مرت أيام على انتفاضة الشباب ومازال الكل يتساءل : ما هو مصير شباب 25 يناير وهل ستنتهي الفكرة بمجرد تلبية مطالبهم، وما هو دور المجلس القومى للشباب تجاه هؤلاء الشباب ، التقينا بالدكتور صفى الدين خربوش رئيس المجلس القومى للشباب للإجابة على هذه الأسئلة ..لكنه فضل الإجابة بصفته باحث ومتخصص فى العلوم السياسية وليس مسئولاً . تصوير : محمود شعبان ما هو تقويمك لشباب 25 يناير ؟ ما حدث من هؤلاء الشباب يعتبر قمة المشاركة السياسية الفعالة من شباب مصري واع ومثقف وقادر على التعبير عن أرائه ووجهات نظره بالطرق السلمية وفى إطار الشرعية الدستورية ، وأنا شخصيا أقدم التحية إلى كل من سقط شهيدا في الدفاع عن الممتلكات العامة والخاصة سواءً من رجال الشرطة أو من الشباب الذين قاموا بالدفاع عن أهلهم وذويهم في كل أنحاء الجمهورية من خلال اللجان الشعبية التي نظموها خلال الأحداث الأخيرة للتصدي إلى أعمال السلب والنهب ، كما أن هذا الحدث جاء ليضرب المثل بشباب مصر ويثبت للجميع في الداخل والخارج أن شباب مصر يعدون مثالا يحتذي به في الانتماء للوطن والدفاع عن أراضيه، وجاء لكى يثبت ويؤكد كلامى الذى طالما قلته ولم يكن يصدقه أحد بأن لدينا شباباً مصرىاً قادر على المشاركة السياسية .. كما أنها دليل على إن شبابنا لسه بخير ولديه انتماء للوطن ولذلك نحن فخورون بهؤلاء الشباب الذي قاموا بحماية الوطن والدفاع عن سلامة أراضيه لعودة الأمن والاستقرار إليه مرة أخرى. إذن ما هى نصيحتك لهؤلاء الشباب؟ أأمل أن يأخذ شباب حركة 25 يناير تنظيما معينا في شكل جمعية أهلية أو حزب سياسي لكي يمكن التعامل معهم بشكل منظم ويسمح لجميع هيئات ومؤسسات الدولة وكذلك الأحزاب السياسية سهولة التعامل معهم، لأن هذا التنظيم سيكون نابعا عن قوة اجتماعية حديثة لم تنجح الأحزاب السياسية القائمة في استيعابها. هل من المحتمل إشراك هؤلاء الشباب فى أنشطة المجلس؟ بالتأكيد لأن المجلس القومى للشباب يستهدف الشباب بمختلف فئاتهم وانتماءاتهم إلا أن بعض الشباب لا ينخرط في أنشطة المجلس. لكن على مدى خمس سنوات ماضية كانت هناك فجوة بين المجلس وهؤلاء الشباب ..كيف يمكن تجاوزها؟ أعترف بإن هناك فجوة بين المجلس والشباب ،لأن المجلس كان دائما يستهدف الفئات غير القادرة والمتوسطة، ولكن بعد الأحداث الأخيرة تغيرت الأوضاع، وأصبح أمام المجلس تحدياً رئيسياً وهو الوصول إلى كل الشباب المصري ، وهذا سيأتي من خلال التعاون المستمر مع كل الجهات والمؤسسات المعنية بالشباب من أجل تلبية رغباتهم ومطالبهم ، كما لابد أن ننفتح على الجامعات الخاصة والطبقات العليا التى لا تتعامل مع المجلس، وأن نركز على التعليم المتوسط لأن المدارس الفنية تضم الثلثين والثانوية العامة تضم الثلث فقط، وهذا العدد هو الذى نتعامل معه من خلال الجامعات! ما تعليقك على مطالبة شباب المتظاهرين بتنحى الرئيس مبارك ؟ أود أن يعلم الشباب أنه لا يمكن إجراءات تعديلات دستورية الا باستمرار رئيس الجمهورية المنتخب،لأنه ليس من حق اى احد أن يقوم بإجراء تعديلات بالدستور إلا من خلاله وهذا ما ينص عليه الدستور ، وأن السمات الأساسية للنظم الديمقراطية هو احترام الدستور سواء من الحاكم أو المحكومين. وقد تم انتخاب الرئيس في انتخابات حرة خضعت لإشراف قضائي كامل عام 2005، وحصل على أغلبية واضحة لاستكمال مدة الرئاسة حتى نهايتها. لكن البعض مازال لا يثق فى كلام الحكومة؟ لقد تابعت ما حدث على مدار الأيام الماضية، وبصراحة كل التصريحات الصادرة سواء من نائب رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء تستحق الثناء والتقدير وتدلل على مدى الديمقراطية التي تعيشها مصر حاليا، وهذا ظهر من خلال موافقة السيد الرئيس محمد حسنى مبارك على ما تقدم به شباب حركة 25يناير من مطالب، بالإضافة إلى تكليف السيد عمر سليمان نائب الرئيس بإجراء الحوار مع القوى السياسية ومع هؤلاء الشباب لتنفيذ مطالبهم بالشكل الذي يحترم الشرعية الدستورية. هل سيادتكم مع بقاء المظاهرات أم إنهائها على الفور؟ التعامل مع الشباب يحتاج إلى وعى ونقاش ديمقراطى والشباب لا نستطيع أن نفرض عليهم آرائنا لكنه سوف يدرك ما هو الصح والخطأ . بعد الأحداث الأخيرة ماهو دور المجلس القومى للشباب لكى يستوعب كل الشباب؟ المجلس حريص على مزيد من تمكين الشباب خلال المرحلة القادمة في مختلف المجالات، وذلك من خلال التنسيق مع كافة الوزارات والهيئات للعمل على حل مشكلات الشباب ، ونحن نقوم بإعداد مشروع خاص يقدم قروضا للشباب دون فوائد ،بمشاركة رجال الإعمال والهيئات لتقديم قروض للشباب بشروط ميسرة وبدون فوائد، وجاء ذلك الاقتراح بناءً على شكاوى الشباب الخاصة بفوائد القروض التي تعرقلهم من التعامل مع بعض الجهات المانحة.