قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ان الأزهر لاعلاقة له ببناء الكنائس ويغيب تأثيره تماما عن فكرة منع بنائها وأن الموضوع له علاقة بالتشريعات التي تخرج عن مجلس الشعب. مؤكدا ان المسلمين مكلفون بالدفاع عن الكنائس والمعابد اليهودية بأمر قرآني وخلال حوار أجراه مع الإعلامية مني الشاذلي في برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم شدد الطيب: أرفض التضييق علي المسيحيين لأن بناء المساجد في مقابل الكنائس نوع من التضييق عليهم وعبث بالعبادة وجذورها, مشيرا إلي أن أرض الله واسعة يمكن ان يبني المسجد في أي مكان. وأضاف شيخ الأزهر أن الشاهد علي ذلك تاريخيا ماجاء في تراث المسلمين من خطط حربية أدرجت الكنائس وبيوت العبادة كلها مع المساجد في خطة دفاع المسلمين لأنها بيوت عبادة يتلي فيها اسم الله. وكان الطيب قد بدأ حديثه بتقديم التعازي الي أسر الضحايا في تفجير كنيسة القديسين في الإسكندرية الغادر والمأساوي وتقديم التهنئة ايضا لكل مسيحيي العالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد, معربا عن أمله أن يكون هذا العام سعيدا عليهم. وأشار الطيب الي ان حادث الكنيسة مأساوي ومفجع يهز ضمير الأمة كلها لأنه استهدف أناسا خارجين من دار عبادة ولاذنب لهم والمنظر يبكي كثيرا ويدمي القلب, وما أظن ان الذي اقترف تلك الجريمة النكراء لايمكن ان تكون له علاقة بالإسلام ولا المسيحية ولا اليهودية, فالأديان كلها بريئة من هذا, وتابع الطيب أقرأ في هذا الحادث قراءة مزعجة الي أبعد الحدود واذا تم تفسير الحادثة بأنها نتيجة توتر بين أقباط ومسلمين في مصر, فهذا اختزال معيب وأعمي عن الظروف والملابسات التي أدت اليه, وفي ظل الظروف العالمية والمحلية, فالحادث معناه ضرب استقرار مصر, ولا أستبق التحقيقات, لكني أقرأ مايحدث في اطار من يتربص بنا من الخارج. واستطرد الثغرة والنقطة الضعيفة هي نقطة الأقباط والمسلمين واذا ماتم هذا فالمرحلة المقبلة علي المسلمين بمعني تقسيمهم الي شيعة وسنة, ومايحدث يصبح بعد ذلك بداية تنفيذ سيناريو العراق في مصر. وحذر الطيب من أن الوقوف علي الحادث علي طريقة الندب واللطم لايجوز ولايصح قائلا: علينا الوقوف صفا واحدا أمام الوحش الذي سيلتهم مصر, والتاريخ يشهد بأن المسلمين والأقباط في مصر إخوان العلاقة بين الإسلام والمسيحية قديمة جدا منذ أيام الرسول صلوات الله عليه, وهجرة المسلمين مرتين الي بلد مسيحي بلاد الحبشة لاطمئنانه إليها. وكشف عن أن هذا الحادث له بعدان أساسيين: الأول دولي والآخر محلي, حيث كان يستهدف ضرب الاستقرار في مصر بأيادي خارجية لاسيما أن الظروف الدولية مواتية لهذه القراءة وفقا لما يتردد عن مخططات دولية تهدف الي تقسيم العالم العربي. وأشار الطيب الي ان هناك بوادر واضحة للتقسيم في دولة مثل العراق والسودان والآن ينتقل المخطط الي مصر وهذا الكلام واضح ومعروف وكتبته أياد غير مسلمة حيث أكدت أن إسرائيل هي التي تخرب في العالم العربي وتهدف بذلك لتحويله الي كيانات صغيرة لاتهدد أمنها. وحذر من أن هناك مخططا آخر ينتقل الي مستوي التفتيت الديني بين سني وشيعي وضرب مسجد مقابل مسجد وهو أمر واقع في العراق وبدأت بوادره في مصر خاصة في محافظة الإسكندرية. واعترف شيخ الأزهر انه يوجد الكثير من التوترات والاحتقانات بين المسلمين والمسيحيين, ولكنها ليست علي المستوي الذي يجعلها تصل الي الفتنة الطائفية التي تؤدي بالبلاد الي مثل ماحدث في العراق. وفي تحليل أسباب التراجع الذي يعانيه المسلمون في الفترة الحالية وانتشار التطرف والتعصب, قال الطيب, ان ذلك يعود الي ضعف التعليم الإسلامي وانهيارالخطاب الذي أصبح أسير مظهريات وتوجهات بعينها فعلي سبيل المثال كافة القنوات الفضائية الدينية الموجودة حاليا لم تناقش التعايش بين المسلمين والمسيحيين. وشن شيخ الأزهر هجوما عنيفا في هذا الصدد, قائلا:الشيوخ الذين يظهرون في الفضائيات لا يتحدثون عن قضايا محترمة أبدا, فلا أحد منهم يعرف شيئا عن القضية الفلسطينية ولا عن تاريخ القدس, والإعلام للأسف شارك فيما وصلنا اليه لأنه في واد ومصالح الجماهير في واد آخر. واستطرد أنا لا أؤمن بنظرية المؤامرة, لكن مايحدث لايمكن ان تصل الأمة العربية الي درجة من السذاجة دون وجود هيئات عالمية تلعب علي المكشوف من أجل ذلك مثل مطالبتهم بالشرق الأوسط الجديد وتخطيط الصهيونية في المنطقة. وفي رده علي عدم الترحيب به من قبل المسيحيين بعد تأديته واجب العزاء للبابا شنودة في الكاتدرائية المرقسية واستقباله بالهتافات والشتائم خلال الزيارة, قال الطيب: سأنهم( المسيحيون) في ظروف سيئة الآن ويجب التماس العذر لهم وهذه الأمور ليست مهمة ولكن المقلق هو عملية الشحن الطائفي الذي يحرك هؤلاء الشباب. وتعليقا علي تصريحات بابا الفاتيكان عن أخطاء المسيحيين في الشرق الأوسط قال شيخ الأزهر: تعودنا من قداسة بابا الفاتيكان أن يقول إن المسلمين لم يفهمو خطابه, لكن ماحدث الآن لا يمكن تجاهله تماما, وهو أن بابا الفاتيكان لا ينشط ولاينزعج أمام الانهار التي تسيل من دماء المسلمين في العراق وفلسطين, لكنه ينزعج عندما تتصل من قريب أو من بعيد بالمسيحيين, وهو بدوره كرجل دين عالمي عليه أن يخاطب بالسلام للجميع, وطالبه بان يوجه النداء الي الولاياتالمتحدة وأوروبا أن يوقفوا بيع الأسلحة الي منطقة الشرق الأوسط لأنهم بهذه الطريقة يقومون بتغذية الإرهاب.