دأبت الحكومات المتعاقبة علي أن تكون حقيبة وزارة التربية والتعليم لرجل من رجال الدولة الذين خدموا النظام فيعطوه هذه الوزارة للترضية وإكرامية لولائه, فلم نر وزيرا للتربية والتعليم من أبنائها يعلم دروبها ويفهم ملفاتها الكثيرة, مما أدي إلي انهيار العملية التعليمية. في مرحلة ما قبل الجامعة, وبالتالي سقطت المرحلة الجامعية باقتدار.. فلماذا لم نجد معلما وزيرا للعدل أو البترول أو الصحة أو...؟! فإذا كان الرد أن هذه الوزارات تحتاج إلي التخصص.. فوزارة التربية والتعليم أولي بالتخصص لأنها وزارة الأمل والمستقبل لمصر, وبالتالي فالوزير الذي يحل علينا ضيفا كريما واحد من اثنين: إما أنه لا يعلم من أمر هذه الوزارة شيئا فيرتمي في أحضان مستشاري السوء الذين يوجهونه في مسار مصالحهم فقط, وما نسمعه عن مرتباتهم والمنح الخارجية التي جاءت من الخارج لجيوبهم مباشرة, وعن المكافآت حدث ولا حرج, أما البدلات فلا تقل لعدوك عليها وندب المحسوبيات والحبايب لبؤر اللهط بالوزارة.. هذه نوعية من الوزراء, وإما أن يكون الوزير لديه بقية من معرفة فيحاول الإصلاح فيصطدم بدهاليز الوزارة وكهنة المعبد. وفي الحالتين, فإن الضحية هم أبناؤنا الذين يتخرجون في المرحلة الثانوية: يا مولاي كما خلقتني فمدارسنا أصبحت دورا لإيواء التلاميذ إلا من رحم ربي, لذلك أتوجه باستغاثة ملحة إلي رئيس الوزراء القادم وأقول له: لن ينسي لك التاريخ إذا أحسنت اختيار وزير التربية والتعليم, ونحن المعلمين لن نرضي بأن تكون وزارتنا لوزراء الترضية أو الإكرامية.