أبرزت ثورة ليبيا حقيقة شخصية القذافي الذي وصفه الرئيس السادات بأنه ولد مجنون وهو يعاني جنون العظمة والنرجسية وبرغم تاريخه المليء بالمواقف الشاذة, فإن كتاب مصر ومثقفيها كانوا يبتعدون عن مهاجمته بسبب طلب الرئيس السابق مبارك بعدم التعرض له لأنه يستطيع بجرة قلم أن يطرد العمالة المصرية في ليبيا.وتتجلي جنون العظمة في تسمية ليبيا بالجماهيرية الليبية الشعبية العظمي.. فهو يري نفسه ملك الملوك والجدير بحكم العالم.. كان يعتبر نفسه راعي القومية العربية ثم تركها وتوجه لرعاية الدولة الإفريقية, ومع مهاجمته أمريكا قام بتملقها وأعلن توبته عن المضي في برنامجه النووي المزعوم.. وورط بلاده في قضية إسقاط الطائرة الأمريكية فوق لوكيربي, ومن بعدها قضية الطائرة الفرنسية فوق النيجر, ودفع من أموال الشعب الليبي أكثر من أربعة مليارات دولار تعويضات, في الوقت الذي تقاعس فيه ومعه مصر لاسترداد حق ضحايا الطائرة الليبية التي أسقطتها إسرائيل فوق سيناء.. كما لا ننسي الأموال الطائلة التي أنفقها علي ثوار أيرلندا الشمالية. ومن عجائب هذا المخلوق, حمله خيمته إلي أي دولة ينتقل إليها, ويمضي هذا الرجل متخذا سلوكا شاذا فيمزق كتيب برنامج الأممالمتحدة في إحدي الجلسات ويقذف به بعيدا في وجه الحاضرين, ثم يضع الحل السحري لقضية الشعب الفلسطيني, مطالبا بوحدته مع إسرائيل في وطن واحد سماه إسراطين, كما يحلو له التلاعب بالألفاظ ليضع تفسيرا جديدا للديمقراطية, فيدعي أن كلمةDemocracy كلمة عربية ديموكراسية وتعني جلوس الدهماء علي الكراسي. وهنا يشبه شعبه بالدهماء, فهذا الشعب الليبي الجالس فوق كراسي منزله شعب ديمقراطي خلاف الشعوب الديكتاتورية في مصر وتونس, حيث يقف الشعب في الشوارع متظاهرا.. بدون كراسي! ثم يقول: من حق الشعب أن يتظاهر دون الخروج للشوارع.. وهذه نصيحة غالية, فيمكن لكل العواجيز والذين يعانون عرق النساء والكساح أن يتظاهروا ويشاركوا شباب ميدان التحرير وهم جلوس في منازلهم. هذا الفقيد يضرب شعبه الآن بالطائرات ويقوم بنقل المرتزقة بطائرات إلي ليبيا لتعود مرة أخري محملة بالذهب والأموال للخارج.. وكفي القهر للشعب الليبي الذي توقف عن التقدم والإبداع لمدة أربعة عقود, مكتفيا بقراءة الكتاب الأخضر.. وها هو العقيد يظهر داخل توك توك رافعا شمسية بيده.. ولعل هذا ال توك توك هو الباقي له بعد رحيله.. يمكن يكون سبوبة! د. عادل وديع فلسطين