عندما صوت المصريون بنعم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية إنما جاء تعبيرا منهم وقناعة من أجل مصر هادفين إلى عودة الاستقرارللوطن لدوران عجلة الاقتصاد المصري . الذي تعرض لهزة عنيفة جرار أحداث الثورة وهذا شيء طبيعي يحدث عقب كل الثورات ، وكان هدف ال 14 مليونا من الذين قالوا نعم هو عودة المصريين إلى أعمالهم لتعويض خسائر السياحة والبورصة ووقف نزيف الاقتصاد وعودة الجيش إلى ثكناته حماية لحدود مصر التي تتربص بها قوى الشر من الشمال خصوصا والجنوب والشرق والغرب وكان هدف ال 77% تقليل المدة الزمنية للفترة الانتقالية إلى أقصر وقت ممكن للعبور من النفق المظلم بسرعة وبأقل الخسائر الممكنة انتقالا للدولة المدنية الحديثة . وجاء تصويت ال 4 ملايين مصري ب "لا" من وجهة نظرهم من أجل الوطن وأن يبدأ صفحة جديدة بدستور جديد وضمانات ديمقراطية نزيهة ولكسب الوقت من أجل إعطاء فرصة للأحزاب المصرية والقوى اليسارية وائتلاف الثورة والمستقلين لتصحيح أوضاعهم استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة وكذلك الرئاسية هدفهم صالح الوطن ليس إلا . إذن قال المصريون كلمتهم بنعم ولا من أجل صالح الوطن ومصر الغالية كل حسب وجهة نظره وعتقده السياسي ، ولكن أن يخرج علينا أحد الشيوخ ليقول إن نعم جاءت من أجل الدين ولصالح الإسلام والمسلمين فهذا نوع من العبث السياسي وخلط الدين بالسياسة والزج به في نفق مظلم وتعريض مصرنا الغالية لهوة سحيقة لن تنجو منها أبدا. فالدين يا شيخ يعقوب عبادات وعقيدة ومعاملات ونسك وليس للسياسة والاستفتاءات وهذا يعبر عن عدم حنكة الشيخ السياسية عندما يلعب على غريزة المصريين الدينية ويقول إن من قالوا لا هم من إخواننا الأقباط واليساريين وقوى المعارضة وعليهم إذا لم يقبلوا نتيجة الاستفتاء الرحيل من مصر فليس هذا من الإسلام في شيء أيها الشيخ الجليل ، فرسولنا الكريم دعا لحرية الاعتقاد والأديان ولم يطرد اليهود من يثرب بل عقد معهم اتفاقيات ومعاهدات على العيش بسلام فلكم دينكم ولي دين . ومنيجة الاستفتاء ليست كما قلت إنها جاءت تعبيرا عن ديانة المصريين بل هي تجسيد لإرادة المصريين الغيورين على وطنهم ومن الشعب البسيط الساعي لتحسين أحواله المعيشية ولا تمثل تيارا معينا وليس للأديان أي علاقة بها . وتسييس الدين يجرنا إلى العودة إلى القرون الأولى فالرحمة بنا أيها السلفيون والجماعات الإسلامية والإخوان فمن يريد الظهور الإعلامي ولعب السياسة فليدع الدين جانبا ، ومن يريد الدعوة إلى الله فليسلك مسلك الرسول والصحابة في الدعوة بالحسنى بعيدا عن تكفير المجتمع ، فجميع القوى الدينية لا تمثل سوى 20% من نتيجة الاستفتاء وكذلك أي انتخابات ، والنصيحة أن تنأى بنفسك أيها الشيخ عن لعب السياسة حتى لا تخسر مريديك ودع السياسة وشأنها فمصلحة مصر فوق الجميع المزيد من مقالات فهمى السيد