افتتاح المعرض الفني لطلاب كلية التربية النوعية ب«جامعة أسيوط»    اختتام فعاليات المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية بإعلان القاهرة    الأمطار تخلق مجتمعات جديدة فى سيناء    «الخارجية» تصدر بيانا بشأن السفينة التي تقل بحارة مصريين قبالة السواحل الإماراتية    محافظ كفر الشيخ يفتتح محطة رفع صرف صحي قرية الشهابية    الوزير: تطوير الصناعات الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتى    باحث: الحوثي الورقة الأخيرة لإيران.. وإسرائيل تسعى لإنهاء وكلاء طهران    الرئيس السيسي يهنئ «فريدريش ميرز» لانتخابه مستشارًا لألمانيا    روسيا تشيد بالديناميكية العالية للاتصالات بين إيران وأمريكا    هل تحاول إدارة ترامب إعادة تشكيل الجيش الأمريكي ليخدم أجندتها السياسية؟    خاص| محمود حلمي: قرعة بطولة العالم لتنس الطاولة صعبة وفخور بتحقيق فضية شمال إفريقيا    مارتينيز يمنح الإنتر هدف التقدم أمام برشلونة    الزمالك يخطط لإيقاف قيد الأهلي بسبب زيزو    طقس الأربعاء.. شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 34    قضية حبيبة الشماع.. قرار من النقض في طعن سائق "أوبر"    وزير الزراعة: تطوير محطة الزهراء لتكون مركزًا عالميًا للخيول العربية    بدون مكياج.. نيللي كريم تتألق في أحدث ظهور لها    نجوم الفن وصناع السينما في افتتاح سمبوزيوم "المرأة والحياة" بأسوان    طلاب جامعة طنطا يحصدون 7 مراكز متقدمة في المجالات الفنية والثقافية بمهرجان إبداع    هل يجب على المسلمين غير العرب تعلم اللغة العربية؟.. علي جمعة يُجيب    ما يجب على الحاج فعله في يوم النحر    محافظ الإسماعيلية يستقبل السبكي خلال زيارته لمنشآت هيئة الرعاية الصحية    تزامنًا مع اليوم العالمي للربو 2025.. «الصحة» توضح 8 عوامل تزيد من المخاطر    بدون الحرمان من الملح.. فواكه وخضروات لخفض ضغط الدم    البنك الإسلامي للتنمية والبنك الآسيوي للتنمية يتعهدان بتقديم ملياري دولار لمشاريع التنمية المشتركة    "ثقافة الفيوم" تشارك في فعاليات مشروع "صقر 149" بمعسكر إيواء المحافظة    جولة تفقدية لوكيل مديرية التعليم بالقاهرة لمتابعة سير الدراسة بالزاوية والشرابية    من منتدى «اسمع واتكلم».. ضياء رشوان: فلسطين قضية الأمة والانتماء العربى لها حقيقى لا يُنكر    «النهارده كام هجري؟».. تعرف على تاريخ اليوم في التقويم الهجري والميلادي    أمين الفتوى: الزواج قد يكون «حرامًا» لبعض الرجال أو النساء    وفد البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية في زيارة لمنشآت صحية بأسيوط    "قومي المرأة" يشارك في تكريم المؤسسات الأهلية الفائزة في مسابقة "أهل الخير 2025"    ظافر العابدين ينضم لأبطال فيلم السلم والثعبان 2    بعد اغتصاب مراهق لكلب.. عالم أزهري يوضح حكم إتيان البهيمة    البابا تواضروس الثاني يزور البرلمان الصربي: "نحن نبني جسور المحبة بين الشعوب"    النائب العام يشارك في فعاليات قمة حوكمة التقنيات الناشئة بالإمارات    السعودية.. مجلس الوزراء يجدد التأكيد لحشد الدعم الدولي لوقف العنف في غزة    تأجيل محاكمة 7 متهمين في خلية "مدينة نصر" الإرهابية ل 16 يونيو    رئيس "شباب النواب": استضافة مصر لبطولة الفروسية تعكس مكانة مصر كوجهة رياضية عالمية    رئيس شركة فيزا يعرض مقترحًا لزيادة تدفق العملات الأجنبية لمصر -تفاصيل    منها إنشاء مراكز بيع outlet.. «مدبولي» يستعرض إجراءات تيسير دخول الماركات العالمية