كل ما أثير من اتهامات بالتزوير وعدم النزاهة والشفافية فى انتخابات مجلس 2010 سواء فى الجولة الأولى أو جولة الإعادة، نفته اللجنة العليا للانتخابات بشدة باعتبار أنها المسئولة الوحيدة عن العملية الانتخابية. وأعلنت أن جميع مراحل العملية الانتخابية جرت بشفافية ونزاهة وحيدة وتحت رقابة القضاة والمرشحين ومندوبيهم وعيون منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ووسائل الاعلام المحلية والأجنبية. وأن أحداث الشغب التي وقعت في بعض اللجان لم تؤثر علي نزاهتها, وتم الغاء الصناديق التي شابها تزوير أو عبث. والغاء الانتخابات في الدوائر التي حدث فيها قتال وانحراف وفوضي. ولقد حقق الحزب الوطني فوزا ساحقا وحصل علي 420 مقعدا من اجمالي 504 مقاعد جرت عليها الانتخابات بعد أن تم ارجاء الانتخابات علي أربع دوائر في بيلا وكوتة المرأة في كفر الشيخ. والمجلس الجديد ليس خاليا من المعارضة كما يدعي البعض بل أن أحزاب المعارضة بالمجلس الجديد عددهم أكبر من عدد أحزاب المعارضة في مجلس.2005 والشيء الوحيد أن المجلس بتشكيله الجديد قد خلي من تمثيل الجماعة المحظورة فيما عدا عضو اواحدا لعدم اكتساب مرشحيها ثقة الشعب. ونقول لمن يدعون أن المجلس الجديد خال من المعارضة والمنافسة أن الحزب الوطني سيقود المجلس بدون منافسة ومعارضة. ونقول إن كلامهم جانبه الصواب. فالمنافسة الحزبية قائمة وليس معني سقوط بعض رموز المعارضة ونواب الفضائيات في المجلس السابق, أن المجلس الجديد خال من المعارضة. والشيء المؤكد أن المجلس الجديد سيبرز فيه معارضون جدد قد يكونون أشرس من السابقين سواء من النواب المستقلين أو نواب الأحزاب الشرعية, بالاضافة إلي نواب الحزب الوطني. وصحيح أن المجلس الجديد وهو أكبر في العدد من أي مجلس سابق518 عضوا سيشهد دعاوي قضائية وطعونا انتخابية لم يشهدها أن مجلس من قبل. وصحيح أن الاقبال علي التصويت بلغت نسبته35% في المرحلة الأولي و27% في المرحلة الثانية وإن كانت مازالت متواضعة إلا أنها أعلي من أي نسبة تصويت سابقة. وصحيح أن الانتخابات ككل انتخابات سابقة شابها معارك واشتباكات وقتل ورشاوي وتزوير, وذلك كله سيكون محور طعون ودعاوي قضائية تختص بها المحاكم وتحققها محكمة النقض ويفصل فيها مجلس الشعب سيد قراره. وصحيح أن النجاح الذي حققه الحزب الوطني لم يأت من فراغ, وجاء نتيجة عمل تنظيمي مؤسسي, نجح في اختيار العناصر التي تحظي بقبول شعبي واسع. وخاض الانتخابات بتعهدات والتزامات واضحة وبرفض أي تجاوز أو خروج علي قواعد الانتخابات واللجنة العليا وقدم برنامجا حظي بتقدير وثقة الناخبين في تنفيذه. ولاشك أن الرأي العام اكتشف حقيقة أمر تنظيم الإخوان غير الشرعي, واقتنع بأن مزج الدين بالسياسة يضر بالدين ويفسد السياسة. وهال الرأي العام الهرج والمرج وأعمال العنف والبلطجة واعلان الاخوان أن يوم الانتخابات هو يوم الصيام والاستشهاد, ولم يحقق الاخوان أي فوز في الجولة الأولي, فأعلنوا المقاطعة في جولة الاعادة ولم ينجح منهم سوي عضو واحد. وأتوقع أن يكون مجلس2010 من أكثر المجالس النيابية حيوية وموضوعية وحسن أداء. والحزب الوطني بلاشك يبذل كل جهده لإنجاح تجربته ليثبت للرأي العام أن الشعب لم يمنح ثقته لنواب الجعجعة ونواب الفضائيات ونواب الصوت العالي بلا طحن والمعارضة من أجل المعارضة ونواب هز الثقة بالحكومة علي غير الحقيقة, ليحل محلهم نواب يعارضون بموضوعية ومن أجل مصلحة الشعب ودون تصفية حسابات أو اشعال مواقف لا طائل منها. ولاشك أن عدم فوز بعض قيادات ورموز الحزب الوطني أكبر دليل علي عدم التزوير أو التدخل في الانتخابات. ونقول لنواب المجلس الجديد أنتم في اختبار جماهيري ونتمني أن تقودوا المسيرة الديمقراطية بوعي وأن تعالجوا الأمور بحكمة وأن يكون أداؤكم راقيا وعملكم من أجل حل مشكلات الشعب. وأن يكون صوت المرأة التي استحوذت علي12% من مقاعد البرلمان مسموعا يضع كثيرا من الحلول للمشكلات الاجتماعية والانسانية والاقتصادية والسياسية. واعتقد أن الحكومة ستكون أكثر تجاوبا مع المجلس الجديد وستحقق مطالب نوابه وينتهي شعار قولوا ما تشاءون ونحن نفعل ما نريد. ويصبح الشعار الجديد المجلس والحكومة يدا واحدة من أجل الاصلاح والتنمية وتحقيق آمال الشعب وتطلعاته.