دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الزعيم الليبي معمر القذافي أمس السبت الى التنحي عن السلطة مشددا لهجة الولاياتالمتحدة بعد ايام من العنف الدامي والانتقادات لواشنطن بالبطء في الرد. وقال اوباما في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ان القذافي فقد شرعيته وعليه ان يتنحي. وذكر البيت الأبيض في بيان بشأن الاتصال "قال الرئيس إنه حينما لا تكون لدى زعيم من وسائل البقاء إلا استخدام العنف الشامل ضد شعبه فقط فإنه قد فقد الشرعية في أن يحكم وينبغي أن يفعل الشيء الصواب للبلاد من خلال المغادرة الآن. "الرئيس والمستشارة تقاسما القلق العميق بشأن استمرار انتهاك الحكومة الليبية لحقوق الانسان ومعاملة شعبها بوحشية." ولم يصل البيت الابيض في وقت سابق الى حد المطالبة بتنحي القذافي ولم يقل سوى ان الشعب الليبي فقط هو الذي له الحق في اختيار حكامه. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ان الشعب الليبي اوضح خياراته بشأن تلك القضية مرددة موقف اوباما الاكثر صرامة. واضافت كلينتون في بيان "قلنا دوما إن مستقبل حكومة (القذافي) مسألة سيحسمها الشعب الليبي.. وقد عبر (الشعب) عن نفسه بوضوح." وتابعت إن القذافي "فقد ثقة شعبه وعليه أن يذهب دون مزيد من العنف أو إراقة مزيد من الدماء." وكانت ادارة اوباما قد تعرضت لانتقادات بسبب ردها المتحفظ نسبيا حتى الان على قمع القذافي الدامي لانتفاضة ضد حكمه الذي بدأ قبل اربعة عقود. ولكن مسؤولي البيت الابيض قالوا ان خوفهم على سلامة الامريكيين الموجودين في ليبيا خفف من رد واشنطن على الاضطرابات. واعلنت واشنطن سلسلة من العقوبات ضد ليبيا امس الجمعة بعد مغادرة عبارة وطائرة مستأجرتين تقلان الامريكين واخرين ليبيا. وقالت كلينتون انها وقعت على امر يطلب من وزارة الخارجية الامريكية الغاء تأشيرات دخول الولاياتالمتحدة التي يحملها مسؤولو حكومة القذافي وافراد عائلاتهم والاخرون المسؤولون عن انتهاكات حقوق الانسان في ليبيا. واضافت "كمسألة سياسة سترفض الطلبات الجديدة للحصول على تأشيرات." وقال البيت الابيض ان اوباما وميركل اكدا تأييدهما لطلب الشعب الليبي حقوقا شاملة واتفقا على "ضرورة محاسبة" حكومة القذافي. واضاف "لقد ناقشا السبل المناسبة والفعالة أمام المجتمع الدولي للاستجابة. "رحب الرئيس بالجهود الجارية من جانب حلفائنا وشركائنا ومن بينهم الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل وضع وتنفيذ إجراءات قوية." وستحاول كلينتون حشد التأييد ضد القذافي يوم الاثنين في مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان في جنيف حيث تجري مشاورات مع عدد من وزراء الخارجية بشأن العقوبات. وتدرس واشنطن خيارات من بينها فرض عقوبات ومنطقة"حظر طيران" في محاولة لوقف اخماد القذافي العنيف للاحتجاجات المناهضة لحكمه.