علا السعدني : يحدث دائما هذا السيناريو طوال عمر تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي, حيث تظهر مشكلاته بمجرد لحظة الإعلان عن المؤتمر الصحفي الخاص به ولا تنتهي هذه المشكلات إلا عند وصول ضيوفه الأجانب أو نجومه الأجانب, ففي حقيقة الأمر أن هؤلاء النجوم علي اختلاف أسمائهم وجنسياتهم هم الذين يسهمون في تغطية العيوب التي سبقت انعقاد المهرجان بل وتشفع له أي أخطاء تظهر له لاحقا, وهذا العام مثلا يكفي وجود نجمين عالميين كبيرين مثل الأمريكي الشهير والمحبب لدينا ريتشارد جير والفرنسية الجميلة جولييت بينوش فوجودهما ومعهما طبعا نجمنا العالمي عمر الشريف كان كاف جدا في حد ذاته لإنجاح هذه الدورة بل وكاف لإنجاح أي مهرجان حتي لو لم يكن ناجحا من أساسه, وعلي أية حال فهذه الدورة تحديدا لم تكن فيها العيوب من النوع الذي لا يغتفر بل هي تلك العيوب الدائمة المميزة له التي يبدو أنها لن تنتهي أبد الدهر ومنها سوء التنظيم, بالإضافة إلي مشكلة المشكلات كل عام التي تتمثل في عدم وجود فيلم مصري يمثل مصر وهذا للحق ليس عيب المهرجان وحده ولكن عيب الفيلم المصري الذي أصبح يستخسر نفسه في مهرجان بلده! أما بالنسبة لباقي الأفلام الأجنبية الأخري المشاركة في المهرجان التي يعاب عليها من كثرة عرضها ولفها علي كل مهرجانات الدنيا كعب داير طوال العام فهذا أيضا ليس ذنب المهرجان وإنما ذنب التوقيت الذي جعل مهرجاننا في قائمة آخر مهرجانات العام من حيث الموعد وأرجو ألا يأتي اليوم الذي يجعله من كثرة مشكلاته وسلبياته في ذيل هذه المهرجانات.. ليس في القائمة فقط بل والقيمة أيضا! سؤال بريء جدا يتردد كل عام وفي كل مهرجان هل يري نجومنا ونجماتنا الشباب والشابات في أنفسهم أنهم أكثر أهمية أو نجومية من ريتشارد جير أو جولييت بينوش أو عمر الشريف؟ اذا كانوا يرون أنفسهم كذلك فعلا لدرجة أنهم لا يحضرون مهرجان بلدهم ومشاركة باقي نجوم العالم الأجانب للترحيب بهم أو للتعرف عليهم أو حتي لتعريفهم بنا وبأحوالنا أو عمل أي نوع من التواصل بيننا وبينهم وهذا سهل إن جاء من نجوم لنجوم, وطالما أنهم ليسوا كذلك فهذه مصيبة, أما لو كان عزوفهم عن حضور المهرجان راجع إلي عدم حصولهم علي أي مقابل مثل ما يحصلون عليه من المهرجانات الأخري فهنا المصيبة تكون أكبر! لست من أنصار الحكم علي الفيلم من التريللر( إعلانه التليفزيوني) ولكن إذا كان هذا التريللر هو ما نشاهده الآن لفيلم بون سواريه الذي يذاع ليل نهار علي كل شاشات الفضائيات وما يحمله من كم مشاهد العري والألفاظ الخارجة واللغة السوقية لبطلاته, وتحت بطلاته هذه نضع عدة علامات عليها لأنه وللأسف كان في مقدمتهن غادة عبدالرازق التي لا أجد سببا واحدا يجعلها تنزل إلي هذا المستوي المنحدر الذي يظهر عليه الإعلان السوقي وهي التي أصبحت الآن أهم نجمات جيلها وأغلاهن سعرا بعد أن وصل اجرها إلي ال21 أو ال31 مليون جنيه, ولكن هذه هي عادة غادة التي ما إن تتقدم خطوة للأمام في التليفزيون إلا وتتبعها بعد ذلك خطوة أخري إلي الخلف در في السينما, ولا تقل من المسئول عن هذا الفيلم وهل هو المخرج أم المؤلف؟ ولكن قل من هو المنتج ساعتها ستعرف الإجابة بنفسك, فمن ينتج هذه النوعية من الأفلام سوي السبكية؟ وأنصحه بتغيير اسم الفيلم, فالأفضل له أن يتم تعديله إلي بورنو سواريه! ليست المشكلة في حصول رانيا يوسف علي4 ملايين جنيه عن دورها في الطبعة الثانية من شباب امرأة طالما أصبحت الملايين عندهم مثل الملاليم عندنا, لكن المشكلة في تجسيدها شخصية شفعات تحية كاريوكا في الفيلم, فقد أدتها تحية وأغلقت بل وأحكمت غلقها بحيث لا تستطيع أي ممثلة أخري أن تجسده بعدها, وبدافع محبتي لك يا رانيا أقولك لسه بدري عليكي دور زي شفعات لأن لو قدمتيه بعد تحية ساعتها لن يشفع لك نجاحك في حرب الجواسيس ولا أهل كايرو ولا الحارة وبدل من أن يكون الدور لصالحك( شفعات) ينقلب عليكي بالنهايات!