هذه لغة فجة ولا يمكن لشعب مصر بكل طوائفة أن يقبل بها فالذي يحدث علي أرض مصر شأن داخلي لايحق لأحد أن يدس أنفه فيه تحت أي مسمي وبأسم أيه مبررات! ليس من حق أمريكا أوغيرها من الدول الكبري أن ترسم لشعب مصر طريق التغيير وأسلوب الانتقال السلمي للسلطة لأن مصر دولة مستقلة وليست إحدي جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية لكي يتم التلويح بقطع المساعدات عنها. أن من حق شباب مصر أن يتظاهر وأن يحتج وأن يعرض مطالبه بكل الطرق والوسائل السلمية ولكن ليس من حق أحد أن يركب الموجه وأن يسرق منهم الحلم المشروع في بناء قواعد صلبة للتغيير السياسي والاجتماعي المنشود! مصر أكبر من أن تديرها أبواق التحريض التي تنطلق من شاشات الفضائيات العربية والاجنبية التي تستلهم خطابها الاعلامي من أجندات مشبوهة تستهدف إجهاض مبادرات الحوار الوطني وتوسيع المسافات وتعميق الثغرات بين الدولة والقوي الاحتجاجية وتهيئة الاجواء لأحداث المزيد من البلبلة والفوضي! إن الكثيرين من أصدقائي الذين كانوا منذ25 يناير الماضي يبدون تعاطفا مع مطالب الشباب وحيوية حركتهم السلمية والمشروعة لم يعودوا اليوم كذلك بعد أن إستفزتهم تصريحات الادارة الامريكية وأنباء إيفاد السفير الامريكي الاسبق فرانك ويزيز إلي القاهرة تحت عنوان ملتبس إسمه البحث عن مخارج آمنه لسرعة نقل السلطة في مصر. إن هذه ليست لحظة للتصعيد من نوع الصدامات والاحتكاكات التي شهدها ميدان التحرير مساء أمس الاول ولكنها لحظة العقل والوعي والادراك بأننا جميعا في قارب واحد وأن أمن مصر وسلامتها أهم وأبقي من أيه اعتبارات. مصر لن يحدد مصيرها فريق سياسي بعينه أو بضغوط تجيئ من خارج الحدود ولكن مصير مصر حاضرا ومستقبلا يتحدد علي أرضها بإرادة توافقية صنعت تاريخ هذا الوطن لأكثر من سبعة آلاف عام.
خير الكلام: مصر.. يا نخلة صامدة في غمرة المأساة! [email protected]