ثورة غير مسبوقة أسقطت نظاما عمره آلاف السنين.. الحلم يتحول إلي كابوس.. نيران الفوضي تدمر الاقتصاد وتفرض الخوف وتوقظ الفتنة! ** شاء الله أن أكون خارج الخدمة وخارج الوطن لأسباب صحية صعبة طارئة.. في وقت الوطن فيه يمر بأحداث هائلة أراها الأهم علي الإطلاق في تاريخ هذا الوطن... نعم الأهم في تاريخ مصر المحروسة لأن هذا الحدث الهائل أسقط نظام حكم الفرد القائم من آلاف السنين وتغلغلت جذوره في سابع أرض... النظام الذي سقط ليس نظام فرد إنما هو أسطورة حكم الفرد القائم من أيام الفراعنة وما قبل الفراعنة.. نظام شمولي واحد أشكاله تتغير لكن مضمونه ثابت راسخ يستحيل الاقتراب منه... هذا المستحيل أثبت شباب مصر ولا أحد غيرهم أنه وهم وأنه بالإمكان قهره ونسفه... تلاقوا علي هدف دون أن يلتقوا وهذه عبقرية وتلك قوة لا سقف لها ولا مدي يحدها... المواجهة المنتظرة بين الشباب والنظام هي بكل الحسابات غير متكافئة.. حسابات القوة والجاه والسلطان والنفوذ.. لكنها بحسابات العقل والمنطق والإيمان بإرادة الله.. هي واردة وسهلة وممكنة إن أيقنا أن الله موجود! أغلبنا نسي أن الكلمة العليا لله عز وجل... في يقيني أن الله وجه بصيرة هذا الشباب إلي الهدف الذي التقوا عليه وآمنوا به دون أن يلتقوا... يقيني أن الله ثبت أقدامهم عندما نزلوا إلي الشارع وألف بين قلوبهم في الشارع وأوحي إلي جموع الشعب بشد أزرهم والانضمام لهم فعلا في الشارع أو تأييدهم من علي بعد في نجوع مصر وكفورها وقراها ومدنها... يقيني أن الله أكمل هذه الأسطورة بنزول الجيش إلي الشوارع وحمايته لثورة شباب احتضنها شعب فنجحت وكان لابد أن تنجح في ظل هذه المعطيات.. ليسقط نظام حكم الفرد القائم من آلاف السنين... هذه قناعتي التي تكونت بعد عودتي إلي الوطن من الجراحة الدقيقة التي أجريتها في فرنسا وهي محصلة كل ما عرفته وسمعته وقرأته من مصادر مختلفة ومن شخصيات أثق تماما فيها... تحية إلي شهداء هذه الثورة.. تحية إلي الشباب الذي قهر المستحيل بثورته... تحية إلي شعب مصر الذي انتفض ونهض واحتضن ثورة شبابه... وتحية إلي جيش مصر العظيم الذي أخذ علي عاتقه حماية ثورة ليس لها نظير في العالم كله... ...................................................................... ** هذه الثورة خلقت حدثا متفردا غير مسبوق في العالم وأيضا صنعت حلما جميلا أظنه يتحول إلي كابوس مميت!. هذا الإحساس وغيره كثير شعرت به خلال متابعتي للأحداث عن بعد بسبب المرض.. وما شعرت به لا أعرف إن كان صحيحا أو خاطئا.. لكنني أضعه أمام حضراتكم في هذه النقاط: 1 هذه الثورة ليس لها مثيل في العالم كله علي مدي التاريخ لأنها أسقطت في أيام نظاما عمره آلاف السنين وليس30 عاما كما يقولون أو حتي59 سنة كما نعتقد!. أسقطت نظاما فيه فرد واحد يحكم شعبا بأكمله وهو قائم في مصر من قبل الفراعنة واستمر كل هذه السنين باستثناء فترة قليلة وعاد مرة أخري في يوليو1952 إلي أن سقط في25 يناير2011... وعندما يسود حكم الفرد كل هذه السنين الطويلة فهذا معناه أنه رسخ أركانه ووسع قاعدته ورفع بنيانه وقضي علي حلم أن يأتي يوم تشهد فيه البلاد تداول للسلطة!. 