عندما ساءت حالة الأرز التمويني تحمل المواطنون لونه البني وحبوبه المكسرة وأكياسه الممزقة ومع ذلك اختفي فتحملوا وقالوا ربما هي أزمة عابرة. لكن انتظارهم طال عندما طالت الأزمة. وفوجئوا بأن حصتهم التي لم يصرفوها طوال الشهور الماضية لن تصرف لهم اذا انفرجت الأزمة لأن بطاقات التموين الذكية تمنع صرف أي مواد تموينية بعد مرور الشهر المخصص لصرفها ولم تتم برمجتها علي ترحيل المواد التي لم يصرفها المواطن لأنها غير موجودة لدي البقال أو المجمع التمويني.. فالمواطن لم يتنازل عن حصته حتي نحرمه منها.. وفي محاولة لرصد المشكلة التقينا بأطرافها, وعلمنا أن هناك اقتراحا تدرسه وزارة التضامن بصرف المكرونة بدلا من الأرز لحين انفراج الأزمة. في البداية يؤكد سعيد عبيد مدير مجمع استهلاكي بمدينة نصر أن الأرز التمويني يصل للمجمع سيئا للغاية والأكياس المعبأ فيها مفتوحة فيقع علي الأرض فنفقد نسبة منه ويختلط الباقي بالتراب فيتلوث, ونضطر لوضع الكميات المخصصة للبطاقات علي الميزان قبل صرفه للمواطنين وذلك بسبب سعره وهو150 قرشا للكيلو في الفرد ولكنه يختلف كل الإختلاف في سعره بالمجمعات الإستهلاكية فهو يبلغ2.75 أما في الأسواق السوداء والمحال التجارية الكبري فسعره يتراوح ما بين3.75 حتي يصل الي4 جنيهات وذلك علي حسب تسعيرة كل شركة ومدي جودتها. أما بدرية أمين ربة منزل فتقول ان بطاقتها التموينية تشمل3 أفراد مشيرة الي إنها تحصل علي6 كيلو أرز شهريا بسعر150 قرشا للكيلو ولكنها تشكو من سوء جودة الأرز التمويني فإنه سييء للغاية موضحة أن أكياس الأرز دائما ممزقة بالإضافة الي ان الأرز يكون في معظمه كسر وغير نظيف ولونه غامق بخلاف الأرز الذي يباع في الأسواق ولكنني مضطرة الي الحصول علي الأرز التمويني لأن أسعار الأرز الحر في الأسواق مرتفعة وان سعر الكيلو يتراوح ما بين4 جنيهات الي6 جنيهات ونحن لا نستطيع شراء بهذا السعر المرتفع وتتفق معها أمينة إبراهيم موظفة في الشهر العقاري مؤكدة أنها لم تصرف التموين منذ شهرين وعندما ذهبت الي البقال اخبرها بأن الأرز غير موجود وهناك نقص شديد ولا يعرف ما هو السبب الرئيسي وانها تحصل علي8 كيلو أرز شهريا من بطاقات التموين ولا يمكن الإستغناء عنه لأنه يحتوي علي نشويات وبروتين وذلك مفيد للصغار والكبار معا في الطعام مع الخضار ولذلك لا يمكن إستبداله بأكياس المكرونة فهذا قرار غير مرغوب فيه وليس صائبا. ويقول الحاج فتحي مرسي بقال في حلوان ان مشكلة توريد السلع التموينية متعلقة بالموردين غير الملتزمين بالمواعيد, مشيرا الي أن الوزارة مسئولة عن حل هذه المشكلة مع الموردين علي الرغم من ان مواعيد تسليم السلع التموينية ابتداء من أول يوم في الشهر ولكن حتي منتصف الشهر لم يقم الموردون بتوصيل وتسليم السلع التموينية, إلا أنهم يقومون بتسليم السلع للبقالين علي مدار الشهر, في حين ان التعامل بالبطاقة الجديدة يلغي صرف السلع بمجرد إنتهاء اخر يوم في الشهر وتبدأ توجيه الإتهامات من قبل المواطنين بسبب غياب السلع التموينية وعدم حصولهم علي بعضها وبيعها في السوق السوداء. وأناشد المسئولين بوزارة التضامن بالتدخل لحل مشاكل البقالين مع الموردين وتحديد مواعيد ثابتة لتسليم السلع التموينية. ويجيب درويش مصطفي مستشار وزير التضامن الإجتماعي الذي أكد أن الوزارة ليس لديها أي مشاكل بشأن المقررات التموينية مشيرا الي وجود كميات كبيرة من جميع السلع التموينية وبالأخص الأرز والسبب وراء إختفائه أو تأخير صرفه من محلات البقالة التموينية يرجع الي الموردين غير الملتزمين بتسليم الكميات المتفق عليها الي البقالين في المواعيد المحددة وأضاف ان أخطاء التعاقد مع الموردين هي التي تضع الوزارة في مأزق مع المواطنين مشيرا الي أن الوزارة تسعي دائما لصالح المواطنين حيث سمحوا لهم بالتأخير عن مواعيد صرف السلع التموينية وهذا مراعاة لظروف المواطنين. أما حسونة محمدين مزارع فيقول ان أسعار الأرز إرتفعت في محافظة كفر الشيخ حيث وصل سعر الطن الي2000 جنيه في المحافظة التي تعد من أكبر المحافظات الزراعية له في مصر حيث تزرع300 ألف فدان سنويا من الأرز, ويرجع السبب في الإرتفاع الي شهر ابريل قبل زراعة المحصول الجديد نظرا لإرتفاع أسعار التقاوي ولاصرار المزارعين علي عدم بيع المحصول وإحتكاره تعويضا عما حدث لهم في الأعوام السابقة من خسائر فهم يحاولون تحقيق مكاسب مما أدي الي أزمة في إختفاء الأرز من الأسواق. ص