أعلن متحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، أن مقاتلة تابعة لسلاح الجو الأمريكي من طراز "إف 15 اي" تحطمت في السماء الليبية، ليل الاثنين، ما تسبب في مقتل اثنين. وصرح فينس كراولي لوكالة "رويترز"، أن التحطم ناجم على الأرجح عن عطل فني وليس نيرانًا معادية، وأوضح أنه تم انتشال أحد أفراد الطاقم ويجري انتشال الآخر.
ولم يذكر المزيد من التفاصيل حول ما إذا كانت المقاتلة التي تحطمت كانت تقوم بشن غارات جوية على الأهداف التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي.
وكان التحالف الغربي شن غارات على طرابلس لليلة الثالثة على التوالي، حيث هزت انفجارات وزخات من طلقات المدفعية المضادة للطائرات العاصمة الليبية. وتشارك عدة دول في حلف الأطلسي بقيادة فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة في العمليات في ليبيا لكن دور الحلف كمنظمة كان مقصورا على عمليات مراقبة جوية موسعة.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة ستسلم مسئولية قيادة العمليات العسكرية ضد ليبيا "في غضون أيام" إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك من أجل ضمان توزيع عادل للجهود الخاصة بتنفيذ قرار مجلس الأمن المرقم 1973.
وأضاف أوباما إن حلف شمال الاطلسي سيلعب دور المنسق للعملية، رغم الخلافات التي مازلت تعتمل في صفوفه، حيث تعارض فرنسا وتركيا اضطلاع الحلف بدور قيادي في العملية. وطالبت إيطاليا الاثنين أيضًا بنقل قيادة العمليات العسكرية في ليبيا إلى حلف شمال الأطلسي، وإلا فإنها قد تستأنف تولي القيادة الوطنية المنفصلة للقواعد الجوية التي وافقت روما على استخدامها في هذه المهمة.
وأضاف رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أمام حشد سياسي في تورينو "من المهم أن تنتقل القيادة إلى حلف الأطلسي وأن يكون لديها هيكل تنسيق مختلف عن الموجود لدينا الآن". فيما قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إنه إذا لم يتم التوصل إلى ترتيب لقيادة حلف الأطلسي لمنطقة الحظر الجوي فوق ليبيا فإن إيطاليا سوف تستأنف تولي قيادتها المنفصلة للقواعد.
وقالت الوزارة في بيان "ستدرس إيطاليا فكرة تطبيق قيادتها الوطنية المنفصلة للإشراف على كل تلك العمليات العسكرية التي تتطلب استخدام القواعد السبع التي وضعتها بلادنا تحت تصرف المهمة" في ليبيا.
قوات القذافي تهاجم الزنتان من ناحية أخرى، شنت الكتائب الأمنية التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي هجومًا على بلدة الزنتان الثلاثاء باستخدام الأسلحة الثقيلة، في محاولة للسيطرة على المدينة الواقعة غربي ليبيا، بحسب ما أفادت فضائية "الجزيرة".
وشهدت الزنتان معارك عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي، التي تحاصر المدينة من ثلاث جهات. وقال شهود عيان لوكالة "رويترز"، إن المدينة تعرضت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين لقصف عنيف. وأفاد شهود لفضائية "الجزيرة"، أن دبابات تقصف مناطق جنوبية في الزنتان وتهدم المنازل.
كما تتمركز الدبابات التابعة للقذافي لمنع خروج سيارات الإسعاف من المدينة باتجاه الحدود التونسية. وتشهد الزنتان نزوحا جماعيا من جانب السكان باتجاه الكهوف الجبلية، هربا من القصف.
وقال أحد سكان البلدة إن عدة منازل دمرت وسقطت مئذنة مسجد, فيما أرسلت الكتائب قوات جديدة لمحاصرة المدينة التي توجد حولها أكثر من أربعين دبابة. ووصف الصحفي السويسري غيتان فاناي ل "رويترز" القصف بأنه الأعنف منذ ثلاثة أيام. وفي مصراتة غربي ليبيا، قال مصادر من الثوار في ليبيا إن العشرات قتلوا في المدينة، في أعقاب تعرضها لقصف مكثف من قبل كتائب القذافي التي تحاول استعادة السيطرة على المدينة.
وقال عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة مصراتة جمال سالم، إن كتائب القذافي واجهت احتجاجات أهالي مصراتة بإطلاق النار, مشيرا إلى سقوط ضحايا "بالعشرات". وقال مقيمون في مصراتة إن القوات الموالية للقذافي فتحت النار على حشد من المدنيين العزل في المدينة التي يسيطر عليها الثوار.
وأفاد أحد المقيمين بالمدينة أن "سكان مصراتة خرجوا إلى الشوارع وإلى وسط المدينة دون سلاح، في محاولة لمنع قوات القذافي من دخول المدينة, حيث بدأت قوات القذافي إطلاق النار عليهم بالبنادق والمدفعية"، وأضاف "لقد ارتكبوا مذبحة وسقط تسعة قتلى على الأقل".
كما تحدث محتجون من أهالي مصراتة عن تحركات لقوات القذافي لجلب مدنيين من بلدات مجاورة لمصراتة لاستخدامهم دروعا بشرية.
يشار إلى أن السلطات الليبية تمنع الصحفيين من الوصول إلى مصراتة التي تقع على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس.
وأذاع التلفزيون الليبي بيانا يدعو أهالي مصراتة للخروج من منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية في المدينة، بعد تطهيرها من "العصابات لإجرامية المسلحة"، وهو الاصطلاح الذي يستخدمه المسؤولون الليبيون لوصف المعارضة المسلحة.