إلى الأسواق المصرية    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025 في مصر والدول العربية    تأجيل محاكمة نقاش قتل زوجته فى العمرانية بسبب 120 جنيها لجلسة 2 يونيو    بعد رحيله عن الأهلي.. تقارير: عرض إماراتي يغازل مارسيل كولر    نائب وزير الصحة: تحسين الخصائص السكانية ركيزة أساسية في الخطة العاجلة لتحقيق التنمية الشاملة    كريم رمزي: الأهلي سيخاطب اتحاد الكرة بشأن علي معلول لتواجده في قائمة كأس العالم للأندية    جامعة كفر الشيخ تنظّم ندوة للتوعية بخطورة التنمر وأثره على الفرد والمجتمع    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    عقب التوتر مع باكستان.. حكومة الهند تأمر الولايات بتدريبات دفاع مدني    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    حالة الطقس اليوم الثلاثاء 6 مايو في مصر    للمرة الثالثة.. مليشيات الدعم السريع تقصف منشآت حيوية في بورتسودان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب: راض عما قدمته لشباب مصر

واجه المجلس القومي للشباب بعد ثورة 25 يناير ولا يزال العديد من الانتقادات بصفته الكيان المسئول عن الشباب، والاتهام الموجه أن الشباب الذين قادوا الثورة لم يكونوا من بين الشباب الذين يتعاملون مع المجلس القومي للشباب سواء في برلمان الطلائع أو الشباب، وللتعرف علي وضع المجلس بعد الثورة ونوعية الشباب المشاركين في أنشطة المجلس، وهل المجلس يُقدم خدماته لجميع الفئات، أم أن هناك فئات أو طبقات معينة لا تذهب إلي مراكز الشباب، ؟! كل هذه الأسئلة وضعناها أمام الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب الذي كشف لنا الكثير خلال هذا الحوار:
صباح الخير: ما تعليقك علي الدعوة التي دعا إليها أحد الكتاب لتوحيد اتحادات وائتلافات وجماعات الثوار الشبان، واقترح أن يكون المجلس القومي للشباب هو الكيان الذي يجمع هذه الاتحادات تحت مظلته؟
د. صفي: الشباب عليهم أولاً أن يختاروا الصورة أو الشكل الذي يودون الانضمام تحت مظلته، والمجلس مستعد لتقديم كل الدعم المادي والمعنوي لهم، لكن بعد اختيارهم الشكل، وهذا استجابة لرغبة الشباب، وليس أمرا مفروضا عليهم، حتي لا يفسر ذلك وكأن المجلس القومي للشباب يريد أن يسيطر علي شباب الثورة.
وأضاف د. خربوش: نحن تنظيم حكومي نتعامل في إطار القرار الجمهوري المنشئ للمجلس، كما أننا منفتحون بأقصي حد ممكن لكن في إطار عمل المجلس، ودون تجاوز القرارات المنشأة له، لكن لا يمكن إعادة تجربة منظمة الشباب في الوقت الراهن لأن منظمة الشباب كان التنظيم الشبابي وقتها تنظيما سياسيا وحيدا اسمه الاتحاد الاشتراكي العربي، لكن التجربة كانت ناجحة لأن مقومات نجاحها كانت موجودة ومتوافرة، أما في الوقت الحالي فيوجد تعدد حزبي، ولو قلنا نعمل منظمة شباب فهذا لا يمكن وليس متصوراً لتعدد الاتجاهات والتيارات والأفكار والرؤي الحزبية، عكس الحزب الشيوعي أو الاشتراكي الواحد.
وقال د. خربوش: من المفروض أن يكون كل حزب لديه أمانة شباب أو تنظيم شبابي خاص بالحزب، فأنا ضد هذه الفكرة وأرفض أن يكون هناك تعتيم لحركة الشباب، فمن حقهم أن ينطلقوا ويقترحوا البرامج، وعلي الجهات الحكومية أن تقدم لهم العون الممكن سواء كان ذلك من المجلس القومي للشباب، أو وزارة التعليم العالي أو التربية والتعليم، فأي جهة تقدم ما يمكن أن تقدمه، لكن المبادرات ينبغي أن تنبع من الشباب ولا تفرض عليهم في ظل وجود التعدد الحزبي والليبرالي المنفتح لكل الآراء ووجهات النظر.
