.. مازال السؤال قائما.. هل كان العام المنقضي-حقا- هو عام الكتاب الرقمي, أم أن الكتاب الورقي لا يزال هوهو سيد الموقف رغم الهزات المتتالية التي تعرض لها؟! السؤال واحد والاجابة تتعدد.. في البداية يقول د. إبراهيم عوض الأستاذ بآداب عين شمس: أولا: القراءة في البلاد العربية متدنية جدا جدا حتي بين طلبة الجامعة وخريجيها, فما بالك بمن ليسوا طلبة ولا خريجين؟ وإذا كانت الكتب في الدول الغربية تطبع بمئات الآف من النسخ فإنها عندنا تطبع بعدة المئات ليس إلا..أما بالنسبة لنوعية الكتاب من حيث الطباعة فقد أصبحت أنفر من الكتاب الورقي وأفضل عليه الكتاب الضوئي. وأكسل كسلا شديدا عن القيام والبحث في مكتبتي( التي تبرعت منها بنحو سبعة آلاف كتاب لمكتبة الكلية) عن الكتاب الذي أحتاجه, مؤثرا أن أبحث عنه في المشباك( النت), وعادة ما أجده وأنزله في دقائق دون أن أقوم من مكاني, ودون أن أتكلف ولو مليما أحمر بما في ذلكالموسوعات والمعاجم العالمية التي تباع بآلاف الجنيهات, علاوة علي سهولة تصفح الكتاب الضوئي والعثور علي الكلمة والموضوع اللذين تريد أن تطالعهما فيه, وسهولة النسخ والكتابة في الحال دون أن تتكلف ورقا وقلما وشطبا, وسهولة تكبير الخط وتصغيره, وسهولة الرجوع إلي أي كتاب تريد الرجوع إليه والاقتباس منه في الحال من غير أن تحتاج إلي نقل وكتابة, إذ يكفي أن تسود ما تريد نسخه وأخذ صورة منه في التو واللحظة دون أدني عناء, فضلا عن سهولة اختيار الخط الذي يعجبك. بل إنك تؤلف وتطبع في ذات الوقت. إنها نعمة إلهية سوف نسأل عنها يوم القيامة, ويقول د. عبد الناصر حسن رئيس الإدارة المركزية بدار الكتب والوثائق: لا شك أن دخول الإنترنت مجال النشر سوف يساهم في تقليل عدد مستخدمي الكتاب المطبوع, ودخول الإنترنت مجال النشر يضيف إلي مجموعة المتذوقات والطعوم والمشهيات الثقافية حسب وصف د. حسن, وعلي القارئ أن يختار المناسب له, فمن ألف الكتاب المطبوع سيظل علي عهده, علي عكس من يألف النت أو الوسائل الأخري. أعتقد أن الأجيال القديمة تعتمد علي الثقافة السمعية بشكل أكبر..والخلاصة في رأي د. حسن سيحدث فارق كبير لصالح الكتاب الرقمي, لكن سيبقي الكتاب المطبوع له مريدوه. أما د. السيد نجم الروائي وعضو مجلس إدارة اتحاد كتاب الإنترنت العرب, فيضيف: أظن أن عام2010 لم يكن عام الكتاب الرقمي, كما أنه لم يكن عام الكتاب الورقي تماما أو بالكلية. فقد كانت مؤشرات معرض الكتاب الألماني في فرانكفورت تشير الي استمرارية وجود الكتاب الورقي علي الساحة الثقافية.. بالرغم من كل التسهيلات المقدمة للكتاب الرقمي.. لكن يجب أن نضع فيالاعتبار بعض الملاحظات: منها أن تجربة الكتاب الرقمي مازالت في البداية, وخصوصا أن القراءة تحديدا مرتبطة بعادات القارئ, وأن الاعتياد علي القراءة الورقية سببا أساسيا فيكون الكتاب الرقمي أقل تداولا( وطبعا علي العكس من معطيات رقمية أخري راجت سريعا, مثل الفوتوشوب, و دي جي وغيرهما غير المرتبطة بعادات الإنسان) ويجب الانتظار مع الأجيال الجديدة, والتي ستتعود قراءة الكتاب الرقمي.. وأيضا يجب ملاحظة أن أية تقنية جديدة لا تلغي ما قبلها, بل كان التلاقح بين التقنيات.