يجب أن ننظر إلي الشعار الذي أطلقه الإعلام المصري خلال الأحداث الأخيرة حافظوا علي مصر ونقله التليفزيون بكل قنواته والفضائيات المصرية والشبكات الإذاعية, باعتباره الشعار الوطني. الذي يلتف حوله كل شباب مصر العظيم الواعي والمستنير للحفاظ علي الوطن واستقراره وسلامته وأمنه, وحماية كل مقدساته وممتلكاته العامة والخاصة. وأن يؤمن الشباب بأن هذا المطلب يسبق كل المطالب الأخري مهما تعددت, ويكون له الأولوية في التنفيذ, لأن سلامة الوطن هي سلامة الشعب نفسه بكل فئاته ومراحله العمرية شيوخا وشبابا ونساء وأطفالا, وأننا كشعب يجب أن نتكاتف جميعا ونقف صفا واحدا لحماية هذا الوطن وفي كل مكان علي أرضه, وقد ترجم شبابنا هذا الشعار عندما وجدناهم يهرعون بكل حماس وطني إلي الميادين والشوارع وأسفل البيوت بكل ما لديهم من أدوات بسيطة يستخدمونها للدفاع عن المصالح والممتلكات العامة والخاصة ضد أي هجوم يتعرض له المواطنون من سكان العمارات أو أصحاب المتاجر والمحال الأخري بهدف سرقة ونهب هذه الممتلكات ووقوف هؤلاء الشباب علي مداخل الشوارع يتصدون لأي هجوم قادم مهما تكن صعوبته. وقد لقيت الدعوة التي وجهها فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر, وقداسة البابا شنودة, استحسانا من كل فئات الشعب بشأن الحفاظ علي الوطن وحمايته وتحقيق أمنه واستقراه, وإشادتهما بشباب مصر الذين وجدوا في الدفاع عن مقدسات الوطن وحمايته واجبا مقدسا يجب أن يسبق كل شيء, وإيمانهم بأن تحقيق الأمن والاستقرار للوطن سيفتح الأبواب لحل كل المشكلات وتلبية المطالب المشروعة التي تضع الحكومة الجديدة برئاسة أحمد شفيق علي رأس قائمة اهتماماتها والتي جاءت محددة في خطاب الرئيس الذي كلف به رئيس مجلس الوزراء, وقد أعادتنا وقفة الشباب في الأحداث الأخيرة للحفاظ علي وطنهم وممتلكاتهم إلي شباب سبقهم منذ37 عاما عندما وقفوا خلف قواتهم المسلحة في6 أكتوبر3791 التي حققت أكبر انتصار في تاريخ العسكرية المصرية, وذكرتنا بذلك الترابط الذي جمع بين المواطنين القاطنين في كل عقار وجيرانهم, وإيجاد جسر من المحبة والود والتضامن الذي يظهر دائما عند المصريين في أوقات الشدة, ولنا بعض المقترحات الآتية للالتفاف حول شعار حافظوا علي مصر لكي يتم ترجمته علي أرض الواقع وبشكل أكثر اتساعا علي مستوي الجمهورية. أن تكون لكبار المفكرين والأدباء والمثقفين والمبدعين وقفات جديدة مع الشباب, وذلك بإجراء حوارات مفتوحة معهم يتم خلالها تبصيرهم بأهمية الحفاظ علي مصر وأمنها واستقرارها كهدف يسبق كل أهدافهم وتوجهاتهم الحالية, وأن أي أضرار يمكن أن تصيب المجتمع ستنعكس علي حياتهم ومستقبلهم بالدرجة الأولي. أن يواصل أئمة المساجد ورجال الدين المسيحي دعوتهم وحديثهم المستمر لشباب مصر بضرورة الحفاظ علي سلامة الوطن وأن يضعوا أيديهم في أيدي بعضهم للدفاع عن أمنه واستقراره بالروح نفسها التي كان يجلس فيها المسلم والمسيحي في خندق واحد يحملان السلاح معا في أثناء حرب أكتوبر للدفاع عن شرف وكرامة الوطن. وأخيرا.. وبعد انتهاء الأزمة ستكون الندوات واللقاءات التي تعقدها الهيئات الثقافية مثل هيئة الكتاب وقصور الثقافة ودار الأوبرا ومديريات الثقافة بالأقاليم, بتعليمات من المفكر الكبير د. جابر عصفور وزير الثقافة الجديد, أمرا ضروريا للتحاور مع الشباب حول قضية الحفاظ علي مصر كهدف أساسي يلتف حوله الجميع في المرحلة المقبلة, وكذلك الكليات الجامعية واتحاد الكتاب واتحاد العمال والجمعيات الأهلية لتحقيق الهدف نفسه, ذلك أن الحفاظ علي أمن مصر يمثل قمة الانتماء والولاء للوطن الذي كان ولايزال يتحلي به شبابنا عبر العصور المتعاقبة.