مدبولي يُكلف بزيادة الجهود في ملفات النظافة لعودة المظهر الحضاري    بنسبة 1%.. خبير مصرفي يتوقع خفض أسعار الفائدة خلال اجتماع المركزي| خاص    رئيس الرقابة المالية يلتقي رؤساء تحرير الصحف لتطوير القطاع غير المصرفي    أكسيوس: مستشارو ترامب يعتبرون خطة السلام في غزة اختبارا لمصداقيته    مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي    توافد جماهير القطبين على ستاد القاهرة لحضور القمة    استبعاد إريك تراوري من مباراة الإسماعيلي والبنك الأهلي    إنزاجي يعلن تشكيل الهلال أمام ناساف في دوري أبطال آسيا    يلا شوط.. بث مباشر حالًا.. الهلال يواجه ناساف الأوزبكي في دوري أبطال آسيا 2026 – القنوات والمعلق وموعد المباراة    عندما يحكم الإسبان ديربي القاهرة.. سجل نتائج الأهلي والزمالك مع صافرة الليجا    كشف غموض سرقة محتويات من داخل مسجد بالإسماعيلية    قرار بشأن 24 متهماً في خلية مدينة نصر    القبض على شقيقين قتلا عامل خردة في مشاجرة بالخانكة    أمين الأعلى للآثار يتفقد مشروعي ترميم معبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني    جمال رائف يُبرز أهمية زيارة رئيس الإمارات لمصر في هذا التوقيت    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29سبتمبر2025 في المنيا    مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 29 -9-2025 في بني سويف    وكيل صحة شمال سيناء: مستمرون في تحسين الخدمة الطبية للمواطنين    رئيس جامعة بنها يشهد احتفالية يوم التميز العلمي بدورتها الحادية عشر    كريم الشناوي: صوت منير هو روح حكاية فيلم ضي    نتائج بطولة السهم الفضي للقوس والسهم لموسم 2025-2026    سقوط مدير مركز تعليمي غير مرخص في القاهرة.. يمنح شهادات الوهمية    خالد الجندي ب"لعلهم يفقهون": القتال في الإسلام للدفاع وليس للاعتداء    نائب رئيس جامعة أسيوط يتفقد سير العملية التعليمية بكلية العلوم    "الصحة" تستعرض تجربتها في المشروع القومي لكتابة تقارير الأشعة عن بعد    إسرائيل هيوم: الحرب المقبلة بين تل أبيب وطهران قد تكون أشد عنفا    ماكرون يرحب بفوز حزب مؤيدي أوروبا في انتخابات مولدوفا    أمين الأعلى للآثار يتابع ترميم معبد الرامسيوم ومقبرة تحتمس الثاني بالأقصر    بينهم فدوى عابد.. عدد من نجوم الفن يشاهدون العرض اللبناني "جوجينج" بالهناجر    عروض القومي للسينما بالمكتبات المتنقلة احتفالًا بنصر أكتوبر المجيد    صيدلة الجامعة الألمانية تنظم المؤتمر الرابع GEPPMA في الطب الشخصي والصحة الدقيقة    محافظ شمال سيناء يكشف سبل تعويض المتضررين من توسعة ميناء العريش البحري    بسبب سد النهضة.. عباش شراقي يكشف تطورات جديدة بشأن فيضان السودان الكبير    إيمان كريم: الشراكة مع الهيئة الإنجيلية فتحت مساحات واسعة للتنمية الاجتماعية    أكاديمية الفنون: عودة مهرجان مسرح العرائس لمواجهة الألعاب الإلكترونية    السعيد:تعزيز علاقات التعاون فى المجالات البحثية والأكاديمية بين جامعتي القاهرة ونورث إيست الصينية    ألونسو: الهزيمة أمام أتلتيكو إنذار حقيقي لريال مدريد    معهد بحوث الإلكترونيات أول مؤسسة مصرية تحصل على شهادة إدارة الذكاء الاصطناعي ISO/IEC    وزير الري يتابع إجراءات تطوير الواجهات النيلية بالمحافظات    عاجل- الإفتاء توضح حكم ممارسة كرة القدم ومشاهدتها وتشجيع الفرق    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29 سبتمبر 2025 في محافظة قنا    أسعار الحديد فى أسيوط اليوم الإثنين 2992025    السيطرة على حريق بمخبز سياحى فى المنوفية دون إصابات    أبرزهم القهوة والكاكاو.. 7 مشروبات مفيدة للقلب في يومه العالمي    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 في مصر للقطاعين العام والخاص.. هل تم تحديده رسميًا؟    مجلس الوزراء : قفزة قياسية فى تحويلات المصريين بالخارج تعزز استقرار الاحتياطيات الدولية    حالة الطقس في السعودية اليوم الاثنين 29-9-2025 ونشاط الرياح المثيرة للغبار    ضبط شخص بالإسكندرية بتهمة النصب على المواطنين بادعاء العلاج الروحاني    أليجري بعد الفوز على نابولي: روح ميلان كانت رائعة.. ومودريتش يلعب بذكاء    الدنمارك تحظر رحلات الطائرات المدنية المسيرة قبل قمة الاتحاد الأوروبى فى كوبنهاجن    مصرع شخص وفقدان 12 آخرين جراء الإعصار بوالوى فى فيتنام    فعاليات مشتركة بين السياحة والشباب والرياضة بأسيوط لتعزيز الوعى السياحى    الصحة: 5500 متبرع بالدم خلال 4 أيام لدعم مرضى سرطان الدم ضمن الحملة القومية    الحوثيون يعلنون تنفيذ عمليات نوعية على أهداف للاحتلال    صحة غزة: 361 من الطواقم الطبية مُغيبون قسرًا في معتقلات الاحتلال    الأزهر للفتوى قبل لقاء القمة : التعصب الرياضي والسب حرام شرعا    «الداخلية» تنفي مزاعم إضراب نزلاء أحد مراكز الإصلاح: «أكاذيب إخوانية»    الأربعاء.. مجلس النواب يبحث اعتراض رئيس الجمهورية على قانون الإجراءات الجنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‮"‬القبلية" هل تحسم المعركة في ليبيا؟
نشر في الوفد يوم 05 - 03 - 2011

تعتبر القبيلة من العوامل التي أثرت في تشكيل الثقافة السياسية المعاصرة في ليبيا،‮ إضافة إلي الدين والتعليم،‮ وبصفة عامة يتكون المجتمع القبلي في ليبيا من قبائل السعادي العربية،‮
وقبائل المرابطين العربية والبربرية من جانب،‮ والقبائل‮ غير العربية من جانب آخر‮. كانت المظالم والاضطهادات من الاسباب الرئيسية التي أذكت التمرد علي القذافي في شرق ليبيا وهي منطقة ذات تاريخ في التمرد علي السلطة‮. ويقول خبراء إنه أثناء حكمه المستمر منذ‮ 4 عقود كان القذافي يحابي قبائل في طرابلس والمنطقة المحيطة بها علي حساب المناطق الشرقية،‮ حيث تقع معظم موارد النفط الليبية والتي فقد السيطرةعليها وكانت المنطقة الشرقية تمثل دائما صداعا مستمرا للاستعمار الايطالي ومختلف الحكام ومنهم ملوك ليبيا والقذافي‮. وتشعر القبائل في الشرق بالاستياء من محسوبية القذافي والامتيازات التي وهبها للذين يتمركزون في طرابلس والمناطق المحيطة بها‮. وقالت كلير سبنسر رئيسة برنامج