دعيت لحضور مؤتمر علمي بأثينا باليونان, وتكفلت إحدي الشركات بإنهاء إجراءات سفري ومجموعة الأساتذة المشاركين في المؤتمر نفسه في حجز تذاكر السفر والإقامة بالفنادق. وأيضا استخراج تأشيرة الدخول, وسار كل شيء علي ما يرام, إلا أنني فوجئت بطلب حضوري إلي السفارة ومعي كشف بحسابي في البنك كشرط أساسي لاستخراج التأشيرة, وعزت علي بلدي قبل أن أحزن علي نفسي, وسألت أحد كبار المسئولين: هل تتم المعاملة بالمثل في دخول هذا الشعب إلي أرض الكنانة؟ وأجاب بالنفي, ثم رجعت إلي نفسي, ألا يكفي أنني أستاذ بكلية الطب لدخولي هذه البلاد؟ وماذا سيتم في هذه المقابلة الشخصية؟ هل هي لمعرفة اللون فيسمح للأبيض دون الأسود لبلاد تتغني بالحرية والمساواة؟ أم للتعرف علي الديانة فيمسح لواحد ويرفض الآخر؟ أم للمظهر العام فيمنع مثلا من لبس الجلباب, أو زاد وزنه علي ال100 كيلو؟ ولماذا كشف حسابي في البنك؟ وما هو الحد الأدني الذي يسمح بعده لصاحبه بالدخول؟ أسئلة كثيرة راودتني, ودار في ذهني ما يحدث في بلد الأهرامات والأزهر الشريف! ثم اتخذت قراري بعدم السفر ورفض هذه المقابلة التي اعتقد أصحابها أنهم يمنون علينا بدخول الجنة, وليت كل مصري يعلم أن: بلدي وإن جارت علي حبيبة وأهلي وإن ضنوا علي كرام د. حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني