تحتفل مصر في شهر نوفمبر من كل عام بعيد البترول.. ذلك العيد الذي تم تحديده ابتهاجا بعودة آبار البترول في سيناء من يد الكيان الصهيوني.. ورغم تأجيل احتفالات البترول هذا العام نظرا لانشغال الوزير سامح فهمي في انتخابات مجلس الشعب بعد أن رشحه الحزب الوطني في دائرة مدينة نصر إلا أننا سنحتفل بعيد البترول في موعده وعلي طريقتنا الخاصة.. حيث نقدم للوزير النشط سامح فهمي فكرة بسيطة وعميقة وجديدة أيضا فلماذا لا يكون عيد البترول هذا العام احتفالا بمجموعة من الأبطال الذين يعملون في قطاع البترول وفي الوقت نفسه استطاعوا أن يقدموا لمصر عطاءات وطنية شديدة التميز وغير مسبوقة.. فهؤلاء الأبطال هم جزء مهم وفاعل من منظمة سيناء العربية التي كانت رأس الحربة في بطولات حربي الاستنزاف وأكتوبر.. وضمت أكثر من 750 بطلا من السويس وبورسعيد والإسماعيلية وسيناء.. من بينهم ستة عشرة بطلا من أبناء السويس يعمل منهم اثنا عشر بطلا في قطاع البترول.. مقسمين كالتالي: عشرة في شركة السويس لتصنيع البترول وهم الشهيد مصطفي السيد أبو هاشم والشهيد أحمد السيد أبو هاشم والشهيد سعيد محمود البشتلي والشهيد إبراهيم السيد سلمان والراحل عبدالمنعم حسن خالد والبطل محمود عواد حماد والبطل محمد سرحان عبدالعال والبطل محمود أحمد طه والبطل حلمي حنفي شحاتة.. وإضافة إلي هؤلاء العشرة كان البطل الراحل غريب محمد غريب يعمل في شركة النصر للبترول والشهيد فايز حافظ أمين يعمل في شركة المنجنيز.. ومعهم أربعة أبطال بعيدا عن قطاع البترول وهم البطل فتحي عوض الله محمد "عمر أفندي" والبطل عبدالمنعم السيد قناوي "سائق" والبطل السيد أبو رجال "هيئة قناة السويس" والشهيد أشرف عبدالدايم "شركة مقاولات البحر الأحمر". فلماذا لا يبادر الوزير النشط سامح فهمي بتكريم هذه الكوكبة من الأبطال فدائيي منظمة سيناء العربية من أبناء السويس.. أولا بصفته وزيرا للبترول وثانيا لأنه مازال حتي الآن عضو مجلس الشوري عن مدينة السويس وثالثا وهو الأهم لأن سامح فهمي رجل يقدر قيمة العطاء والتضحية.. وقد ظهر ذلك جليا في دعمه ومساعدته للفرق الرياضية في قطاع البترول خاصة فرق كرة القدم "إنبي بتروجت بترول أسيوط مصر للبترول إلخ".. وقد شهدت كرة القدم البترولية نهضة عملاقة علي يد الوزير سامح فهمي سواء في المنشآت أو الملاعب أو اللاعبين.. ولم يبخل سامح فهمي في سبيل دعم القطاع الرياضي بالجهد والمال ما أدي في النهاية إلي بروز قطاع البترول كقوة منافسة عملاقة في مجال كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام.. كما أن بصمات سامح فهمي واضحة علي كل العاملين في قطاع البترول.. ولذلك لن يكون غريبا أن يقوم هذا الوزير النشط بتكريم أبطال منظمة سيناء العربية من أبناء السويس والغالبية منهم أبناء لقطاع البترول التكريم الذي يليق بهم ماديا ومعنويا من خلال احتفال كبير يحضره رموز الدولة.. فهؤلاء الأبطال حققوا لمصر بطولات تصل إلي حد المعجزات.. فهم أبطال عملية الهجوم في وضح النهار التي تمت خلال حرب الاستنزاف.. وتحديدا يوم الأربعاء 5 نوفمبر 1969 عندما عبروا إلي شرق القناة وتصدوا لدورية إسرائيلية مكونة من دبابة وعربتين مجنزرتين واستطاعوا قتل عشرة ضباط وجنود للعدو وتدمير معداته والعودة بأسير ورفعوا علم مصر شرق القناة.. وكانت هذه العملية بتعليمات مباشرة من الرئيس جمال عبدالناصر بعد أن دأب العدو علي تكذيب أخبار كل العمليات التي تقوم بها قواتنا المسلحة شرق القناة ليلا.. فكانت التعليمات عملية في وضح النهار والعودة بأسير.. وأبطال مدينة السويس العاملون في قطاع البترول هم أيضا الذين صدوا العدوان الغاشم علي مدينة السويس يوم 24 أكتوبر 1973 واستطاعوا تدمير أكثر من 30 دبابة للعدو وقتل أكثر من 60 ضابطا وجنديا في واحدة من أهم وأعظم "معارك الشوارع"في كل الحروب الحديثة.. هؤلاء الأبطال العظماء توقف تكريمهم عند عشرة جنيهات كشهادة استثمار من السيدة جيهان السادات عام 1974 ثم عشرة جنيهات أخري كشهادة استثمار من المحافظ بكير محمد بكير وأخيرا 150 جنيها من مديرية الأمن عام 1995 عند الاحتفال بتقديم أوبريت "يوم من عمر الوطن".. وبالطبع فإن هذه التكريمات لا تليق أبدا بعطاء هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم ودماءهم فداء لهذا الوطن العظيم.. ولذلك فإن الوزير سامح فهمي مطالب بأن يصحح أخطاء الماضي التي تمت من كل الهيئات والمؤسسات وذلك بأن يقوم بتكريم هؤلاء الأبطال بالطريقة التي تليق بقيمة مصر العظيمة.. فكل هؤلاء الأبطال يبحث أبناؤهم عن فرص عمل في الوقت الذي يقدم الوزير سامح فهمي فرص العمل لبعض البرامج التليفزيونية.. ومن المؤكد أن صوت هؤلاء الأبطال لم يصل إلي الوزير.. كما أن هؤلاء الأبطال في أشد الاحتياج إلي كلمة شكر وامتنان فما قدموه في سبيل الله والوطن لم يطلبوا عنه جزاء ولا شكورا.. وعلي مدي أكثر من أربعين عاما رفضوا أن يمنوا علينا أو أن يستجدوا ببطولاتهم.. ورحل الشهداء وتبعهم الكثير من الأبطال وبقي الأحياء رمزا لكل القيم النبيلة من التضحية والفداء والعطاء مما يستوجب علينا وفي مقدمتنا المهندس سامح فهمي وزير البترول أن نكرم هؤلاء الأبطال العظماء وأن نجعل منهم نبراسا مشعا نسير علي هديه في كيفية العطاء لمصر.. وما أحوج شبابنا إلي وجود مثل هؤلاء القدوة الشريفة خاصة وهم يعيشون وسط طوفان من الفساد. [email protected]