الشرق الاوسط بمؤسسة تشاتام هاوس في لندن انهم يشكون من التوزيع‮ غير العادل للموارد‮. وأضافت انه تركيز الشبكات القبلية للقذافي في طرابلس الذي شجع الاستثمار والمحاباة هناك علي حساب بنغازي‮. وتغلبت الانتماءات القبلية بين أفراد قوات الامن الليبية في الشرق بين الذين تمردوا علي القذافي علي اي ولاء للزعيم الذي يتمسك بالسلطة في طرابلس‮. ويقول ديرك فانديفال وهو خبير في الشئون الليبية بكلية دارتموث بالولايات المتحدة‮: »‬القذافي اعتقد دائما ان هناك أشخاصا في شرق ليبيا في بنغازي وأجدبيا وغيرها لا يمكن الوثوق فيهم وغير موالين له بدرجة كبيرة‮. وأضاف ان ليبيا تكونت بطريقة مصطنعة في عام‮ 1951، والمناطق في ذلك الوقت كانت برقة حيث توجد بنغازي الان وطرابلس‮ (‬القديمة‮) حيث توجد طرابلس الان ولا توجد أوجه شبه تذكر بينهما‮«. وقال‮: انه منذ البداية كانت توجد قضايا تتعلق بالشراكة وهذا الامر زاد أكثر مع اكتشاف مزيد النفط في المحافظتين‮. وتتوزع هذه القبائل في ليبيا علي الشكل التالي‮: قبيلة سليمان المتنفذة في الجنوب الليبي وواحات ومناطق القبيلة،‮ وقبيلة البراعصة شرق طرابلس وقبيلة القذاذفة في طبرق وبنغازي وسرت وفزان وطرابلس وغريان والزاوية الغربية،‮ والأمازيغ‮ في جبال‮ غرب ليبيا الطوارق في دواخل الصحراء المتاخمة مع حدود تشاد‮.. النيجر‮.. الجزائر ومالي‮. وتستوطن ما يعرف بقبيلة التبو مناطق اوزو ‮ غدامس والقطرون جنوب ليبيا والكفرة جنوب شرق العاصمة طرابلس،‮ ولا يمكن إغفال حقيقة البعد القبلي‮. في البحث عن طبيعة المتغيرات المختلفة التي تعكس حقيقة استمرار‮ »‬نظام‮« القذافي علي امتداد أكثر من‮ 4‮ عقود واستشري النفوذ القبلي في العملية السياسية الليبية‮ ،‮ وإن كان بشكل‮ غير رسمي في المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية،‮ ومن خلال عمليات التصعيد والاختيار الشعبي منذ عام‮ 1977.‬‮ واصبحت القبيلة في أوائل التسعينيات من القرن الماضي،‮ جزءاً‮ من المشهد السياسي،‮ من خلال خلق مؤسسة جديدة واستثنائية هي القيادات الشعبية الاجتماعية،‮ و تم تعريفها بأنها‮ "‬المظلة الوطنية الرئيسية‮" لجميع القوي داخل ليبيا،‮ مع التركيز عمليا علي القيادات القبلية في كل منطقة،‮ ومع خلق قيادة شعبية اجتماعية تغطي المنطقة اجتماعيا وجغرافيا‮. وتتضمن واجبات القيادة الشعبية الاجتماعية مواجهة الفساد والانحراف ومحاولات المؤامرات الخيانية،‮ وحل النزاعات المحلية والاتصال بالمؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية،‮ ومتابعة خطط التنمية للمنطقة،‮ وتحريض القوي المحلية لضمان تزايد الإنتاج‮. وتتوالي الأنباء عن انضمام قبائل ليبية كبري للثورة الشعبية في ليبيا بشكل يقلب موازين القوي علي الأرض لصالح الثورة مما قد يسرع بسقوط النظام الليبي في وقت قياسي‮. واربكت هذه التحولات علي الأرض حسابات النظام الليبي لتضعه في موقف ضعيف للغاية‮. ويتميز العامل القبلي الذي يميز ليبيا عن ثورتي تونس ومصر بان له الكلمة الفصل في حسم المواجهة بين القذافي والمحتجين‮ . ويغلب علي المجتمع الليبي الطابع القبلي مثله تماماً‮ مثل المجتمع اليمني علي عكس مصر وتونس ويلعب هذا العامل دوراً‮ كبيراً‮ في نجاح الثورة أو فشلها،‮ في بقاء النظام أو سقوطه‮.‬
