تحت شعار سينما الغد, واحتفاء بالسينما الفرنسية, افتتحت مراكش مهرجانها السينمائي في دورته العاشرة مساء الجمعة, وسط حشد كبير من الفنانين العالميين . مثل المخرجين: مارتن سكورسيزي وكوستا جافراس وجون مالكوفيتش كما حضر أكثر من 40 فنانا من ممثلين ومخرجين فرنسيين لتقديم السينما الفرنسية في الثلاثين عاما الماضية, علي رأسهم كاثرين دينيف وجافراس, رئيس السينماتيك في فرنسا, ويعرض علي مدي أسبوع, هي فترة المهرجان نحو75 فيلما فرنسيا, يحكي التاريخ القريب لسينما قال عنها المخرج سكورسزي انها ظلت علي مدي عام تتجدد وتعيد شبابها دوما, كما أوضح كيف أنها نقلت إلي أمريكا والعالم معني احترام السينما, وكيف علمهم كتاب السيناريو النظر إلي الحياة, ونقل مايرونه لكي يراه الآخرون. امتزج شعار المهرجان, سينما الغد مع الدولة التي يحتفي بها, فأشار جافراس في كلمته التي ألقاها مساء السبت, في حفل الاحتفاء بالسينما الفرنسية, أنها تميزت دوما باعطاء الفرصة للشباب لأن يقدم نفسه وفكره وفنه الجديد, وان كانت سينما الغد بالنسبة للفنانة الأمريكية ايفا مانديس, هي التي تجد المرأة فيها مكانا فتغامر في عالم الرجال, خاصة مجال الاخراج, هذا المجال الذي كان حكرا علي الرجال, وبالتالي تتغير لغة السينما لتلقي أضواء مختلفة علي القضايا من وجهة النظر النسائية, فإن السينما الفرنسية عكست تلك الفكرة بتقديم في يوم الاحتفاء بها, فيلمها شرفة تطل علي البحر للمخرجة نيكول جارسيا. تقول جارسيا عن فيلمها انه يعالج كل تلك الشكوك التي يمكن ان نجدها في الحياة, داخل أنفسنا, في الاخرين وفي هذا الشئ الغريب الذي نطلق عليه تعبير الهوية ومع معالجة تلك القضية نجد أنفسنا وجها لوجه مع الأكاذيب التي يكشف عنها البديل, وتقول جارسيا انه فيلم إثارة يتعامل مع المشاعر, حيث تتكشف الحقيقة تدريجيا وعلي مستويات مختلفة. ويري جاك فريشي, كاتب السيناريو والحوار مع نيكول جارسيا, ان الفيلم هو تحقيق عن هوية امرأة, تهرب ويحاول الرجل البحث عنها, ولكن الواقع هي أن الرجل سيجد الحقيقة داخل نفسه, وفي رحلة بحثه عن المرأة سوف يلتقي مع تاريخه هو وسوف يكشف عن كل ما حاول دوما الهروب منه. يحكي الفيلم عن رجل يعمل في مجال العقارات ويعيش سعيدا مع زوجته وابنته عندما يلتقي بامرأة يتصور أنها الطفلة التي أحبها وهو في الثانية عشرة من عمرها, عندما كانا يعيشان في الجزائر في نهاية فترة الحرب, واضطرت عائلته إلي مغادرة البلاد بعد أن أصبحت المعارك يومية ودموية, بينما ظلت عائلة حبيبته في الجزائر ولكن المرأة التي التقي بها اختفت بعد أن أحيت داخله الحب القديم وبدأ يبحث عنها, وعاد إلي الجزائر ليواجه مرة أخري ذكريات حبه القديم. كلمة واحدة قالها بطل الفيلم في النهاية, عندما عاد إلي فرنسا وذهب ليجد المرأة البديلة لخصت كل الفيلم فقد قال لها: لقد ضللت الطريق ولكنه وجد نفسه أخيرا. لماذا هذا العنوان: شرفة تطل علي البحر؟ لأن في رأي المخرجة الشرفة هي مكان ضائع حيث يأتي الجميع ينظرون منه علي البحر ويتكأون علي السور ولكن الشرفة تتهاوي ويسقط معها الجميع, انها تعبر عن الفرنسيين الذين عاشوا في الجزائر, وعندما اضطروا إلي مغادرتها تهاوت حياتهم كلها واختفت بدون أن يكون من حقهم إحياء ذكرياتهم عنها.