ليست أغلبية الحزب الوطني في مجلس الشعب. الذي بدأ جلساته, مجالا للزهو أو التباهي, بل هي مسئولية ضخمة تقع علي عاتق الحزب ونوابه للتعبير عن مصالح الشعب وتحقيق أمانيه وتتطلعاته. وصحيح أن فوز الحزب بالأغلبية الساحقة لم يأت من فراغ أو بالمصادفة ولكنه جاء ثمرة لجهود كبيرة متواصلة علي مدي سنوات طويلة, وثمرة عمل تنظيمي متواصل لإعادة بناء الحزب وهيئاته القيادية والقاعدية, علي أساس من الديمقراطية الداخلية ومشاركة الجميع في اتخاذ القرار, وثمرة عمل مدقق استهدف اختيار أفضل العناصر للترشيح وأكثرها شعبية, وثمرة برنامج حزبي وضع الأولويات في موقع الصدارة, وحدد أهدافا واقعية تم تنفيذها وشعر بها المواطنون في الآلاف من القري والنجوع, ووضع الأساس لبرنامج السنوات الخمس المقبلة. وتحليل بيانات أعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الذين حققوا الفور تبشر ببرلمان جديد متميز, قادر علي ممارسة التشريع والرقابة, لأنها تضم مجموعة من الكفاءات والقدرات.. فعدد المؤهلين تأهيلا جامعيا286 بنسبة68% من الأعضاء, منهم46 نائبا يحملون درجة الدكتوراة و13 نائبا يحملون درجة الماجستير من جميع التخصصات. والأعضاء الجدد يحملون خبرات وتجارب واسعة في العمل الحزبي والسياسي والشعبي والنقابي, ومعظمهم وجوه شابة قادرة ومتحمسة للعمل الوطني والتغيير للأحسن سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. ونتطلع في البرلمان الجديد وهو أكبر برلمان من حيث العدد في تاريخ مصر أن نري حماس الشباب وانطلاقه, وفي الوقت نفسه حكمة الشيوخ وأداءهم الواعي الراقي.. نتمني مجلسا ينبض بالحياة لتعيش مصر أزهي عصورها, لا فرق إذا كان المتحدث حزب وطنيا أو معارضا أو مستقلا.. المهم أن يكون الحديث أو الحوار هادفا واعيا, وأن نقدم الجديد والمفيد والموضوعي. وأعتقد أن تجربة الحزب الوطني في اختيار مرشحيه بالمعايير الموضوعية الواعية التي اتخذها أسفرت عن وجوه مملوءة بالعقول الناضجة تتطلع إلي مجلس سلاحه مصلحة الوطن وجماهير الشعب. ونحن في بداية الدور الأول لانعقاد الفصل التشريعي العاشر, نريد برلمانا يرسخ دعائم الديمقراطية, ويعمل علي جذب المزيد من الاستثمارات ويراعي الفقراء والبسطاء.. برلمانا يطرح الحلول للمشكلات الاجتماعية, ولا يقامر بالأمن والاستقرار.. برلمانا يعلي قيم المواطنة وينأي بالدين عن السياسة, ويملك المقومات الذاتية للمضي إلي الأمام, ويعزز تفاعل ومشاركة المواطنين في الحياة السياسية والاقتصادية, ويعي الأبعاد الاجتماعية للإصلاح والتحديث والتنمية, وينحاز, ليس لفئة أو نخبة, وإنما للفلاحين والعمال والبسطاء من أبناء الشعب. وننتظر برلمانا يسعي لتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي ويدرك الاحتياجات الحقيقية لأغلبية أبناء الشعب من الفقراء والبسطاء وتطلعهم المشروع للمستقبل الأفضل والعيش الكريم ومواجهة غلاء الأسعار وأعباء الحياة. والحمدلله أن مجلس الشعب الجديد يتشرف برئاسته الدكتور فتحي سرور, الرجل الذي قاد الفصول البرلمانية الأربعة الأخيرة كأحسن ربان, وعبر بالمجلس النيابي إلي مصاف أعرق الدول البرلمانية أداء وعطاء وكفاءة وسلوكا, بأستاذيته وصبره وجلده وسجله المشرف في أدائه التشريعي والرقابي. والدكتور سرور لمن لا يعرفه موسوعة في الدساتير المصرية والعربية والإفريقية والعالمية, وأستاذ في القانون الجنائي والمدني والدولي والإنساني, رأس البرلمان الدولي والبرلمان العربي والبرلمان الإفريقي, إلي جانب البرلمان المصري علي مدي عشرين عاما.. قدم خلالها عطاء مشهودا وقدرة علي القيادة الناجحة. ولاشك أن القيادات الوطنية العظيمة تحت القبة من أمثال الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والبرلمانية, والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية, والمهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني.. وغيرهم كثيرون سيكونون عونا للدكتور سرور في دعم مسيرة برلمان2010, وكذلك الوكيلان الدكتورة زينب رضوان وعبدالعزيز مصطفي والمستشار سامي مهران أمين عام المجلس بكفاءة وإدارته الواعية والحكيمة للأمانة العامة.