2 الحلم الذي كان سرابا تحول إلي حقيقة ومن الآن وبإذن الله لن تحكم مصر بفرد وفترة الرياسة تحددت والحكم مدي الحياة انتهي والشعب بإرادته التي يستحيل تزويرها هو الذي سيأتي بالرئيس وبنواب الشعب وهذا انتصار هائل تحقق في أيام قليلة وعلينا أن نمسك به وأن تخرج مصر كلها لأجل أن تصوت عليه في الاستفتاء الذي سيجري بعد أيام علي التعديلات التي أجريت علي بعض مواد الدستور.. وبإجماعنا عليها ننهي مرحلة استمرت آلاف السنين ونبدأ مرحلة حكم الشعب باحترام إرادة هذا الشعب.. وهذا انتصار تاريخي... 3 مقبلون نحن علي فترة حاسمة فيها سوف تقام انتخابات نواب الشعب وانتخابات الرياسة.. وقناعتي أن تراكمات ال59 سنة الماضية من يوليو1952 والناجمة عن نظام حكم الفرد.. هذه التراكمات جعلت أكثر من80 في المائة ممن لهم حق الانتخابات لا يشاركون في أي انتخابات لأنها كانت في البداية استفتاء علي شخص واحد وسواء انتخبنا أم لا فالنتيجة معروفة مسبقا.. إجماع علي الشخص الواحد.. رغم أن البشر لم يجمعوا منذ بدء الخليقة علي شيء واحد بل إن البشر لم يجمع علي الله الذي خلقهم.. لكن هذا كله غير معترف به في النظام الشمولي وهذا كله جعل أغلب المصريين وخاصة المتعلمين والمثقفين يبتعدون عن الانتخابات ولا يشاركون فيها.. وأعتقد أن هذا الوضع لابد أن ينتهي وهو لن ينتهي بقرار إنما بالحوار وهذا دور شباب الثورة.. الذي صنع ثورة ونفذ ثورة بالحوار دون أن يلتقي... الملاحظة الثانية في هذه النقطة هي الاستغلال البشع للظروف الاقتصادية لأهالينا البسطاء وحالة الأمية التي مازالت تضرب قطاعا كبيرا من أهالينا.. استغلوها في شراء الأصوات إلي أن أصبحت الفلوس محورا أساسيا في أي انتخابات... إذن إحجام الأغلبية عن المشاركة في الانتخابات وإقحام الفلوس في شراء الأصوات قضيتان لابد من حسمهما والأمر يحتاج إلي ثورة والشباب وحده من يملك تفجير هذه الثورة بأفكاره... 4 معني الكلام أن فكر الشباب وجهد الشباب لا يجب أن يتوقف أمام نقطة واحدة وهي البقاء في ميدان التحرير والتظاهر.. الشباب لابد أن ينشغل بأمور لا تقل أهمية وأظن أن الانتخابات المقبلة واحدة من هذه الأمور المهمة ومطلوب من الشباب أن يتفرغ جزء منه للانتخابات لأجل إقناع كل المصريين بالمشاركة ولأجل نسف سلاح المال من الانتخابات.. مطلوب من الشباب أن يفكر وأن يبحث عن حل أو حلول لأن الوقت قليل ولأن سلاح المال لا يقل فسادا وإفسادا عن سلاح التزوير وعودة القضاء ضمانة لعدم التزوير ولابد من أن نجد ضمانات لإبعاد سلاح المال عن الانتخابات وهذه قضية مطلوب أن يفكر الشباب وفورا فيها.. 5 أعتقد أن أمن واقتصاد الوطن هما القضيتان الأهم وأن إغفالهما بحجة أننا في ثورة سيقضي لا قدر الله علي الوطن وليس فقط علي الثورة!. عندما يشعر كل مواطن بالخوف من كل لحظة تمر عليه فالموت أهون من حياة مثل هذه والفراغ الأمني وراء هذا الشعور غير المسبوق في تاريخ الوطن حيث لا يوجد وطن لا يوجد فيه أمن!. واقتصاد الوطن ينهار أمام عيوننا ونحن نتفرج وكأن المليارات التي نخسرها يوميا بسبب التظاهرات والإضراب عن العمل تخص اقتصادا آخر غير الاقتصاد المصري!. السياحة توقفت وهذا منطقي بسبب الثورة والمنطقي أن يعود الاستقرار بعدما أسقطت الثورة النظام لا أن تستمر التظاهرات الفئوية في أنحاء مصر ويستمر وقف الحال في كل مناحي الحياة وتتوقف مصانع كثيرة وتنقطع أرزاق قطاع كبير من أهالينا في مهن كثيرة.. ويستمر توقف السياحة