قدر بعض الأرقام والاحصائيات ثمن المقطورات في مصر بنحو40 مليار جنيه.. لكن هذه الثروة تتضاءل أمام قيمة الانسان الذي يتعرض إلي الموت جراء حوادث الشاحنات الثقيلة. الأمر الذي يتطلب سرعة التعديل لهذه المقطورات وتحويلها إلي تريلات. تحقيقات الاهرام استطلعت رأي الخبراء لمعرفة كيفية تعديل الجرارات والمقطورات بطريقة آمنة, خاصة أن مهلة العمل بالمقطورات أربع سنوات بدأت منذ عام2008 أوشكت علي الانتهاء. في البداية يقول أحد الخبراء في صناعة التريللات بإحدي الشركات الاستثمارية ان عملية التعديل سهلة لكن لها قواعد وشروط, ولكي تتم بشكل صحيح لابد من مراعاة عامل الزمن دون مخالفة لقرارات الرئيس مبارك, حيث ستنتهي المهلة في عام2012 لأنها كانت4 سنوات مر منها أكثر من عامين دون تنفيذ فعلي, حيث أن قدرة المصانع التي ستقوم بعمليات التعديل نحو10 آلاف مقطورة سنويا, وتضييق المدة سيعطي فرصة للتعديل دون الالتزام نتيجة الاستعجال لأن توقف المقطورة عن العمل سوف يؤثر سلبيا علي آلاف الأسر. أما بالنسبة للتعديل فهو يستغرق نحو أسبوع للمقطورة لتحويلها لذيل تريللا ولايستغرق تعديل الجرار سوي أيام قليلة, لكن حتي وقتنا هذا لايوجد تفعيل للقانون لدي إدارات المرور خاصة بالتعديلات, رغم وجود بروتوكول موضوع بين وزارتي المالية والصناعة, بالإضافة لوزارة الداخلية ممثلة في إدارة المرور ولم يوقع حتي الآن, وقد عملت وزارة المالية حوافز لأصحاب المقطورات عبارة عن إعفاء من ضريبة المبيعات في حالتي الشراء والبيع للمقطورات أو التريللات أو أي أجزاء لهما, أما بالنسبة للجرار أو رأس التريللا فيعفي من الجمارك وضريبة المبيعات وهي تمثل للرأس الجديد مابين40 و50 ألف جنيه حسب النوع والحجم وسنة الصنع. ويؤكد الخبير الصناعي أن المصانع لديها الامكانات والاستعداد للتعديل وكذلك بعض أصحاب السيارات, لكن المشكلة في الفترة الزمنية القصيرة, وقدرات المصانع لن تتمكن من استيعاب هذه الأعداد في الفترة المتبقية ونناشد السيد الرئيس أن تكون مدة السنوات الأربع مع البداية الحقيقية للتنفيذ الفعلي, وبذلك لانعارض القانون الذي لم تصدر لائحته التنفيذية, ففي البداية المفروض وفقا لبروتوكول وزارة النقل يأخذ صاحب السيارة والمقطورة موافقة المرور بالتعديل وهذا غير متوافر أو موجود علي أرض الواقع, وبعد الموافقة ينتقل للمصنع لعمل مقايسة تقديرية لإجراء التعديلات اللازمة وفقا للمقاييس, حتي نحصل علي الفائدة بأقل خسائر ودون تعريض الشارع والطريق لمخاطر. ويبلغ سعر المقطورة بين140 و200 ألف جنيه وفقا لعدد الأكسات, والتعديل لذيل تريللا كامل الجنوط والإطارات من60 إلي70 ألف جنيه, وعند تفكيك المقطورة في المصنع لابد من فحص أجزائها ومكوناتها جيدا وتغيير مايراه المصنع مناسبا وفقا للأسس العلمية والفنية مع استبعاد الشاسيه تماما لأنه لايصلح, ويؤيد بشدة العالم المصري الدكتور محمود سامي الشيخ أستاذ هندسة السيارات بجامعة عين شمس ويعد من رواد عمليات التصميم والتعديلات في هذا المجال. أما الصندوق القلاب للمقطورة والجرار فيمكن إعادة استغلاله بنجاح حيث يحمل شاسيه ذيل التريللا صندوقين وهو بذلك يوفر نحو120 ألف جنيه, ويري الخبير أن الجرار القلاب سهل التعديل حيث نكتفي بإنزال الصندوق بالشاسيه المساعد, وعمل بيل له وتثبيت الصينية مع مراعاة قطر بنز الجر ويراعي أن يكون هذا البنز وفق مواصفات بحيث تكون