في خطوة مفاجئة ظهر عضو بارز في المؤسسة الحاكمة في ليبيا علي شاشة التليفزيون الرسمي أمس وناشد زعماء المحتجين بدء الحوار. فيما يعد أوضح اشارة حتي الآن إلي أن الزعيم الليبي معمر القذافي قد يكون مستعدا للتوصل لتسوية مع المعارضين المناهضين لحكمه. الا أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي شكله الثوار أعلن أنه ليس هناك مجال لحوار موسع مع القذافي وإن أي محادثات يجب أن تكون علي أساس تنحي القذافي. وظهر جاد الله عزوز الطلحي الذي كان رئيسا للوزراء في ليبيا في الثمانينات وهو من شرق ليبيا في التلفزيون الحكومي وهو يقرأ كلمة موجهة لشيوخ القبائل في بنغازي القاعدة الرئيسية للمعارضين المسلحين المناهضين للقذافي.وطلب منهم منح فرصة للحوار الوطني وحل الأزمة والمساعدة في وقف اراقة الدماء وعدم منح الأجانب فرصة لاحتلال البلاد ثانية.ولم تشر المناشدة إلي أي تنازلات قد تكون حكومة القذافي مستعدة لتقديمها.وتعد اذاعة كلمة الطلحي في التلفزيون الحكومي مؤشرا علي أنها تحظي بتأييد رسمي. وعلي الصعيد الميداني أشارت تقارير اعلامية الي أن القوات الموالية للزعيم الليبي تمكنت من السيطرة علي بلدة بن جواد الساحلية خلال زحفها نحو ميناء رأس لانوف النفطي الذي يسيطر عليه الثوار.وفي غضون ذلك شنت طائرة حربية غارة جوية علي المشارف الشرقية لراس لانوف. وقال مختار دبرق أحد المعارضين المسلحين الذي كان شاهدا علي الغارة الجوية لوكالة رويترز أن طائرة أطلقت صاروخين ولم يسقط قتلي.كما شنت القوات الموالية للزعيم الليبي هجوما علي ثوار كانوا متوجهين من المدن الشرقية إلي مدينة سرت, مسقط رأس القذافي. وقد أكد الطيار السابق صلاح بادي المسئول في القيادة العسكرية في مصراته الذي انضم للثوار أن هناك كتائب تابعة للقذافي ومنها كتيبة الساعدي وكتيبة حمزة تقوم بمحاصرة مدينة مصراته وتقوم هذه الكتائب بعمليات كر وفر بين الحين والأخر. وقال بادي انه في أخر هجوم لهذه الكتائب كانت حصيلة الضحايا42 قتيلا منهم81 شهيدا المحتجين ومن بينهم طفلة عمرها سنتان. وأشار إلي أسر ثلاثة من مقاتلي القذافي وهم ليبيون من منطقة تورجاء وهم معروفون ببشرتهم السوداء حيث يظن البعض انهم من المرتزقة وصرح مصطفي غرياني المسئول الاعلامي في حركة المعارضة المسلحة في بنغازي بأن المعارضين بشرق ليبيا يخشون أن يتصرف القذافي مثل ذئب جريح ويهاجم الحقول النفطية في البلاد إذا لم يسع الغرب لردعه بشن ضربات جوية تكتيكية.