في خضم حالة الاضطراب التي أثارتها تسريبات موقع ويكيليكس, نفت السلطات الإيرانية أمس تقريرا للموقع الإلكتروني يتهم قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري بصفع الرئيس محمود أحمدي نجاد علي وجهه. وكانت البرقيات الدبلوماسية السرية الأمريكية المسربة التي نشرها الموقع قد ذكرت أن قائد الحرس الثوري صفع نجاد علي وجهه في أوائل العام الماضي في الوقت الذي كانت فيه طهران تواجه تداعيات الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل, والمظاهرات الشعبية الغاضبة. وأوضح رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري قائلا: أولئك الذين يقفون وراء ويكيليكس استغلوا الشهرة التي حققوها من خلال معلومات مصادرهم الداخلية, ولفقوا روايات زائفة, مشيرا إلي أن بعض الوثائق التي كشف عنها موقع ويكيليكس عن الولاياتالمتحدة ربما تكون صحيحة ولكن هناك العديد من المعلومات الملفقة. وتتزامن هذه التسريبات التي تعكس الشقاق في القيادة الإيرانية مع تأكيد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أنه في الوقت الذي يركز فيه العديد من القادة الأمريكيين والأوروبيين علي وقف البرنامج النووي الإيراني خلال عام2011, فإن المؤشرات تؤكد أن طهران ستركز خلال الفترة المقبلة علي التحديات الداخلية مثل الإصلاح الاقتصادي. وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي يتصدر فيه البرنامج النووي الإيراني قائمة الأولويات في واشنطن والعواصم الأوروبية, خاصة مع قرب عقد جولة مباحثات في اسطنبول لحل الأزمة في نهاية يناير الجاري, إلا أن طهران في حد ذاتها ستركز علي الوضع الاقتصادي بصفة خاصة الذي بات واضحا أخيرا من خلال تصريحات كبار المسئولين الإيرانيين أن التحديات الاقتصادية هي الأولوية القصوي بالنسبة لإيران خلال عام2011, خاصة في ظل إعلان الرئيس الإيراني عن سلسلة من التخفيضات في الدعم بالنسبة لعدد من السلع والخدمات التي يتم فرضها علي اقتصاد غير فعال بالفعل يمر بضغوط بسبب حزمة العقوبات. وفي تسريبات أخري لموقع ويكيليكس بعيدا عن إيران, كشفت أحدث البرقيات المسربة النقاب عن أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي رفض إقالة إسماعيل خان وزير الطاقة والمياه, القيادي السابق لحركة المجاهدين المسلحة, في عام2009, وذلك علي الرغم من وصف الجانب الأمريكي لهذا الوزير بأنه الأسوأ علي الإطلاق واتهامه بالفساد, حيث رفض كرزاي الرضوخ للمطالب الأمريكية, متجاهلا تهديدات واشنطن بوقف المساعدات الأمريكية لأفغانستان.ولكن الموقع نفسه أكد أنه علي الرغم من عدم إقالة خان من منصبه, حيث يشرف علي مشاريع للولايات المتحدة وحلفائها تقدر قيمتها بنحو مليوني دولار, فإن المساعدات الأمريكية لأفغانستان لم تتأثر علي الإطلاق.