لم تسمع( مريم) صوت أقدام تسير.. إنما سمعت صوت أقدام تستقر علي الحصي والرمل والتراب.. ملأها الخوف لحظة.. التفتت الي جوارها فلم تر شيئا.. ثم بدأت عيناها تتعودان الضوء فشاهدته يقف هناك.. ارتعشت( مريم) ونكست رأسها.. رأت علي الارض خيالا طويلا.. وكان هذا غريبا لدرجة كبيرة, فقد كان واقفا في ضوء القمر.. ولم يكن وراءه مصباح ليكون هناك خيال.. وهمست( مريم) لنفسها: من يكون هذا الذي يقف هنا؟ إن وجهه غريب لم تره من قبل.. وجبهته مضيئة اكثر من القمر.. وكأنما قرأ الغريب افكارها فقال: السلام عليك يامريم. فوجئت( مريم) أنها امام صوت بشري صادر من انسان قالت( مريم) قبل ان ترد عليه السلام: إني اعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا. ارادت ان تحتمي في الله.. وسألته هل هو انسان طيب يعرف الله ويتقيه.. وجاءها الجواب الواثق: قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا. رفعت مريم رأسها وهي ترتعش انفعالا.. هذا سيد الملائكة, الروح الامين جبريل عليه السلام, وقد تمثل لها بشرا سويا.. ثم تذكرت بقية جملته فجأة.. لقد قال انه رسول ربها.. وانه جاءكي يهبها غلاما زكيا.. تذكرت مريم انها عذراء.. لم يمسسها بشر.. لم تتزوج, ولم يخطبها احد, كيف تنجب بغير زواج؟ دارت هذه الأفكار في رأسها فقالت للروح الأمين: أني يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال الروح الأمين: كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا.