كتبت: زينب الإمام تابعت بكل الأسي والدهشة وأيضا الاستنكار حادث الإسكندرية الإرهابي, وما بين هذه القناة وتلك زادتني التفاصيل والمشاهد الدامية ودموع شهود العيان, حزنا وغضبا مكتوما وسؤال حائر هل هذه حقا مصر النهاردة؟! تماسكت حينما أعلن رئيس الجمهورية أن دماء أبنائنا لن تضيع هدرا وسنقطع يد الإرهاب وأن هذه اليد الآثمة لن تنجح في مخططاتها وستفشل في زعزعة استقرار مصر..ثم عاودت المتابعة فإذا بوجوه المذيعين واجمة, شاردة, وضيوف تحاول التماسك وتدعو الي أهمية التضامن وتؤكد ما سبق وتؤكد عليه من تغيير الخطاب الديني ونشر الوعي الاجتماعي بأن لافرق بين هذا وذاك فالوطن للجميع وهذه هي مصر منذ الاف السنين وكل ما نعرفه من تعبيرات تحث علي تجاوز هذه الكارثة, وتقاطع المذيعة بسؤال يزيد من الإحساس بالحزن و الغم حضرتك قول لنا كيف نعالج ما حدث في المستقبل!؟ بينما علامات وجهها تبدو بعيدة كل البعد عما شاهدته وما يدور حولها وما هي بصدد السؤال عنه حتي نبرة الصوت فيها حماس لا يليق بحالة الذعر والألم الذي تظهر علي الشاشة بينما حضراتنا.. في حالة متابعة بائسة ثم يأتي موعد الفاصل القصير!! وهذا هو ما دفعني لكتابة هذه السطور.. الفاصل ياسادة فقرة إعلانية تضمنت كل مباهج الحياة ومتعها!!.. وكأننا كنا في ميتم مهيب وسمعنا فجأة صوت أغاني راقصة ممن لا يهمه مصيبة جاره بل وير مهتم بما أصابه في يوم كهذا, لدي متابعة كارثة كهذه, عندما تحرص علي نقل تفاصيل مؤلمة بالصوت والصورة هل يجوز أن يكون الفاصل غير أنشودة وطنية.. وهذا أضعف الإيمان.. أما كان أفضل أن يذاع خلال الفاصل أجزاء من كلمة السيد الرئيس خاصة وهو يقول ويطمئن الشعب أننا جميعا في خندق واحد وسنقطع رأس الأفعي وسنتصدي للأرهاب!! ساعات قليلة بلا إعلانات أكرر في ليلة ليلاء كهذه لن تضر بل ستضيف الي معني ما قيل عمقا ومصداقية فقد كانت مصر النهارده.. أقصد مصر في تلك الليلة المشئومة حزينة علي أرواح شهداء قبل دقائق وقفوا يتبادلون التهنئة بالعيد ويتمنون لبعضهم البعض عاما سعيدا!! وما هي إلا لحظات قاتلة جعلت الخلق جميعا ينظرون في ذهول كيف.. بدل الإرهاب السماحة الي غضب ودم وتدمير.. أكيد أمن مصر القومي في يد أمينة قوية.. ولكني أناشد بسرعة علاج العقل المصري الجمعي, فنحن بعد هذا الحادث أشبه بغافل يحتاج لضربة تفيقه من غفلته..