من المؤكد ان الذين فجروا ثورة الخامس والعشرين من يناير2011 في ميدان التحرير بالقاهرة هو الشباب النقي الطاهر الذي يمثل جوهرة الشعب المصري العظيم.. وكان التظاهر في ميدان التحرير منظما رغم إزدحامه بالآلاف التي تتزايد كل يوم, وكان سلميا رغم حدة مواقفه.. وآمنا هادئا رغم هدير الهتاف إلي حد انه عندما ذهبت بابنتي وهي في الثانية والعشرين. عمرها لتشارك في العمل الذي مهدت له عبر الفيس بوك.. عادت تقول لي انها شعرت وسط المتظاهرين في الميدان بطمأنينة وسكينة, لم تشعر بهما من قبل.. وتكرر هذا خلال المرات التي ذهبت لتشارك فيها. ولقد سمعت هذا من كثيرين وشعرت به بنفسي خلال المرات القليلة التي ذهبت فيها إلي هناك.. واذا أضفنا إلي ذلك ما سمعناه وقرأناه من أحاديث مع عدد من الشباب من الجنسين فإن الفخر يزداد بهذا الشباب الذي أثبت وبحق انه يحمل جينات هذا الشعب العظيم الذي قد يصبر ويتحمل كثيرا فيظنه الذين لا يفهمون, انه مستسلم في حين انه يعطي الفرصة للمخطئين لكي يصححوا ما بأنفسهم فان تمادوا يهب ويثور في نضال لايتوقف إلا بانتزاع الحقوق. ومع التأكيد مرارا وتكرارا علي ان نقاء وطهارة هذا الشباب وان ماكان يحكمه قبل وعند بدء ثورته هو فقط مصلحة الوطن إلا أن ثمة متغيرات حدثت, خاصة في النصف الثاني من خبراء وإلي الآن.. جعلتنا وغيرنا نتساءل: هل هذا هو الشباب الذي قام بالثورة السلمية البيضاء.. أم ان دخلاء قد ركبوا الموجة لتصفية حسابات أو تنفيذ أغراض وأهواء؟ واذا كان الشباب قد أعلنوا بعد زيارة رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف الجمعة الرابع من مارس للميدان انه سينصرف ويرفع الاعتصام.. فمن اذن هؤلاء الذين استمروا في الخيام وسط الميدان يعطلون حركة الحياة؟ ومن هم هؤلاء الذين يقفون, ليلا عند مداخل الشوارع المؤدية إلي الميدان.. وعلي كوبري أكتوبر.. لتهديد الناس وسلبهم وهم يقولون انهم من شباب التحرير؟ اننا لانريد الاستطراد في ذكر بعض الحالات.. وفي نفس الوقت فاننا علي يقين بأن هؤلاء ليسوا من بين الشباب الثائر لكن الأمر ينبغي ان يهتم به قادة الشباب المصري الحر الثائر لكي يعلنوا بوضوح وعبر كل الوسائل. موقفهم من هؤلاء الذين يقيمون في الخيام بميدان التحرير.. هل هم منهم ولماذا يوجدون.. أم.. انهم دخلاء؟ ومن هم الذين يقفون عند مداخل ومخارج الميدان والكباري.. وهل يرضون بوجودهم؟ لعلي أيضا أسألهم: هل انتم الذين خططتم وقمتم بعمليات الهجوم واحراق وسلب المستندات من مقار أمن الدولة؟ ولماذا؟ وهل أنتم ضد هذا الممارسات الخاطئة لأمن الدولة, وغيرها من الأجهزة أم.. أنكم تريدون تفكيك الدولة؟ لقد شهد الجميع بنجاح الثورة.. وحاكاها وقلدها اخواننا وأشقاؤنا العرب.. وصفق لها العالم, فمن هذا الذي يتعمد تشويه صورتها وشرحة أهدافها النبيلة؟ ياشباب التحرير.. ان ثورة الشعب التي فجرتموها تتعرض للسرقة فماذا أنتم فاعلون؟ ياشباب التحرير.. لقد حفرتم نصرا خالدا في صفحة مهمة من التاريخ.. فهل ترضون ان تكون الصفحة التالية عن سلبيات مدمرة دامية ولها؟ نعم.. ان لكل ثورة خسائرها.. لكن من بينها ما يعانيه المواطنون الآن.. وما تستنزفه مصر؟ ان الحكومة مسئولة عن الأمن.. أمن المواطن والشارع والمجتمع.. لكن أنتم وبنفس الدرجة مسئولون أيضا.. لهذا نطالبكم باعلان موقفكم مما يجري.. فنحن نثق فيكم ونؤيد ماتريدون. لكن لانريد ان يستغل أحد اسمكم ويرفع راية الثورة ستارا يخفي عوراته.. لذا.. يتحتم ان تتحرك قيادة الشباب حماية للثورة.. والوطن.. والمستقبل.