صباح الخير: هناك مشكلة في نوعية الشباب الذين تختارونهم للمشاركة في فعاليات المجلس؟
- د. صفي: لم يحدث أن قمنا باختيار شباب محددين، نحن في المؤتمر القومي الرابع الذي عقد في فبراير 2010، وجهنا الدعوة إلي كل الهيئات والجهات الشبابية دون أن يتم اختيارهم وأرسلنا إلي الجامعات الحكومية والخاصة والأجنبية، ولم نرشح شبابًا معينين وكان لدينا شباب من مختلف الجامعات، ولدينا أيضًا هيئات تعمل مع الشباب، وأنا أؤكد أننا لم نختر الشباب، أو تدخلنا في اختيارهم لكن طلبنا من الجامعات أن ترسل لنا أوائل الفرق الدراسية، والطلاب المثاليين كان هناك وضع معيار حتي تكون العناصر التي تأتي هي أفضل العناصر في الجامعة، الأمر الآخر أرسلنا إلي مراكز البحوث العلمية وأرسلنا إلي المركز القومي للبحوث، ومركز البحوث الزراعية وغيرها لكي يرسلوا إلينا شباب الباحثين في هذه المراكز البحثية، كما نطلب من الأحزاب أن ترسل لنا من عشرة إلي عشرين شابًا وفتاة وأكثر من ذلك، نحن ندعو علي موقع المجلس كل الشباب إلي حضور هذه اللقاءات، وبالفعل يحضر الكثير من الشباب، لكن يبقي دور يتعلق ببعض الفئات غير القادرة ممن يترددون علي مراكز الشباب ومراكز الشباب 90% منها في القري وال10% الباقية في المدن الصغري أو الأحياء الشعبية في المدن الكبري، من يذهب إلي المركز للحصول علي خدمة مجانية أو شبه مجانية هو باليقين غير قادر علي الحصول علي هذه الخدمة علي نفقته الخاصة، وأنا لا أنتقي ولكن من الطبيعي أن الشباب الذي يذهب إلي النادي لن يأتي إلي مراكز الشباب، هناك برلمان الطلائع وبرلمان الشباب.. من الطبيعي أن هؤلاء الشباب لن يكونوا من الشباب أصحاب الدخل المرتفع، فإذا تصادف أن قادة أو زعماء أو من كانوا أكثر بروزًا في الحركة الشبابية من أصحاب الدخل المرتفع أو بعضهم أو جزء منهم طبيعي أنهم لم يترددوا يومًا علي مراكز الشباب وبالتالي لم يشتركوا في برلمان الطلائع ولا برلمان الشباب، كما أنهم ليسوا في حاجة إلي الذهاب إلي الإسكندرية، أو الأقصر في قطار الشباب الذي يقدمه المجلس القومي للشباب الآن، لأنه قادر علي الحصول علي هذه الخدمة بشكل أفضل، وأنا لا أنتقص من هذه الفئة، ولكن أنا أوثق الواقع وهو أن هؤلاء لم يذهبوا يومًا إلي مراكز الشباب ولن يذهبوا، وهذا ليس ذنب المجلس القومي للشباب ولا وزارة الشباب قبل ذلك، نحن نقدم خدمة مثل خدمة التعليم الحكومي.
صباح الخير:وماذا عن الخدمات التي يقدمها المجلس للشباب وكيف يتم الإعلان عنها؟
- د. صفي: الدورات التي يقدمها المجلس متاحة للجميع، ونحن لدينا الرخصة الدولية للحاسب الآلي، وهذه تقريبًا تقدم مجانيًا، ونقدم دورات في اللغات مجانًا، من يأتي للدورة المدعمة الشاب غير القادر، والإعلان عن الدورات موجود علي موقع المجلس، ومجلس الوزراء صمم لنا موقعًا من أفضل المواقع الحكومية في الرد علي الاستفسارات، ونحن نتعاون مع الجامعات والمجالس والجمعيات الأهلية، وننشر أخبارًا في الصحف والمجلات، نحن نحاول القيام بواجبنا، لكن عدم الحضور للحصول علي هذه الدورات ليس ذنب المجلس.