صلابته8 و8 وللعلم ثمنه زهيد نحو10 جنيهات فقط, ولاداعي للتلاعب, والمصتع يعطي خطاب ضمان, ويجب ألا تلجأ الشركات لبيع الضمانات مع الوقت الضيق. وفي حالة الجرار الفرش ينصح الخبير بعدم عمل أي تغيير في الجرار لتحويله لرأس تريللا ويفضل أن يعمل فرداني, وهذه الجرارات تشكل نحو60% من سيارات المقطورة, وهذه خسارة كبيرة لأنه سيعمل بثلث طاقته فقط, لأنه لابد من نقل المحاور والأكس للأمام وهنا يتم تقصير عمود الكردان,ولايوجد مخرطة واحدة في مصر مناسبة لهذا العمل دون مشكلات, إلا أن الدكتور سامي الشيخ يري عكس ذلك فهو يري عدم إجراء تعديلات في الجرار السطح أو الفرش حيث يترك كما هو مع اختيار المكان المناسب من سطحه لوضع الصينية عليه وتقويته إذا تطلب الأمر, ولعدم خسارة هذه الجرارات القوية إذا لزم تقصير ذيل التريللا بمعدل متر واحد عن المعدل, لأن طول التريللا بالكامل17 مترا نصيب الذيل منها12مترا, ولكي يتم الاستفادة من جرار المقطورة الذي يصل سعره لمليون جنيه وأكثر, وبأمان, ولايجب تقصير طوله بل يؤخذ كما هو دون لعب, ومصر ناجحة تماما في تصنيع ذيول التريللات بجميع أنواعها, ويشير الدكتور الشيخ إلي أن أي جرار بمقطورة يمكن تحويله لتريللا فهناك أساليب لإعادة التصميم وقد يحتاج الأمر لدعم بعض الشاسيهات مع جودة في التنفيذ والالتزام الصارم, مع إمكانية الاستفادة من المقطورة بالمحاور والفرامل والتعليق في حالة سلامتها جودتها فتوفر نصف التكاليف, والجزء الباقي حديد وهو يصنع في مصر, فيجب أن يكون الشاسيه جزءا واحدا فالتريللا تستهلك نحو7 أطنان من الحديد, وللأسف مازلنا نستورد كثيرا من المكونات. والتصميمات التي أجريت بهندسة عين شمس شملت جميع الأنواع والأطوال للتريللات منها2 و3و4 أكسات, بحمولات مختلفة, وتم تصميم تريللا منخفضة السطح, لحمل المعدات الثقيلة مثل الحفارات واللوادر وغيرهما, ومنها بمحاور ثابتة وأخري متحركة بحيث تضبط زوايا العجل وفقا لاتجاهات المقطورة, وتصميم خزانات وصناديق وثلاجات التريللا, ونتيجة صعوبة استخدامها كصندوق واحد تم وضع تصميمات لتحمل صندوقين قلاب, دون إعاقة لبعضهما, وجميع الاحتمالات المطلوبة تم عملها مع مراعاة الظروف المصرية وفقا لمقاييس عالمية, وهناك مصانع مصرية يمكنها القيام بعمليات التعديل بنجاح كبير لكن الطاقة الاستيعابية لها نحو10 آلاف جرار بمقطورة في السنة, ولذلك فإن الوقت المتبقي لايكفي سوي تحويل20 ألفا فقط منها, لكن المطلوب البدء الحقيقي والفعلي في التنفيذ, وتحت إشراف قوي من جميع الجهات المعنية من وزارة الصناعة والمرور والتعاون مع كلية الهندسة. وتقول المهندسة سهام عبدالمجيد البحراوي المسئولة بهيئة التنمية الصناعية إن القانون موجود وإدارة المرور علي علم بالشركات التي ستقوم بعمليات التعديل, حيث تجتمع الجهات المعنية من وزارات الصناعة والداخلية والمالية والنقل وكل جهة لها دورها, وبالنسبة لوزارة الصناعة إضافة وثيقة التعديلات علي شهادة السجل الصناعي, ويوجد حتي الآن13 شركة حصلت علي السجل الصناعي للقيام بتعديل المقطورات لذيل تريللا أو مايطلق عليها سميتريللا, وفقا للشروط التي تم وضعها من قبل الهيئة العامة للمواصفات والجودة بالتعاون مع الجهات المعنية, وتم منع اللجوء لأي تقطيع أو لحام لأن ذيل التريللا أطول من المقطورة وبالتالي ممنوع استخدام الشاسيه في التعديل بل الاستعانة بشاسيه قطعة واحدة.