لأنه لن يحضر أحد لبلد فقد استقراره!. لن يحضر أحد لبلد الدبابات في شوارعه!. لن يعود أي استثمار في بلد لا أحد يعرف بعد ثانية واحدة ماذا يمكن أن يحدث فيه حيث نيران الفوضي دمرت الاقتصاد والخسائر تقترب من ال100 مليار وفرضت الخوف واستدارت لتوقظ فتنة طائفية!. يعني إيه التلاميذ في مدارس كثيرة في مظاهرات لن تتوقف قبل إقالة مديري المدارس ومدرسين حددوهم بالاسم.. هذا المشهد الفوضوي يأخذنا إلي أين؟. يارب احفظ مصر في هذه الأيام من كل سوء... 6 لاحظت ولا أدري إن كان حضراتكم لاحظتم تفشي ظواهر سلبية مستفزة غريبة علينا وأرجو أن تكون طارئة.. مثل حالات الشماتة والتشفي وتدهور لغة الحوار وكلها ظهرت في لغة خطاب كثيرة وكلها أصلا بعيدة عن مكونات وسمات الشخصية المصرية المعروف عنها النخوة والشهامة والأصالة وأيضا كلها لا وجود لها في الدين الإسلامي أو الدين المسيحي... أرجو تدارك ذلك لأن ما يحدث ينطبع ويترسخ في عقول ووجدان أطفالنا وشبابنا الصغير الذي يري ويسمع ويتأثر وكارثة أن تكون القدوة لأجيالنا القادمة هي الشماتة والتشفي وعدم القدرة علي الحوار... 7 ملاحظتي الأخيرة عن الرياضة التي توقف نشاطها وكان طبيعيا أن يتوقف داخليا نظرا للظروف.. لكن ما كان يجب أن يمتد هذا التوقف إلي المنتخبات المصرية في اللعبات المختلفة لأن الدنيا حولنا تتحرك ولأن الظروف التي نحن فيها ستنتهي وكان علينا ملاحظة ألا نقحم منتخباتنا في هذا التوقف حتي لا نبتعد أكثر عن العالم... أتمني أن يعود نشاط كرة القدم وكل اللعبات.. لكن كيف وهذا الكم من التربص يطل برأسه علينا؟. سمعت ما حدث في مباريات كروية ودية.. نفس التعصب بل تضاعف ونفس البذاءة في الشتائم وفي لغة الحوار وهذا يحدث في مباريات ودية فما بالنا لو كانت رسمية وفي ظروف الفوضي والخوف المسيطرة علي الشارع؟.. أرجو أن تكون خطط إعداد أبطالنا لدورة لندن2012 لم تتعطل وإن كانت بعضها أو كلها تغيرت فلابد وفورا من إرسال هؤلاء الأبطال إلي معسكرات إعداد في الخارج والعدد ليس كبيرا لأننا نتكلم عن عشرة أبطال أو أكثر قليلا في ثلاث أو أربع لعبات... مشروع التميز الرياضي الذي يرعي هؤلاء الأبطال أعلم أنه تعرض لتعثر وأرجو أن يكون انتهي لأن اليوم الواحد له ثمن في إعداد بطل أوليمبي ونحن عندنا أبطال إمكاناتهم تؤهلهم للحصول علي ميداليات أوليمبية والأمر متوقف علي الإعداد... أنقذوا هؤلاء الأبطال لأنهم الوحيدون القادرون علي رسم بسمة علي وجوهنا في دورة لندن الأوليمبية. ...................................................................... ** أكتب اليوم عن رحلة غياب عن حضراتكم اقتربت من ال30 يوما عشتها في امتحان شخصي صعب لا اختيارات في أسئلته ولا اعتراض علي صعوبته ولا معرفة بإجاباته لأنه من عند الله وما يرزقنا الله به خيرا كان أو ضرا نحمد الله عليه لأنه الأعلم بما لا نعلم وقد يكون ما نراه ضرا هو الخير ونحن لا نعرف... عشت رحلة مرض شكلها يختلف جذريا عن مضمونها وللأسف أغلبنا يري فقط الشكل.. وصعوبتها التي لم أكن أراها شاركت أنا في صنعها دون أن أدري... من خمس سنوات وفي مثل هذا الشهر.. شهر مارس.. وقعت وأنا واقف علي قدمي.. ذبحة صدرية لازمتني ثمانية أيام وأنا لا أعرف لدرجة أنني سافرت خلالها إلي السعودية في ظرف طارئ وأديت العمرة وكل