صباح الخير: قبل الثورة قلت في حوار مع «صباح الخير» أن شباب مصر ليسوا هم شباب الفيس بوك هل مازلت علي رأيك رغم أنهم من صنعوا الثورة؟
- أنا قلت أن شباب مصر لا ينحصر في الفيس بوك ومازلت عند كلامي، فهل ال30 مليون شاب مصري علي الفيس بوك بالطبع لا، الفيس بوك يدخل عليه نسبة صغيرة، لو افترضنا أنهم مليون، فشباب مصر وفتياتها أكثر من ثلاثين مليونًا، شباب مصر ليسوا جميعًا علي الفيس بوك ولكنهم واحد علي ثلاثين، أو واحد علي عشرين، وهذا يعني أنهم ليسوا جميع الشباب وأنا أصر علي ذلك، والآخرون لهم احتياجات أخري، عندما قلت أن هؤلاء مستواهم الاقتصادي مرتفع، هذا لا يعني أن الآخرين ليسوا أفضل، وهذا لاينتقص من دورهم.
صباح الخير: لكن هؤلاء الشباب هم من فجروا الثورة ودائمًا العدد ليس مهمًا، المهم الوعي والثقافة وهذا الكلام يعني أنك لا تستهدف هذه النوعية من الشباب؟
- أنا لا أقلل من دورهم ولكني أري أنهم جزء من شباب مصر وليسوا الكل، وهناك 2,4 مليون عضو في مراكز الشباب، لكن العضو في نادي الجزيرة أو نادي الصيد لماذا يذهب إلي مركز الشباب؟ لن يذهب إليه، يوجد حمام سباحة أوليمبي في مركز شباب الجزيرة ولكن لن يقبل علي المركز أعضاء الأندية.
صباح الخير: الناس تذهب يا دكتور عندما تقدم خدمة مفيدة بغض النظر عن تواضع المكان.. فساقية الصاوي لأنها تقدم خدمة كل الناس تذهب إليها ولا أحد يقول أنا ابن ناس أو لا؟
- د. صفي: ساقية الصاوي هيئة خاصة لكننا جهة حكومية تقدم خدماتها لكل الشباب دون مقابل.
صباح الخير: الشباب لا يأتي عندكم لأنه لا توجد خدمات مفيدة بالنسبة لهم وليس لأسباب طبقية؟
- د. صفي: لا مهما تميزت الخدمة لن يأتي بعض الشباب المشتركين في الأندية.
صباح الخير: لو قدم المجلس خدمات مختلفة، أنشطة ثقافية أو أنشأ ناديًا للأدب سوف يجذب الشباب؟
- د. صفي: هذه ليست مهمتي، ولكن نحن نقوم بعمل توأمة مع الجهات المختصة، وبالفعل قمنا بعمل توأمة مع قصور الثقافة لتقديم هذه الخدمات، هذا بالإضافة إلي أنني في المجلس لدي مجالات أخري، ومع ذلك نتعاون مع المختصين من وزارتي الثقافة والإعلام وغيرها إلي جانب أعمال المجلس الأساسية لأننا نهتم بالجانب السياسي بشكل أساسي.
صباح الخير: لكن المجلس يستطيع القيام بدور أكبر بحيث يشعر به الشباب الذين يهتمون بالسياسة لكنهم لا يسمعون عنكم؟
- د. صفي: أزعم أننا قدمنا عملاً جيدًا، وكان موجها لكل شباب مصر، ومع ذلك أقول هناك نوع من الشك دائماً في الجهة الحكومية، يعني لو قلت أن نقابة الصحفيين هتعمل دورة كل الناس هتقدم عليها لأنها جهة أهلية، لكن لو قلت أن المجلس القومي للشباب بيعمل دورة لشباب الصحفيين، سيقال أننا نفعل ذلك لاجتذابهم أو لمجاملتهم.. دائماً النظرة إلي الجزء الحكومي فيها شك وريبة هذه صورة الحكومة عند الناس، وبالنسبة للشق السياسي طبعنا نسخًا من الدستور ووزعت علي الشباب، بالإضافة إلي سلسلة كتب اسمها مصري ومصرية والشباب والوطن بالمشاركة مع منظمة اليونيسيف توزع علي مدار العام وتقدم الخدمات مع الجامعات والمدارس، وبالفعل بدأنا بعمل شُعب لبرلمان الطلائع داخل المدارس، وأرجع وأقول أن وحدتنا الرئيسية داخل مركز الشباب والفئة التي تتحدث عنها لم تذهب مطلقاً لمراكز الشباب، لكن نحن لدينا العديد من شباب المجلس الذين شاركوا في أحداث التحرير، فمثلاً شباب الكشافة شاركوا في أحداث التحرير، وهم من اتحاد الكشافة الذي يتبع المجلس وبالتأكيد كان من الشباب المشارك شباب من كل الجهات، كما أننا لم نقل للشباب أنت تبع المجلس ولا لأ ومع ذلك أقول لك أن الشريحة العليا من الشباب لم تأت للمجلس.
