قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: حدثني عن الاستبداد وطبائعه: قال بيدبا: للاستبداد طبيعة لا يغيرها المستبد مهما كانت الظروف والأحوال. قد يتراجع عنها كجزء من خطة موضوعة, أو يتظاهر بغيرها دهاء وخداعا, هل يعرف مولاي حدوتة الضفدع والعقرب؟ كان الضفدع يقفزفي العشب المبلل حين وجد عقربا تقف جوار النهر, قفز الضفدع قفزة أبعدته عن مجال الابرة السامة التي تلدغ بها العقرب, قالت العقرب: صباح الخير أيها الضفدع النشيط, لماذا تقفز هكذا بعيدا عني كأنك لا تريد أن نتعارف. قال الضفدع باقتضاب وخوف: إنني علي عجل فمعذرة. قالت العقرب: في العجلة الندامة وفي التأني السلامة, إلي أين أنت ذاهب يا صديقي؟ قال الضفدع: كنت في طريقي لأعبر النهر. قالت العقرب: ما أجمل ذلك, إنني أقف أمام النهر منذ ساعة وأريد أن أعبر أيضا, لقد جئت في الوقت المناسب. قال الضفدع: تريد عبور النهر معي.. كيف يكون ذلك؟ قالت العقرب: دعني أركب فوق ظهرك وتسبح أنت برشاقة حتي تصل إلي الشاطئ الآخر, قال الضفدع ضاحكا: أنا لا أضمن أن تلدغيني ونحن نعبر النهر, قالت العقرب: أيها الضفدع الحكيم, تصور المشهد.. أنا أركب فوق ظهرك وأنت تعبر النهر وتخاف أن ألدغك.. كيف ألدغك وأنت تحملني! انك ستموت, ستهوي في قاع النهر وسأغرق معك وأموت أيضا, هل تظن إنني أضحي بحياتي لكي أقتلك؟ فكر الضفدع قليلا وقال: هذا منطق صحيح, انني مغفل حقا. سوف أنقلك بكل سرور, وحمل الضفدع العقرب وسبح بها حتي إذا كان وسط النهر لدغته العقرب فجأة. قال الضفدع وهو يحس بالسم يسري في جسده: لماذا؟ انك ستموتين. قال العقرب: أعرف ذلك, لقد حاولت جاهدة ألا أفعل ولكني لم استطع.. هل نسيت أنني عقرب؟