ذلك في أقل من30 ساعة بما يعني أنني لم أر النوم خلالها وعدت والذبحة موجودة ونشاطي العادي لم يتغير إلي أن شعرت بنفس الألم الذي جاءني قبل ثمانية أيام ولم أتوقف أمامه استنادا علي قيامي بعمل رسم للقلب بالمجهود ولم يظهر شيئا ولا أعرف كيف لكن هذا ما حدث وتلك مأساة أخري ليس هذا وقتها!. المهم أنني قررت الذهاب إلي المستشفي مع عودة هذا الألم.. ودخلت إلي الاستقبال وما إن بدأ الكشف حتي نقلوني فورا إلي الرعاية المركزة وخلال أيام دخلت غرفة العمليات وأجريت جراحة قلب مفتوح لتغيير خمسة شرايين.. وأحمد الله علي نجاح هذه الجراحة الكبيرة.. وأحمد الله علي ما أعطاني من قدرة علي تحملها وتحمل آثارها الجانبية... المهم هنا والذي أريد التوقف أمامه والإشارة إليه.. أنه خلال التجهيز لجراحة القلب المفتوح والتحاليل والأشعات التي تجري.. كشفت أشعة مقطعية عن وجود تمدد في شريان الأورطي ووقتها أخبروني بأنه عندي مشكلة في شريان الأورطي وهي ضعف جدار الشريان وهذا الضعف أدي إلي تمدد جدران الشريان ليأخذ شكلا منتفخا وأنه مطلوب إجراء أشعة معينة بصورة دورية لرصد معدل تمدد الشريان والذي إن وصل تمدده أو انتفاخه إلي خمسة سنتيمترات لابد من التدخل الجراحي قبل انفجار الشريان الأورطي... قالوا لي هذه الحدوتة وأنا أستعد لإجراء جراحة قلب مفتوح.. وأذكر أنني قلت لهم وقتها ولماذا لا تنجزون هذه العملية مع جراحة القلب المفتوح وجاء الرد في جملة لا أنساها: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها!. فهمت لحظتها أن تمدد شريان الأورطي الذي اكتشفوه مشكلة ستطل برأسها يوما لكنها حاليا لم تصل مرحلة الخطر ولأنها ليست خطرا في ذلك الوقت نسيتها ونسيت أنه مطلوب مني متابعة حالة الشريان بأشعة كل ثلاثة أشهر وللحق أنا أجريتها مرتين ونسيت ووقتها كان التمدد2.3 والخطر عندما يصل إلي خمسة أي أنني بعيد عن الخطر وأخذتني الحياة وأنا لا أدري أن ما يحدث داخلي بات خطرا علي الحياة وأنا ولا هنا إلي أن أنقذني ونبهني الله... يوم الاثنين13 ديسمبر الماضي وأنا أمشي داخل منزلي تزحلقت وطرت في الهواء ووقعت علي حرف حوض زرع صغير!. آلام رهيبة في الجانب الأيسر من صدري لدرجة عدم القدرة علي التنفس وبعد فترة لا أعرف مداها بدأت أستعيد الوعي واكتشفت أنه كانت علي الأرض بقعة مياه صغيرة هي التي أخلت بتوازني لأطير في الهواء وأقع علي حرف حوض الزرع.. وذهبت إلي المستشفي وأجريت أشعات خشية وجود نزيف داخلي, ورغم الألم المبرح الذي شعرت به قالوا لي إن الموجود أمامهم كدمات وستأخذ وقتها لكن في الحقيقة هناك مشكلة.. وقبل أن أنتقل إلي المشكلة أذكر أنني ظللت لمدة18 يوما أتعامل مع الإصابة علي أنها كدمات إلي أن اكتشفت نتيجة الآلام المتزايدة أنني مصاب بكسر في الضلعين ال11 وال12 وكان ذلك يوم31 ديسمبر!. أما المشكلة التي أفزعتهم وأفزعتني هي أن الأشعة أظهرت التدهور الذي وصل إليه شريان الأورطي الذي لم أسأل عنه من خمس سنوات والمفروض أن أكشف عليه كل ثلاثة أشهر!. التمدد في الأورطي تخطي مرحلة الخطر وهي خمسة سنتيمترات وزاد عنها بنصف سنتيمتر وهذا معناه أنني ألعب في الوقت الضائع لأن التدخل الجراحي لابد أن يحدث عندما يصل التمدد إلي خمسة سنتيمترات!. هنا عرفت أن كل ما يرزقنا الله به هو خير حتي وإن ظهر لنا أنه