوضية الأوروبية ودول الاتحاد مساعدات لليابان بقيمة15 مليون يورو اي ما يعادل21 مليون دولار. ومن جهة أخري, صرح مندوب روسيا بالوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الاتحاد الأوروبي وروسيا سيبحثان قريبا قضايا تطوير صناعة الطاقة النووية في أوروبا. وأضاف أنه تم الإتفاق علي عقد اجتماع في اوروبا في القريب العاجل لبحث الوضع في قطاع الطاقة النووية. وعلي صعيد آخر, لم تتحدد بعد هوية نحو4 آلاف جثة في مقاطعات ايواتي ومياجي وفوكوشيما التي تضررت بشدة من جراء الزلزال. ونقلت وكالة( كيودو) اليابانية للأنباء عن مسئول رفيع المستوي بوكالة الشرطة الوطنية قوله إن الجثث تم جمعها في أماكن بعيدة عن المناطق السكنية, فيما أفادت تقارير اخبارية أن عدد المقيمين في الملاجيء يزيد علي190 ألف مشرد.