مع كل مباراة يخوضها المنتخب الوطني يتزايد اللجوء إلي شراء الأعلام والقبعات الملونة, من قبل الكثير من المواطنين, تعبيرا عن الرمز الوطني, والابتهاج بالإنجاز, وفي الوقت نفسه تمثل الظاهرة فرصة لوظائف جديدة للشباب, ومصدرا للدخل لهم ولبائع الأقمشة, وأصحاب محال الصباغة في وقت استغل فيه بعض المستوردين الأمر, وجلبوا الآلاف من الأعلام من الصين, التي انتهزت الفرصة, وقرأت السوق جيدا, ما يتطلب, بحسب الخبراء, فرض جمارك عليها, لحماية الإنتاج المحلي, من الأعلام والقبعات. في البداية يقول علي محمد محمود( طالب بالإعدادية) إنه بعد أن صعدت مصر لنهائي كأس الأمم الأفريقية وأصبح هذا الفريق يمثل لنا رمزا مصريا, فاننا بعد كل مباراة نقوم برفع الأعلام والقبعات في الشوارع والميادين العامة ولكن من الملاحظ في آخر مباراتين لعبت فيهما مصر ارتفاع أسعار الأعلام والقبعات حسب الحجم وطول العلم والخامة الأسعار كانت نحو20 جنيها للعلم والآن أصبح سعر العلم يتراوح بين30 و70 جنيها وكذلك القبعات التي أسعارها بدأت بأسعار30 جنيها والآن تباع بسعر80 جنيها. ويقول مصطفي محمد أحمد السيد( طالب بكلية الحقوق) إن فرحة الفوز الكبير للمنتخب القومي تجعلنا نخرج إلي الهتاف بعد كل فوز وأصبح المنتخب رمزا كبيرا لمصر ومن هنا أصبح العلم يمثل لكل الشباب جزءا من حياته الخاصة مما يدفعنا إلي شراء الأعلام وهي تختلف حسب حجم كل علم وخامته وكذلك القبعات فتختلف أسعارها بحسب حجم كل قبعة علي حدة, وتزيد أسعار القبعات والأعلام الآن بصورة كبيرة, وهذا كله في حب مصر. تجارة.. وفرص عمل معلقا علي الظاهرة يقول الدكتور حمدي عبدالعظيم العميد الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية إن بيزنس الأعلام والقبعات أصبح من التجارة المنتشرة في هذه الأيام بمناسبة إقامة المباريات سواء علي المستوي المحلي أو الدولي ولكن في هذه الأيام ازدادت بصورة كبيرة جدا وأصبحت الأعلام سلعة تباع في الشوارع وعلي الأرصفة وبأشكال مختلفة وأحجام مختلفة وكذلك القبعات التي أصبحت بأشكال متعددة وتحمل علم مصر ذا الألوان الثلاثة. ويلاحظ أن الأعلام والقبعات يتزايد الطلب عليها خلال هذه الفترات وبالتالي هو طلب مؤقت يرتبط بهذه المناسبة مما يجعل أسعارها تتجه الي الارتفاع كلما زاد الطلب, وتحقق دخلا كبيرا لأصحاب الأقمشة, التي تصنع منها الاعلام ومصانع الصباغة التي تصنع الألوان بالإضافة إلي الطباعة والاخشاب التي تحمل هذه الأعلام ونفس الشيء بالنسبة للقبعات حيث تعتمد علي القماش والصباغة والطباعة مما يحقق زيادة كبيرة في الدخل وفي المصانع المنتجة لها بالإضافة إلي الدخل الذي يحصل عليه الشباب الذين يقومون بترويج هذه الاعلام وبيعها عند إشارات المرور وفي الميادين العامة والشوارع الرئيسية, وبالتالي توفر فرص عمل لهم وهي فرص عمل مؤقتة لهؤلاء الشباب من خريجي المدارس والجامعات والذين لم يحصلوا علي فرصة عمل بعد, مما يجعلهم يقومون بالحصول علي هذه الأعلام من المصانع المنتجة وبيعها للحصول علي العمولة عن كل علم يتم بيعه. أين الحماية الوطنية؟ يلاحظ أن تكلفة العلم الواحد تتفاوت بين الحجم الكبير والصغير حيث يتكلف العلم الكبير نحو20 جنيها ويتم بيعه بأسعار متفاوته تصل الي ما بين60 إلي70 جنيها في بعض المناطق ويباع بأسعار مرتفعة في المناطق الراقية وبأسعار أقل من الأحياء الشعبية أما الأعلام الصغيرة فهي تتكلف في المتوسط حوالي5 جنيهات ويتصاعد سعرها ليصل الي40 جنيها وبالنسبة للقبعات فإنها أيضا تتكلف في المتوسط نحو15 جنيها, ولكن يتم بيعها بنحو80 جنيها وقد اتجهت الصين الي انتهاز الفرصة التسويقية كعادتها دائما في دراسة الأسواق الخارجية لإنتاج ما يتم طلبه علي نطاق واسع في الدول الأخري, ومن بينها مصر إذ وجدت أن الاعلام المصرية مرتفعة التكلفة وبالتالي قامت بإنتاج وتسويق الاعلام وتصديرها الي مصر بأسعار أقل من مثيلاتها المحلية. ويشير إلي أن هذه التجارة أصبحت مصدرا من مصادر استنفاد النقد الأجنبي, ويزيد العبء علي ميزان التجارة, وينافس المنتج المحلي, ويوفر فرص عمل للبائعين الصينيين في مصر. ويضيف أن الظاهرة تحتاج إلي مواجهة لفرض ضرائب جمركية عالية علي هذه الأعلام المستوردة وعلي المنتجين المصريين الوعمل علي دراسة كيفية تحقيق التكلفة وزيادة كمية المبيعات في المتوسط حتي تقل الأسعار ولا شك أن فرض الجمارك علي الاعلام المستوردة من الصين سيؤدي إلي انخفاض أرباح المستوردين المصريين مما يجعلهم يتراجعون عن هذا الاستيراد في المستقبل, وتشجيع الإنتاج المحلي.. فالعلم هو رمز للوطن ولابد أن يكون صناعة وطنية وبأيد مصرية.