ضر!. الله جعلني أنزلق وأقع من بضع نقاط ماء علي الأرض وينكسر ضلعان وأشعر بآلام رهيبة فأذهب إلي المستشفي ليكتشفوا أن الأورطي في طريقه للانفجار وأنا في طريقي للموت!. بدأت رحلة التدخل الجراحي.. وعرفت أن الطريقة القائمة حتي وقت قريب هي الجراحة العامة التي فيها يتم استئصال الجزء المتمدد من الشريان وتركيب بديل له وهي جراحة كبيرة جدا وصعبة جدا وتعد أصعب من عمليات القلب المفتوح وفي كل الأحوال لا أستطيع تحملها... وعرفت أن الجديد في العالم هو إجراء هذه الجراحة بالمنظار وفيها يتم تركيب ما يشبه الدعامة داخل المنطقة التي تمددت في الشريان... قلت طبعا المنظار أفضل وبدأت أسأل وعرفت أن جراحا تركيا يحضر إلي مصر لإجراء هذه الجراحة وفي نفس الوقت رحت أسأل عن الخارج علي سبيل المعرفة لأنني مع نفسي قررت إجراء الجراحة هنا لأسباب أهمها أنني أكره الغربة.. لكنني فوجئت!. فوجئت وصدمت واندهشت عندما تأكدت أن تكلفة إجراء الجراحة في مصر أغلي من تكلفة إجرائها في فرنسا والفارق كبير وهذه حدوتة أخري ليس هذا وقتها!. المهم أنني من13 ديسمبر دخلت في دوامة الله وحده الأعلم بصعوبتها النفسية حيث كل دقيقة تمر بدون التدخل الجراحي تزيد المشكلة تعقيدا وأن إجراء الجراحة مسألة تحتاج وقتها في الاتصال بالجراح وإرسال الأشعات الخاصة ليأخذ فكرة عن الحالة ومداها ومعدل تأخرها وموقفه منها وعلي ضوء ذلك يتحدد موعد لقاء الجراح وإجراء فحوصات وأشعات وبعدها يتحدد موعد الجراحة... هذه الفترة استغرقت أسبوعين مرت وكأنها سنتان لأن ما أهملته أنا لمدة خمس سنوات بات خطرا داهما يمكن أن يتحول إلي كابوس مميت في أي لحظة فيما لو أن الشريان الذي رقت جدرانه وانتفخت أصبح قابلا لتمزق أنسجته الرقيقة في أي لحظة وبدون مقدمات... أيام صعبة تخطيتها ليقين تام داخلي بأن الله معي ومن كان الله معه.. من عليه!. الله منحني رضاء هائلا عن كل ما أنا فيه وعليه ويقيني ثابت بأن كل ما يحدث لي قدر لا مفر منه وأنه بالتأكيد فيه كل الخير لي... مرت أيام القلق الصعبة وتحددت الجراحة يوم الاثنين7 يناير ودخلت غرفة العمليات وقناعتي ولا أعرف من أين أتيت بهذه القناعة بأن الجراحة التي سأجريها بالمنظار آخرها ساعة زمن وساعة أخري أفيق منها من التخدير وساعة ثالثة أرتاح فيها لأعود إلي حالتي الطبيعية وأخرج من المستشفي وأعود للوطن... علي هذا الأساس دخلت غرفة العمليات في الثامنة صباحا ولا أعرف متي بدأت العملية لكن كل ما أعرفه أنها استغرقت أربع ساعات وربع الساعة وأنها استغرقت وقتا أطول من المقرر نتيجة حالة الأورطي المتأخرة... وأفقت من التخدير ولا أعرف متي.. ولم أعد لحالتي الطبيعية لا بعد ساعة ولا اثنتين ولا خمس... لم أعد لطبيعتي حتي الآن.. صحيح الجراحة بحمد الله نجحت بامتياز إلا أن الرجوع موضوع آخر لأنني اكتشفت فيما بعد الجراحة أنها لم تجر بمنظار أو اثنين أو ثلاثة إنما تسعة مناظير من خلال تسعة ثقوب في الجانب الأيسر... اكتشفت أنها جراحة صعبة جدا ودقيقة جدا لظروفي المختلفة جدا وأن الاستشفاء منها يحتاج إلي وقت الله وحده الأعلم به.. وأنا في هذا الوقت من7 يناير... امتحان صعب.. منحني الله القدرة علي تحمله... يارب اشف كل مريض... وللحديث بقية مادام في العمر بقية [email protected] المزيد من مقالات ابراهيم حجازى