وتزيد أهمية دور القبائل الليبية في حسم الصراع بسبب عدم وجود جيش قوي في ليبيا علي‮ غرار مصر وبدرجة أقل تونس‮. وظل القذافي يخشي الجيش،‮ ولا يثق به ويعتبره خطراً‮ علي نظامه،‮ ولذلك قرر حله تحت مسمي‮ »‬الشعب المسلح‮« كبديل‮. ولا تزال هناك بقايا للجيش في ليبيا،‮ ولكنه ضعيف التسليح،‮ ومشكوك في ولائه،‮ وهذا ما يفسر لجوء القذافي الي تعزيز دور الميليشيات وكتائب الأمن الخاصة التي يرأسها أبناؤه أو أفراد قبيلته‮. وعلي الرغم من سياسة النظام الليبي المعتادة في الإيقاع بين القبائل المختلفة لضمان عدم توحدهم ضده،‮ إلا أن هناك عاملين رئيسيين دفعا القبائل لتناسي خلافاتهم والاتفاق علي مناهضة النظام وهما فداحة المجازر التي قام بها النظام لسحق الاحتجاجات،‮ مما دعا العديد من القبائل إلي أن تنوء بنفسها عن تلك الجريمة التي يصعب نسيانها ودعوة أبنائها المنضوية في الكتائب الأمنية التابعة للقذافي لترك الخدمة والانضمام للمتظاهرين،‮ أما العامل الثاني فهو استعانة النظام ببلطجية من دول إفريقية‮... فقيام أجانب بقتل ليبيين حتي وإن كانوا من قبائل أخري أو علي خلاف معهم،‮ أمر‮ غير مقبول لدي القبائل العربية الأصيلة‮.‬
ويتشكل المجتمع الليبي من نسيج متشابك من الجماعات والقبائل التي لا يمكن حصرها،‮ وتمثل القبائل العربية نسبة‮ (‬97٪‮)‬،‮ بينما لا تتجاوز نسبة قبائل البربر‮ (‬3٪‮) وفيما يلي استعراض لأهم وأكبر القبائل الليبية ومواقفها من حركة الاحتجاجات الشعبية المنتشرة عبر أرجاء ليبيا‮:‬
‮»‬القذاذفة‮«.. معقل رأس النظام
ينحدر الزعيم الليبي معمر القذافي من قبيلة القذاذفة والتي تسيطر علي أجهزة الأمن والمليشيات التابعة للنظام،‮ وهناك اتهامات لهم بالضلوع في إطلاق نار علي المتظاهرين،‮ وتتركز قبيلة القذاذفة في سرت وسبها وينتشرون في طرابلس وبنغازي.واندلعت مظاهرات منددة بالقذافي في مدينة سبها والتي ينحدر منها الزعيم الليبي‮.‬
‮»‬اولاد علي‮« يدعمون اولاد عمومتهم
أكد شيوخ وأبناء قبائل أولاد علي بمصر تأييدهم لأبناء عمومتهم من الثوار الليبيين في نضالهم المشروع ضد حكم القذافي،‮ ونفوا اي محاولات لتحريضهم أو حشدهم للقتال ضد إخوانهم في ليبيا أو استعمالهم كدروع بشرية للدفاع عن النظام الليبي.وتعتبر قبيلة أولاد علي الأكبر حجماً‮ في شمال أفريقيا،‮ إذ يقدر البعض عددها بما بين‮ 3 و‮ 5‮ ملايين،‮ وتعتبر كبري القبائل العربية المصرية المنحدرة من أصول ليبية عام‮ 1670‮ ميلادية‮ (‬1081ه‮) والأكثر انتشاراً،‮ ولكن بتلاحم جغرافي وعرفي ونسبي،‮ إذ يمتد وجودهم من البطنان حول مدينة طبرق في شرق ليبيا‮ غرباً‮ إلي نهر النيل في قلب مصر شرقاً،‮ وبعمق يتراوح بين عشرة وثمانين كيلومترا جنوباً،‮ من ساحل البحر الأبيض المتوسط شمالا إلي الصحراء الليبية علي امتداد الحدود القُطرية بين ليبيا ومصر جنوباً‮.
‮»‬ورفلة‮«... تقلب الموازين
أعلنت قبيلة ورفلة أكبر قبائل ليبيا ويقدر عددها مليون نسمه في‮ 20‮ من الشهر الماضي الانضمام إلي الاحتجاجات المناهضة للنظام‮. وتنتشر قبيلة ورفلة في مدن بني وليد وسرت وطرابلس وبنغازي‮. وانتفضت قبيلة ورفلة أكبر قبائل المنطقة الغربية وانضمت للثوار مما يقلب الموازين لصالح الثورة،‮ ويعجل بسقوط نظام القذافي لما لهذه القبيلة من تأثير لكثرة عددها وتاريخها السابق في محاولة الثورة والانقلاب علي نظام القذافي بمساعدة أبنائها الضباط الذين كانوا منتشرين في الجيش وقتها وتعرضوا للقتل والسجن والتضييق عليهم من وقتها.أكد مراقبون وسياسيون أن موقف القذافي بعد انضمام هذه القبيلة إلي الاحتجاجات،‮ قد ضعف لدرجة كبيرة،‮ لما لهذه القبيلة من أصول عرقية متجذرة في كافة المناطق الليبية‮.‬
‮»‬ترهونة‮«.. تنضم إلي الثورة‮
انضمت قبيلة ترهونة إلي ورفلة،‮ وهما أكبر قبيلتين في ليبيا ويناهز عددهم مليونين،‮ إلي المتظاهرين ضد نظام معمر القذافي‮. وتنحدر ترهونة من قبيلة هوارة والتي تنتشر من تاورغاء حتي مدينة طرابلس‮. واعلن المتحدث باسم قبيلة ترهونة عبد الحكيم أبوزويدة أن شيوخ قبيلته،‮ التي تشكل ثلث سكان العاصمة طرابلس،‮ أعلنوا تبرؤهم من النظام وانضمام القبيلة للمتظاهرين ضد‮ "‬الطاغية‮" ودعوا أبناء القبيلة للانضمام إلي الثورة‮. وأضاف أن شيوخ القبيلة التي ينتسب إليها معظم جنود الجيش سعوا إلي توعية أبنائها خاصة الجنود بتاريخ قبيلتهم وعدم الانسياق وراء الفتنة التي دعا إليها سيف الإسلام بعد أن قام النظام بتسليح العديدين‮.‬
‮»‬الزوية‮«.. تهدد بوقف تدفق النفط
انضمت قبيلة زوية،‮ والتي تقطن جنوب ليبيا في المناطق النفطية،‮ إلي الثوار وهددت بوقف تدفق النفط إلي البلدان الغربية في حال عدم وقف قوات الأمن إطلاق النار علي المتظاهرين‮. وقال فرج الله الزوي أحد مشايخ قبيلة الزوي إن القبيلة‮ »‬توجه إنذارا‮« إلي القذافي لحقن الدماء وقمع المتظاهرين،‮ وإلا فستضطر القبيلة إلي وقف تدفق النفط إلي البلدان الغربية‮.‬
الثورة تقسم‮ »‬الطوارق‮«‬
قامت قبائل الطوارق في الجنوب بالانضمام للثورة ومهاجمة مقرات تابعة للنظام،‮ يعيش الطوارق‮ والملقبون برجال الصحراء الزرق في الجنوب الليبي حول‮ غدامس وفي‮ غات وجانيت وسهول ادرار،‮ ولهم امتداد في دول الجوار وخاصة الجزائر و النيجر و مالي ويشتهرون بزيهم واللثام،‮ والطوارق مسلمون سنيون مالكيون‮ ،‮ ولهم نفس هوية سكان شمال افريقيا ويتحدثون اللغة الأمزيغية بلهجتها الطوارقية‮. أكدت قبائل الطوارق جنوب ليبيا في اتصال هاتفي لأحد أبنائها آكلي الشيخا مع الجزيرة من بروكسل تأييدها للمطالبين بإسقاط نظام القذافي الذي جند بعضا من افراد القبيلة مقابل‮ 10‮ آلاف دولار للقتال الي جانبه‮.‬
قبيلة‮ »‬الزنتان‮«.. وقوة الجيش
