تقف المؤسسة العسكرية المصرية دوما شامخة أبية تحمي الوطن من أي عدوان, ويحسب الجميع لها ألف حساب لأنها درع وسيف. وفي اللحظات الحاسمة دائما كان رجال قواتنا المسلحة البواسل علي موعد مع النصر, وموعد مع القدر, وموعد مع الحياة. فهولاء الابطال وضعوا أرواحهم فوق أكفهم فداء لمصر وشعبها العظيم, وهم لم يتخلفوا يوما عن النداء أو يتحللوا أبدا من المسئوليات العظام الملقاة علي أكتافهم. وبالأمس شهد الرئيس محمد حسني مبارك القائد الأعلي للقوات المسلحة الاحتفال بيوم تفوق الجيش الثالث الميداني بمحافظة السويس, وقد جري استعراض المسيرة الوطنية المشرفة لقواتنا المسلحة عبر العصور, واسهامات القوات المسلحة في جهود التنمية وخدمة المجتمع. وفي هذه اللحظة تبدو المسألة ملحة بصورة كبيرة لتعريف الأجيال الجديدة بهذه المؤسسة الوطنية الكبيرة, ورواية عملية الاستعداد للعبور العظيم وحتي تحقيق نصر أكتوبر المجيد علي أرض سيناء العزيزة, والآن أكثر من أي وقت مضي نحن بحاجة لابراز الاعمال البطولية التي نفذتها وحدات الجيش خلال حرب73, وما صاحبها من اقتحام النقاط الحصينة القوية التي أنشأها العدو علي الضفة الشرقية للقناة. إن ملحمة أكتوبر العسكرية بحاجة لتقديمها بصورة جديدة لأبراز المغزي, والأسطورة, والانجازات العسكرية التي قلبت جميع التصورات المسبقة المستقرة في علوم القتال الحديث. إلا أن الأهم والأعز في هذه الملحمة هم الرجال البواسل, وجيل أكتوبر العظيم الذي قدم لهذه الأمة أروع التضحيات وأضخم الانتصارات. إن هذا الجيل بحاجة لأن يقدم رؤيته للأجيال الجديدة التي لم تزامن الانتصار, ولم تعرف معني الحرب, ولم تعرف مدي كفاح أمة كي تحول هزيمتها إلي انتصار بحجم الاعجاز. إن المطلوب هنا هو تقديم خلاصة التجربة, وأهمية الانتماء للوطن والتضحية من إجل تقدمه وازدهاره. والأمر الآخر هو استمرار الرجال البواسل في دعم مقومات التنمية الشاملة, ووجودهم بأسرع مايكون عندما يصادف الوطن مشكلة.. فلقد تدخلوا عند أزمة الخبز, و أخيرا ساعدوا بقوة في أزمة السيول بسيناء. وهذا هو الدرس المهم أن الرجال دائما علي الموعد فهم لم يتوقفوا يوما عن التدريب والاستعداد للدفاع عن الوطن وفي ذات الوقت هم دائما تحت أمر الوطن والقائد محمد حسني مبارك لدفع عجلة التنمية. ولذا فهذه تحية للرجال.. صانعي النصر وحماة الوطن.