صباح الخير: لكن المجلس لكل الشباب فلماذا تقصر خدماتك علي فئة دون غيرها؟
- د. صفي: يأتي إلينا المحتاج للخدمة المدعومة، لكن أصحاب الأوضاع الاقتصادية العالية لا يأتون ونحن كدولة نقدم هذه الخدمات للمحتاجين إليها، ولو جاء لي الاثنان من سأقبل أنا مقدرش آخد مليون، أنا مثلاً متفق مع المركز الثقافي البريطاني أن أقدم دورات للشباب، لكن شباب الجامعة الأمريكية لن يأتي للحصول علي الدورة المدعومة عندي.
صباح الخير: ولماذا لا يحتوي المجلس كل هذا الزخم الشبابي الذي أفرزته الثورة من ائتلافات وأحزاب وتجمعات شبابية؟
- د. صفي: عندما ينشئون أحزابًا سوف نتعامل معهم، وأنا التقيت بمجموعة منهم يشتكون من الجمعيات الأهلية قلت لهم اعملوا أحزاب وأنا أتعامل معكم لأنه لا أستطيع دعمهم مادياً لأننا ننفق من المال العام ولابد أن توافق وزارة المالية علي أي مبلغ قبل صرفه والجهاز المركزي للمحاسبات بيحاسبني بعد الصرف، ولذلك لا أستطيع العمل مع أفراد رسمياَ ولكن مع أحزاب أوجمعيات أهلية وعندما يؤسس هؤلاء الشباب أحزابًا وجمعيات سأدعوهم للمشاركة في المؤتمر، لكن أنا أعمل مع أي جامعة مصرية حكومية أو خاصة، وأي جمعية أهلية مرخصة وأي حزب.
صباح الخير: إذا كانت الثورة قد أسقطت شرعية النظام فلماذا لم تنق التشكيلات التابعة للوزارة من قيادات الحزب الوطني وأعضاء أمانة السياسات، خاصة أن الموجودين يشكلون سياسات الشباب بشكل عام وهو أمر لا يستقيم بعد الثورة؟
- د. صفي: هذا مواطن مصري، ولم يعد موجودًا حالياً حزب وطني ولا أمانة سياسات لكن الفكرة هل الشخص مدان أم لا؟! لو الشخص مدان هو من نفسه سيقدم استقالته، ولو كان مداناً ولم يتقدم باستقالته نحن نقيله، لكن لو الشخص غير مدان له الحق في العمل.
ما هي رؤيتك للحياة السياسية في الفترة القادمة؟
- نحن مقبلون علي انتخابات تشريعية ثم دستور جديد وانتخابات رئاسية ومن المفترض أن يكون الشباب حزبًا أو أكثر أو أن ينضموا لأي من الأحزاب القائمة لأنه بالرغم من كل ما حدث فلن يتحول الأمر لعمل مثمر إلا بتكوين نشاط سياسي حقيقي عبر أحزاب قوية وفاعلة وأري أنه سيكون هناك عدد من التكتلات.. تكتل الأحزاب القديمة «القائمة» وأمامها تحدٍ كبير لأنها كانت تتحدث عن الضغوط والقيود والموانع وهو ما لم يعد موجودًا الآن فالأحزاب التي لم تتمكن أن تثبت وجودها في الانتخابات القادمة ستكون مرشحة للتراجع وربما للاندثار.