كانت قبيلة الزنتان قد سبقت بالانضمام للثورة،‮ إضافة إلي حدوث انشقاقات واسعة بالكتائب الأمنية وانضمام كثير منها للثوار والتصدي للمرتزقة وبعض حرس القذافي الذين يشنون حربا علي الشعب مستخدمين الأسلحة العسكرية الخفيفة والثقيلة،‮ وقبيلة الزنتان من كبريات القبائل الليبية العربية وتقطن في منطقة جبال نفوسة‮.‬
‮»‬بني وليد‮«.. ترفع راية العصيان
بادرت بني وليد بسحب أبنائها من القوات الأمنية،‮ عندما علم المواطنون في بني وليد بأن العميد عبدالله السنوسي صهر القذافي المكلف بالسيطرة علي مصراته يستخدم أبناء بني وليد في الكتائب الأمنية مع المرتزقة الأفارقة لقمع المتظاهرين في المدن الأخري‮. واتصلت العائلات من بني وليد بالجنود وطالبوهم بالرجوع و عدم التعرض لأي متظاهر في مصراته أو أي مدينة أخري و الرجوع إن أمكنهم ذلك‮. فعندما وصلت بعض الحافلات الناقلة لهم الي مصراته تركوا مواقعهم و التحقوا بالمتظاهرين‮. أما الذين لازالوا في بني وليد فعلموا هم أيضا بالأمر فتمردوا وفروا من المعسكر‮. فمن المعلوم أن مصراته و بني وليد تعتبران مدينتين مترابطتين إداريا و اجتماعيا‮.‬
‮»‬العبيدات‮«.. تحدث انشقاقات في قوات الأمن
مارست قبيلة العبيدات الضغط علي أبنائها للانسحاب من القوات الأمنية الموالية للنظام‮. وتواردت أنباء‮ تفيد أن اللواء عبد الفتاح يونس العبيدي،‮ وزير الأمن العام قد انشق علي القذافي،‮ بضغط من قبيلته العبيدات،‮ وهي إحدي أكبر القبائل الليبية‮. كما نشرت أخبار عن انشقاق اللواء سليمان محمود العبيدي،‮ بضغط من قبيلته والتي وعدته بتناسي كل ما فعله منذ انقلاب سبتمبر‮ 1969. كل هذا أسهم في زيادة وتيرة الانشقاقات في صفوف القوات الموالية لعبد السلام جلود وتفتيتها‮.‬
‮»‬المقارحة‮«.. لم تحسم موقفها بعد
ويري بعض الليبيين أنه يبقي الأمل في انضمام قبيلة المقارحة بالمنطقة الغربية المنتمي إليها رجل القذافي عبد السلام جلود،‮ والتي ستعجل بسقوط النظام،‮ ومن المتوقع انضمامها للثوار في أي لحظة بعدما تأكد الجميع أن الثورة في طريقها للنجاح‮. وتعد قبيلة المقارحة من أهم القبائل الليبية‮. ويري محللون ان التحول في مواقف كبريات القبائل الليبية نحو خيار الثورة قد يدفع باقي القبائل الأخري إلي حسم موقفها في القريب العاجل لصالح الثورة،‮ ويحاول العقيد معمر القذافي تدارك الموقف بأي طريقة عبر عقد اجتماعات موسعة مع شيوخ القبائل لدعوتهم لوقف الاحتجاجات‮. ولكن يبدو أن الانتفاضة الشعبية الليبية قد وصلت لمرحلة اللاعودة‮!.‬
ثوار ليبيا‮ يعلنون استيلاءهم علي رأس لانوف ويؤكدون استمرار سيطرتهم علي الزاوية
أعلن الثوار في‮ ليبيا سيطرتهم علي مدينة راس لانوف النفطية الاساسية بعد معارك ضارية اسفرت عن سقوط العديد من القتلي،‮ لكن مسئولا كبيرا في‮ الحكومة نفي هذه المعلومات‮. وقال مراسل لوكالة فرانس برس‮: انه شاهد ثوارا متمركزين خارج مجمع عمليات الهروج النفطي‮ وعند مركز للشرطة وعلي مداخل منطقة سكنية وثكنات للجيش‮. ونفي خالد كعيم وكيل وزارة الخارجية الليبية ان تكون الثورة سيطرت علي راس لانوف،‮ مؤكدا ان الحكومة تسيطر عليها وفي‮ راس لانوف كل شيء هاديء‮. وسمع دوي‮ انفجارات ورشاشات ثقيلة في‮ الصحراء عن بعد‮ 10‮ كيلو مترات شرق راس لانوف بينما كان الثوار المسلحون متوجهين بشاحنات الي المدينة ترافقهم سيارات اسعاف‮. واشار شهود عيان إلي مقتل‮ 8‮ أشخاص علي الاقل وإصابة اكثر من‮ 20‮ اخرين بجروح في‮ معارك في‮ المنطقة‮. وقال شاهد عيان‮: إن قوات القذافي‮ تطلق صواريخ جراد،‮ تسبب بعضها في‮ مقتل‮ 4‮ أشخاص‮. وعلي جانب آخر،‮ أعلن التليفزيون الحكومي‮ الليبي‮ ان القوات الموالية للقذافي‮ احكمت سيطرتها علي الزاوية‮. وفي‮ الوقت الذي‮ تحدث فيه مسئول حكومي‮ عن جيوب للمقاومة،‮ نفي سياسي‮ محلي‮ بشدة المعلومات التي‮ بثها التليفزيون الحكومي‮ وقال ان قوات المعارضة ما زالت تسيطر علي المدينة‮. واكدت مراسلة محطة التليفزيون البريطانية سكاي‮ نيوز الكس كروفورد‮: ان جيش القذافي‮ يحاصر المدينة وسكانها‮ يخشون وقوع هجوم ويحاولون الاستعداد للدفاع عن انفسهم‮. وأضافت المحطة ان‮ 3‮ اشخاص قتلوا في‮ المدينة وجرح‮ 50‮ آخرون بينهم‮ 7‮ اصاباتهم خطيرة وبين المصابين طفلان‮. وقالت كروفورد ان الاف الاشخاص،‮ غالبيتهم‮ غير مسلحين‮ يسيرون باتجاه العسكريين عندما فتح الجيش النار عليهم مستخدما الدبابات واسلحة اخري بينها رشاشات ثقيلة‮. واضافت ان الجيش استمر في‮ اطلاق النار علي الناس الذين كانوا‮ يموتون،‮ مؤكدة سقوط عشرات الجرحي بينهم طفلان علي الاقل عمرهما‮ 5‮ سنوات اصيبا في‮ الظهر والرأس‮. وتابعت انه تم استدعاء سيارات الاسعاف التي‮ اطلق النار علي بعضها ايضا‮. واعلنت مصادر طبية في‮ بنغازي‮ سقوط‮ 27 قتيلا واكثر من‮ 30‮ جريحا في‮ انفجارين وقعا في‮ مستودع للذخيرة في‮ منطقة الرجمة جنوب بنغازي‮. ولم تعرف اسباب الانفجار لكن السكان نفوا ان‮ يكون حدث بسبب‮ غارة جوية للقوات الموالية للقذافي‮. وقال احد سكان المنطقة‮: ان الثوار توجهوا الي هذا المركز للحصول علي اسلحة‮. واضاف شاهد عيان أن سيارتين تقلان عددا من الاشخاص وصلتا وقالوا انهم‮ يريدون نقل اسلحة الي راس لانوف ودخلوا الي المستودع‮. وتابع ان الانفجار الاول وقع بعد مغادرتهم المكان والانفجار الثاني‮ بعد خمس دقائق من ذلك‮. وعقد المجلس الوطني‮ الذي‮ شكلته المعارضة الليبية لاسقاط العقيد معمر القذافي‮ والاعداد لانتقال سياسي،‮ اول اجتماع رسمي‮ له أمس دون إعلان مكانه لأسباب أمنية‮. واكد نظام القذافي‮ انه فوجيء بالقرار الذي‮ اتخذه مجلس الامن الدولي‮ السبت الماضي،‮ داعيا الي تعليق العقوبات التي‮ اقرت ضد الزعيم الليبي‮ بسبب القمع الذي‮ يمارسه ضد المعارضة الليبية‮. وتشكل الرسالة المؤرخة في‮ الثاني‮ من مارس والتي‮ ارسلها الي مجلس الامن امين اللجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية اول