بعد أن انتصرت ثورة الشباب هل يكن السماح بممارسة السياسة داخل اسوار الجامعة ؟ واي سياسة يمكن ان تمارس داخل تلك الاسوار؟ وفي عصر ثورة المعلومات هل يمكن وضع حواجز علي قدرات الشباب عندما يرغبون في ممارسة السياسة داخل الجامعة اوغيرها. وهل يمكن أن تنجح هذه الحواجز في عصر الانترنت و الفيس بوك واليوتيوب وغيرها ؟ ولهذا هل يمكن أن تسمح الدولة بأن يعلن شباب الجامعة ولاءهم للاحزاب والقوي الساسية طرحنا هذه التساؤلات علي رجال السياسة من الاحزاب السياسية ولقد تباينت الردود والمواقف فمن ناحية أكدت أحزاب المعارضة الاساسية( الوفد والتجمع و الناصري والاحراروالغد والجبهة الديموقراطية) وتؤيدهما جماعة الاخوان المسلمين علي أهمية ممارسة الشباب للسياسة داخل أسوار الجامعة بل وضرورة تواجد الاحزاب والقوي السياسية داخل أسوار الجامعة وسط الشباب وهذا ما أكده لنا الدكتور محمود أباظة زعيم حزب الوفد السابق والذي قال هناك عدة مبررات لذلك أولها أن الاحزاب السياسية من بين أهدافها توسيع عضويتها بأعضاء فاعلين والشباب هم الحاضر والمستقبل ولابد ان نتواجد بينهم وثانيها أن خلق الانتماء للوطن لن يتم الا من خلال تفاعل الاحزاب مع الشباب من خلال أنشطة سياسية تتم داخل أوساط الشباب ولن يكون ذلك الا في تجمعات الشباب في الجامعات والامر ينسحب أيضا علي الاندية ومراكز الشباب وغيرها ويؤيده في هذا الرأي الدكتور أسامة الغزالي حرب رئيس حزب الجبهة الديموقراطية الذي يقول أن الشباب كان وسيظل دوما الفاعل الرئيسي في الحركة الوطنية المصرية وبالاخص شباب الجامعات ومصر الان تعيش أهم مرحلة في تاريخها أنها مرحلة التحولات الكبري لهذا الوطن وخاصة نحو بناء دولة مدنية حديثة وديموقراطية ومن ثم لابد من افساح المجال أمام الاحزاب السياسية للعمل مع الشباب في كل تجمعاتهم وبالاخص في الجامعات وأن ذلك من شأنه بشكل عام القضاء علي السلبية واللامبالاة في أوساط الشباب وتفعيل المشاركة السياسية بشكل عام في مصر وزيادة الوعي السياسي لديهم, ومن جانبه شدد الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع علي أن أنصار حزبه متواجدين في كل مكان لكن هناك صعوبات في التواصل معهم بسبب القيود التي فرضها الحزب الوطني الحاكم سابقا ومنها منع ممارسة الاحزاب لانشطتها داخل أسوار الجامعات متسائلا كيف يمكن أن تحقق الاحزاب أهدافها والنظام كان يمنعها من التواصل مع أنصارها وأرجع السعيد انخفاض وتدهور شعبية الأحزاب السياسية في الشارع لمثل هذه القيود ويضيف السعيد أن هذاالوضع استفاد منه فقط الحزب الوطني والجماعات الاسلامية خاصة حركة الاخوان المسلمين والتي تنشط في مناخ تسوده السرية والممنوعات وهو ما يمثل خطورة حقيقية ليس فقط علي مستقبل التطور الديموقراطي وأنما علي مستقبل مصر كدولة مدنية حديثة. ولقد قمت بمراجعة البرامج السياسية لبعض أحزاب المعارضة وعددها24 حزبا ومنها الحزب الناصري فوجدتها تطالب بضرورة ممارسة الاحزاب السياسية لأنشطتها داخل أسوار الجامعة كما يطالب بذلك الحزب العربي الاشتراكي والحزب الدستوري الحر والحزب الجمهوري. كما أن حركة الاخوان المسلمين تطاب بذات المطلب رغم أنها متواجدة بكثافة في أوساط الطلاب وهذا ما يقوله الاخواني البارز أبو العلا ماضي والحقيقة أن عصر الانترنت وثورة المعلومات جعل الشباب يتعاطون السياسية ويمارسونها بكل الصور التي يريدونها فأعداد منهم كونوا مواقع لهم علي الفيس بوك واليوتيوب وغيرها من المواقع والبعض الاخر أصبح من المدونيين, وأصبح الشباب يمارسون النقد ويسلطون الضؤ علي رؤيتهم للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مصر ويوجهون أقسي أنواع النقد اللازع للحكومة والمسؤلينوالاحزاب السياسية خاصة وأن الشباب وفق استطلاع للرأي أجراه المجلس القومي للشباب في عام2008 يرفض الانضمام للاحزاب السياسية الحالية حيث أعلن(96%) من العينة هذا الرأي ويرون أنها لا قيمة لها أو دور, وهكذا حطمت ثورة المعلومات كل القيود وكسرت كل الحواجز لتبدأ مرحلة جديدة من الديموقراطية الالكترونية وفضاء حرية الرأي والتعبير تشهدها مصر في مستهل مرحلة مهمة من بناء مصر كدولة مدنية حديثة.