هناك التكتل الإسلامي والذي بدأ يتحدث عن تكوين عدد من الأحزاب سواء للإخوان أو السلفيين مثل أحزاب الوسط والحرية والعدالة للإخوان وغيرها من تنظيمات حزبية تابعة لقوي إسلامية مختلفة.
أما الأحزاب الجديدة والتي أعلنت عن نفسها مثل أحزاب الشباب أو أحزاب أخري مثل «حزب المصريين الأحرار» ستكون أمام اختبار ستدخل بسرعة للانتخابات التشريعية وما تحصل عليه من مقاعد سيتحدد بناءً عليه مستقبلها السياسي وسيستمر من يحصل علي نسبة لابأس بها ومع حل الحزب الوطني ربما يخرج منه حزبان أو ثلاثة ستخضع لنفس الاختبار في المرحلة القادمة.
وأعتقد أن الانتخابات التشريعية القادمة ستكون فارقًا في تحديد القوة السياسية لكل حزب علي حدة كذلك بالنسبة للتكتلات أيضاً سواء الأحزاب الإسلامية أو الليبرالية.
كان عندنا 24 حزبًا وأصبحت 23 بعد حل الوطني وكانت بعيدة عن الحياة السياسية فهل تستطيع الأحزاب القديمة والجديدة خوض المعركة بصورة جيدة؟
- في كل دول العالم يوجد عدد كبير من الأحزاب يجب ألا يقلقنا ففي النهاية سيبقي عدد محدود من الأحزاب سيدور التنافس فيما بينها مثل ما يحدث في أمريكا وبريطانيا حيث ينحصر التنافس بين حزبين أساسيين وحتي الدول التي بها تعدد حزبي مثل فرنسا وألمانيا أيضاً التنافس السياسي يدور بين 4و5 أحزاب.
وأنا كمتخصص في العلوم السياسية لا يقلقني أن يكون هناك مائة حزب لأني أعتقد أنه لن يوجد تمثيل حقيقي للأحزاب في الانتخابات البرلمانية القادمة لأكثر من 10 أحزاب وربما لا يكون لأكثر من 4 - 5 أحزاب.
العبرة في النهاية هي الأحزاب القادرة علي الحصول علي تمثيل كبير أو أغلبية لتشكيل الحكومة وفيما عدا ذلك سيندثر والفرز سيتم بالتدريج والحزب الذي سيدخل مرتين الانتخابات دون أن يحصل علي مقاعد سيختفي جماهيرياً في ظل العصبيات والقبليات.
هل ستطبق الديمقراطية بشكلها الصحيح خلال الفترة القادمة؟
- العصبيات موجودة في كل دول العالم مثل عائلة كيندي في أمريكا وهذا ليس «عيبا» وكذلك آل جور والبعض ينظر للعصبيات علي أنها عيب والعبرة لمن يحصل علي الأغلبية. والصندوق الانتخابي هو الفيصل في النهاية وهذا اختيار الناس وعلينا أن نقبل به ولو كنا نريد إقامة نظام ديمقراطي سليما فعلينا أن نلتزم برأي الأغلبية مهما جاء، فالديمقراطية ليس بها وصاية علي أحد.
مصر عام 1924 كانت الأمية فيها أضعاف الآن ومع ذلك كان المصري قادراً علي التمييز بين الوفد والأحزاب الأخري وحصل الوفد علي أغلبية كاسحة.
فالأغلبية دائما تختار ما هو أفضل والديمقراطية قادرة علي تصحيح نفسها بنفسها، ولا ينبغي لأحد أن يفرض علي الناس ما ينبغي أن يختاروه.
باعتبارك راعي الشباب رسمياً في مصر هل توقعت ثورة الشباب؟
- لم يتوقع أحد الثورة ولكن كان هناك مطالب، والشباب سن الرفض والاحتجاج وهذه ليست صفة مصرية ولكن حدث هذا في فرنسا في الستينيات من القرن الماضي.
ولكن لم أتوقع أن يتم التعبير عن هذه المطالب بهذه الطريقة وأن تتطور الأحداث إلي ذلك ولكن عندي قناعة أن البطالة هي المشكلة الأساسية للشباب وهذا هو التحدي أمام الحكومة الحالية وأمام أي حكومة قادمة وهو توفير فرص عمل للشباب بغض النظر عن نوعيتها.
المجلس يساعد الشباب في توفير فرص العمل ولكن لديكم موظفون شباب مؤقتون بالمكافأة؟
- «لم نكذب علي أحد» حاولت تنشيط مراكز الشباب، فبعض مراكز الشباب لا يوجد بها «عامل» علي الإطلاق فأستعين ببعض الشباب والفتيات لإدارة مراكز الشباب ولم نقل إن هذا توظيف أو عقود بل أجر مقابل عمل وهذا وضعهم ولم نقل لأحد أنك معين.
فالحكومة لم تعين أحداً منذ أكثر من 6 سنوات فليست هناك عقود بل اقتطاع من أموال النشاط.
ولم نجبر أحداً بل هذا هو المتاح أعطينا فرصة قد تكون غير مجزية.
والحكومة ستقيم شركة قابضة يتبعها عدد من الشركات وتضم كل الشباب العاملين بنظام «أجر مقابل عمل» ليأخذوا حقوقهم مثل الإجازات والتأمين الطبي ولكن لم يتم تحويله لموظف بالمعني التقليدي والمهم أنه يشعر بالأمان وهذا يخص كل العاملين المؤقتين في جميع القطاعات ولدينا 13 ألفًا بنظام المكافأة الشاملة.
ما قضاياكم خلال المرحلة القادمة؟
- سنركز علي التثقيف السياسي لأننا مقبلون علي انتخابات برلمانية ورئاسية ودستور جديد وسنركز علي التدريب للحاسب الآلي ونتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية لحل مشاكل الشباب المتعثرين الحاصلين علي قروض وسنزيد من دورات المهن التي بها عجز وسنركز علي الجزء السياسي والاقتصادي.
هناك اتهام بأن الفساد في مراكز الشباب يوزن بالكيلو لانتشاره؟
- مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء عمل دراسة في 2008 خلصت إلي أن مراكز الشباب الأفضل والأقل فساداً ما بين الجهات الحكومية.
يوجد فساد في مراكز وغيرها ولكن هناك جهات رقابية وتأتينا عشرات الشكاوي من مراكز الشباب.
ونتعامل بكل حزم معها ولا يوجد أي تستر علي فساد بمراكز الشباب أو بأي جهة بالمجلس القومي للشباب مع ملاحظة أننا ننقل مسئوليات العمل من الموظفين كبار السن إلي الشباب وهذا عامل أساسي في تراجع الفساد الذي كان قائما وأي مجلس إدارة به مخالفات نقوم «بحله» بالأرقام لدينا 4311 مركز شباب معظمها في القري أنشأنا 891 مركز شباب خلال ال 5 سنوات الماضية.
كانت لدينا مراكز في غرفة أو داخل جمعية زراعية أو دار مناسبات وهذا لا يتفق مع القانون بما يسمح بأن يكون مركز الشباب بهذا الشكل فتم إلغاؤها.
تحالف ثوار مصر يطالب برحيلك.. فما تعليقك؟
- بكل سرور، من يملك اتخاذ القرار بإلغاء المجلس القومي للشباب أو يغير رئيسه يمكن أن يتخذه في أي وقت وهذا ليس قراري وأنا راض عما فعلت وسأستمر بالعمل لآخر لحظة مادمت مكلفا بهذه المهمة.
ومن الطبيعي ألا تستطيع إرضاء الجميع، وقد تعرضت للكثير من الهجوم ومن أكثر المرات التي تمت مهاجمتي فيها الأولي عندما عينت الشباب ليديروا المراكز وحدث اعتراض شديد من مجلس الشعب وكانت أكبر جلسة حضر فيها نواب تهاجمني لأنهم كانوا ضد تقليل سيطرة الكبار وإذا جاز التعبير وأنا قلت أنا رئيس المجلس القومي للشباب وعايز أعيده للشباب، وأنا من جعل عدد أعضاء مركز الإدارة من الشباب خمسة من سبعة يكون تحت الثلاثين ومنهم عضوان من الفتيات علي الأقل ولهذا السبب هوجمت من جميع التيارات وهوجمت بعنف أيضاً عندما ألغيت مراكز الشباب النوعية والتي كانت مقامة في شقق ودور مناسبات فأخذت قرارًا بإلغائها لأنه إذا لم يكن مركز الشباب كما ينبغي لا يصبح مركز شباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.