رد فعل‮ يصدر عن النظام الليبي‮ علي العقوبات التي‮ فرضتها الامم المتحدة‮. وقال وزير الخارجية الليبي‮ موسي كوسا في‮ رسالة وجهها الي مجلس الامن انه لم‮ يتم اللجوء الي القوة الا بالحدود الدنيا ضد المتظاهرين،‮ مؤكدا ان الحكومة فوجئت بالعقوبات التي‮ اقرها المجلس‮. وطالب النظام بتعليق قرار منع السفر وتجميد الاصول الصادر بحق القذافي‮ والمقربين منه الي ان‮ يتم جلاء الحقيقة‮. كما طلب من مجلس الامن التصدي‮ للدول التي‮ تهدد باللجوء الي القوة ضد النظام الليبي‮. وكان مجلس الامن تبني السبت الماضي‮ قرارا بالاجماع‮ يفرض عقوبات قاسية علي معمر القذافي‮ واسرته ومحيطه بما في‮ ذلك تجميد‮ يشمل اصول وحظرا للسفر‮. واكدت الرسالة الليبية ان حدا ادني من القوة استخدم ضد مخالفين للقانون بمن فيهم عناصر متطرفين استغلوا اشخاصا اخرين لارتكاب أعمال تدمير وإرهاب‮. واضافت ان المعارضين سعوا الي زرع الفوضي ومهاجمة واحراق مراكز امنية ومقار للشرطة ومصادر اسلحة وقتل جنود ومدنيين‮. واكد كوسا ان النظام اصدر منذ اندلاع الازمة تعليمات صارمة بالتزام اكبر قدر من ضبط النفس ردا علي الاستفزازات‮. واضاف ان السلطات امرت بايصال المواد الغذائية والطبية الي جميع انحاء البلاد‮. وحول المحكمة الجنائية الدولية،‮ قال موسي كوسا‮: ان ليبيا ليست عضوا في‮ هذه الهيئة ولن تتعاون معها الا علي مبدأ سيادة المحاكم الوطنية‮. واكد ان لجنة قضائية مستقلة بدأت التحقيق في‮ الحوادث،‮ معتبرا في‮ الوقت نفسه ان قرار مجلس الامن تم تبنيه استنادا الي صحف اجنبية ومعلومات صحفية اكثر منه الي احداث موثقة ومثبتة من جانب لجنة تحقيق مستقلة‮. وتابع ان اي‮ عمل عسكري‮ ضد ليبيا سيكون مخالفا لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي‮ ويشكل تهديدا للسلام والامن في‮ المنطقة وفي‮ العالم‮. واكد كوسا ان السلطات الليبية تريد قيادة حوار وطني‮ موسع والاطراف المعنيون منخرطون في‮ التحضيرات في‮ هكذا حوار،‮ وهو ما‮ يجب ان‮ ينطلق في‮ اسرع وقت ممكن‮. وتعليقا علي الرسالة،‮ أشار دبلوماسي‮ غربي‮ في‮ الامم المتحدة طالبا عن كشف هويته انها مجرد مثال اخر عن رفض النظام قبول عواقب اعماله‮. لكنه اضاف ان الرسالة تدل ايضا علي ان الحركة الصارمة والموحدة للمجتمع الدولي‮ تهزهم‮. وقد انضمت روسيا والصين اللتان تعارضان تقليديا فرض عقوبات،‮ الي الادانة الدولية لاستخدام العنف ضد المتظاهرين‮. وبعث نظام القذافي‮ برسالة هذا الاسبوع قال فيها انه نزع اعترافه بالسفير عبد الرحمن شلقم،‮ وكذلك الامر بالنسبة لنائب المندوب الليبي‮ ابراهيم الدباشي،‮ كممثلين عن ليبيا في‮ الامم المتحدة‮. والقي شلقم والدباشي‮ خطابات نارية ضد القذافي‮ تضمنت اوصافا للقذافي‮ بالسفاح وطالبا بفرض عقوبات قبل ان‮ يتبني مجلس الامن قرارا بفرض عقوبات السبت الماضي‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.