وذكر المقريزي أن حاكم مصر طلب من سيدنا يوسف عليه السلام أن يستصلح أرض الفيوم لابنته فحفر خليجا يصل الفيوم بنهر النيل لتصريف مياه الفيضان الزائدة مما أصلح أرض الفيوم وظلت منذ نشأتها في العصر الفرعوني وحتي الآن قاعدة لإقليمها. ويقول القضاعي: إن الفيوم مدينة دبرها يوسف عليه السلام بالوحي, وكانت تروي من12 ذراعا أقل منسوب لمياه الفيضان, وقد عدد أهل الفيوم خيرها بأنه لا يحصي ولا يعد. ويقول ابن الحكم: إن المسلمين بعد الفتح لم يكونوا يعلمون شيئا عن الفيوم لمدة سنة حتي ذكرها رجل لعمرو بن العاص فأرسل جيشا بقيادة قيس بن الحارث ونزل بقيرة أطلق عليها اسمه. كما يذكر القاضي الفاضل في كتابه( متجددات الحوادث) أن متحصلات الفيوم بلغت في سنة585 ه52 ألفا وسبعمائة وثلاثة دينارات وكانت لها شهرة بالأسماك. وتحدث هيرودوت عن سمك الفيوم أنه كان يملح ويبقي طول السنة ويستهلكه الناس بكثرة, وفي القرنين السادس والسابع الهجري أقيم برج للحمام الزاجل في القاهرة خاص بالفيوم سمي باسمها في منطقة الدراسة( الآن) حيث كان الحمام يأتي بالبريد بأخبار المنطقة إلي الأمير وينزل بهذا البرج, وكان بها الكثير من العلماء والفقهاء من مختلف الأديان, وبها كثير من المساجد الجامعة أشهرها جامع( الروبي) باسم الشيخ علي الروبي المدفون بجواره وضريحه مزار مشهور, ويزعم الناس أنه من نسل( روبيل) أخو يوسف عليه السلام. ويضيف المقريزي أن صلاح الدين الأيوبي أنعم علي أخيه المظفر تقي الدين بالفيوم وأعمالها فأقام بها مدرستين للشافعية والمالكية. والشيخ الروبي ولد في عهد السلطان الناصر قلاوون وتوفي في عهد الظاهر سيف الدين بترون, واشتهر الشيخ الروبي منذ صباه بالورع والتقوي وتتلمذ علي يديه كثير من المريدين وخطب وده الملوك والأمراء, ومما بشر به الناس أنه بعد مضي شهر يرتفع الوباء عن القاهرة ويتناقص الغلاء ثم يموت بعد ذلك الملك المنصور علي يد الأشرف شعبان وتوفي في16 ذي الحجة سنة793 ه.