لليوم الخامس علي التوالي واصلت قوات التحالف الدولي بقيادة فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا قصفها للقواعد العسكرية التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي بالعاصمة الليبية طرابلس ومدينة مصراتة, وذلك رغم إعلان رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي وقف إطلاق النار مساء الثلاثاء. ولم يصمد إعلان وقف إطلاق النار- الذي يعد الثالث من جانب قوات القذافي- بسبب الضربات الجوية المكثفة من جانب القوات الدولية من ناحية وتقدم قوات المعارضة الليبية تجاه كتائب القذافي الأمنية بالمدن الليبية. من ناحية أخري, عاشت مدينة طرابلس وأغلب المدن الليبية حالة من الذعر بسبب القصف والذي أسفر خلال الايام الماضية عن تفجيرمبني اداري في باب العزيزية معقل العقيد الليبي والمكاتب الادارية في القاعدة البحرية بطرابلس. وفي مصراتة ثالث أكبر مدن ليبيا, قال أحد سكان المدينة لوكالة رويترز إن طائرات التحالف الغربي شنت ضربات جوية علي جزء تتمركز فيه قوات الزعيم الليبي معمر القذافي في المدينة, فيما قالت قوات المعارضة الليبية إن الهجمات الجوية للتحالف ساعدت في وقف هجمات قوات القذافي. وأوضحت صحيفة واشنطن بوست أن الموالين للقذافي حققوا تقدما اضافيا داخل مدينة مصراتة وواصلوا قصف بلدة زنتان الصغيرة جنوب غرب العاصمة واطلقوا نيران المدفعية لمنع الثوار الذين يحاولون اعادة الاحتشاد خارج بلدة اجدابيا, كاشفة في الوقت نفسه أنه دمرت الي حد كبير أنظمة دفاعه الجوي بعيدة المدي. وفي أجدابيا, عرقلت قوات القذافي جهود المعارضين للتقدم والسيطرة علي المدينة الواقعة شرق البلاد. وفي السياق نفسه, ذكرت تقارير إخبارية أن المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية المسلحة في شرق البلاد عين محمود جبريل رئيسا لحكومة مؤقتة وكلفه بتشكيل الحكومة, وهو إصلاحي شارك ذات مرة في مشروع لإقامة دولة ديمقراطية في ليبيا وهو بالفعل رئيس لجنة لمعالجة الأزمات تشمل الشئون العسكرية والخارجية. ومن جانبه, قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الليلة قبل الماضية في السلفادور قبل عودته إلي واشنطن إن الشعب الليبي سيواجه مخاطر محتملة إذا بقي معمر القذافي في الحكم. وأضاف في مؤتمر صحفي مع الرئيس السلفادوري موريسيو فونيس إذا لم يكن القذافي مستعدا للتنحي فسوف تكون هناك مخاطر محتملة علي الشعب الليبي. وقال اوباما في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي إن إن الأمريكية إن الزعيم الليبي قد يحاول التشبث بموقعه وينتظر.. علي الرغم من فرض الحظر الجوي والهجوم العسكري الذي أضعف قواته. وفي السياق نفسه, قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن القذافي وحلفاءه الذين يواجهون حملة قصف من الدول الغربية ربما يستكشفون الخيارات المتاحة بحثا عن مخرج لكن لم يتضح بعد هل هو جاد في التنحي أم لا؟. وقالت كلينتون لشبكة تلفزيون إيه بي سي الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تعلم بأناس يجرون اتصالات بزعمهم نيابة عن القذافي في محاولة لتقييم الخيارات المتاحة.ومن جانبه, أكد الزعيم الليبي معمر القذافي ان القوات الاجنبية التي تقود هجوما علي حكومته سوف تهزم وينتهي مصيرها في مزبلة التاريخ متوعدا بمواصلة القتال.وقال في كلمة مقتضبة اذاعها التلفزيون الليبي من باب العزيزية هذه معركة صليبية جديدة تشنها الدول الصليبية علي الاسلام. يحيا الاسلام في كل مكان. كل الجيوش الاسلامية يجب ان تشترك في المعركة. كل الاحرار يجب ان يشتركوا في المعركة مكان تؤيدكم في اسيا في افريقيا في امريكا في اوروبا. وأضاف مخاطبا الشعب الليبي: مظاهرات في كل مكان تؤيدكم في أسيا في أفريقيا في أمريكا في أوروبا.شعوبهم ضدهم. الذين ضدكم هم حفنة صغيرة من الفاشيين حفنة صغيرة من المجانيين حفنة صغيره من الذين سيسقطهم شعوبهم. سننتصر في هذه المعركة التاريخية لن نستسلم. .. وانتقادات ألمانية لمهمة التحالف الدولي في ليبيا من ناحية اخرى تعالت الانتقادات داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا بشأن المهمة العسكرية لقوات التحالف الدولي في ليبيا،ولمدى نجاحها في تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بفرض حظر جوي، يأتي ذلك مع استمرار الغارات الجوية على القوات الموالية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. ونقلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الصادرة اليوم "الخميس" عن وزير الخارجية الألماني جويدو فيسترفيللا إعرابه عن استمرار شكوكه في المهمة الدولية العسكرية في ليبيا ومخاوفه من خطورة تصعيد الموقف هناك. وقال الوزير الألماني "بصرف النظر عن الضحايا المدنيين الذين يتعين توقع سقوطهم: ماذا سيحدث إذا لم ينه التدخل بالغارات الجوية الحرب الأهلية؟ هل ستدخل قوات برية (إلى ليبيا)؟". ورفض الوزير الألماني الانتقادات الموجهة لحكومة بلاده بسبب الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن فرض حظر جوي على ليبيا .. وقال :إن ألمانيا ليست منعزلة سواء في مجلس الأمن أو في حلف شمال الأطلنطى "ناتو" أو الاتحاد الأوروبي. أما وزير التنمية الألماني ديرك نيبيل، فقد حذر من التوقعات المبالغ فيها بشأن الآمال المعلقة على معارضي القذافي، موضحا أنه لا يعلم "ما إذا كان معارضو القذافي يكافحون من أجل الحرية أو ماإذا كان الأمر يدور حول نزاعات قبلية تقليدية". واتهم الوزير،المنتمي لحزب وزير الخارجية (الديمقراطي الحر)، دول التحالف الدولي المشاركة في المهمة العسكرية لفرض الحظر الجوي على ليبيا بأنها لم تطرح خطة سياسية لمستقبل البلاد. وقال ديرك نيبيل- في تصريح لصحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية الصادرة اليوم - "يتعين أن نعرف كيف يتم إنهاء مشاركة عسكرية قبل بدئها". ومن جانبه،انتقد رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي فولكر كاودر، مهمة الأممالمتحدة في ليبيا، ورأى أنه لم يتم التفكير في نهاية المهمة. وذكر فولكر كاودر - في تصريح لصحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة اليوم - "ليس هناك حديث عن القوات البرية، لكن من الممكن الاحتياج إليها" ، مشيرا إلى أن مهمة الأممالمتحدة في ليبيا لا تشتمل على ذلك أو حتى على طرد القذافي.