بعد4 سنوات قضاها في المنفي الاختياري في إيران بدعوي إكمال دراسته الدينية كي يصبح من آيات الله, عاد الزعيم الشيعي الشاب مقتدي الصدر إلي العراق, ليمارس عن قرب دوره الفاعل في السياسة العراقية باعتباره صاحب أكبر كتلة برلمانية بعد كتلتي المالكي وعلاوي40 مقعدا. ويشارك في حكومة الوحدة الوطنية بثمانية وزراء, وصانع الملوك الذي مكن المالكي من تشكيل حكومته الثانية برغم تحفظات معظم قادة الشيعة, عندما قبل التحالف مع كتلته دولة القانون برغم الحرب التي شنها المالكي علي قوات الصدر واعتقاله للمئات من أفراد ميلشياته, أفرج عنهم المالكي أخيرا كجزء من ثمن تحالفه مع الصدر! وبرغم أن كثيرين يرون في عودة الصدر من إيران أمرا مستحبا كي لا يخضع لتأثيرات طهران وضغوطها المستمرة, إلا أن هناك من يقلقهم هذه العودة, نظرا للدور الكبير الذي لعبته الميليشيات الصدرية في الحرب الطائفية بين السنة والشيعة, وإن كان الزعيم الشاب قد حرم في خطاب عودته الذي ألقاه في النجف الاشرف العودة إلي حرب الأشقاء ملخصا أسباب عودته في أمرين اثنين, أولهما التأكد من انسحاب كل القوات الأمريكية من العراق في الموعد المحدد مع نهاية عام2011, وثانيهما التزام الائتلاف الحاكم بالحفاظ علي مصالح الفقراء العراقيين, وتحسين الخدمات للشعب العراقي. ومع أن جميع زعماء الشيعة حاولوا كثيرا التقليل من أهمية مقتدي الصدد, إلا أن ارتباط جماهير الشيعة الفقراء بزعامة الصدر جعلته أكثر قادة العراق تأثيرا ونفوذا والرقم الصعب في المعادلة السياسية داخل العراق, وأحد الذين يتوقف عليهم أمن العراق واستقراره لسيطرته علي جماهير الشيعة البسطاء, وربما يكون الأمريكيون هم أكثر الأطراف قلقا من عودة الصدر, لأنه حارب قواتهم مرتين, ويرفض أي وجود دائم لهم علي أرض العراق, ويخشون من أن تؤثر بعض مواقفه الراديكالية علي هشاشة التحالف الحاكم في بغداد. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد