من دون الوفاء بقرارات الأممالمتحدة الداعية إلي انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها في عام1967 تسعي إسرائيل إلي تحقيق هدف يهودية الدولة. ويتناقض هدف يهودية الدولة مع بروتوكول لوزان الذي قبلت بموجبه إسرائيل عضوا بالأممالمتحدة ما أن اعلنت بريطانيا إنهاء انتدابها علي فلسطين في15 مايو سنة1948, حتي أعلن بن جوريون قيام دولة يهودية في فلسطين باسم إسرائيل استنادا إلي قرار التقسيم رقم(8). وتضمن التصريح الخاص بإنشاء دولة إسرائيل نداء موجها إلي جميع اليهود للمهاجرين إلي إسرائيل: نحن نوجه الدعوة إلي كل اليهود في سائر العالم لكي يجتمعوا حول يهود إسرائيل لمساندتهم في مهمة تنظيم الهجرة والتنمية. وفي12 مايو سنة1949 قبلت إسرائيل كعضو في الأممالمتحدة عقب إقرار بروتوكول لوزان الذي تعهدت فيه بعودة الفلسطينيين إلي ديارهم, وتعويضهم طبقا لقرارات الأممالمتحدة وهو تعهد لم تف به حتي وقتنا هذا. وأصدرت إسرائيل في5 يوليو1955 قانون العودة الذي تنص المادة الأولي منه علي أن لكل يهودي الحق في أن يعود إلي البلاد بوصفه مهاجرا وقضت علي أي تحديد لهجرة اليهود إلي فلسطين بل ووضعت التزاما علي عاتق كل يهودي بالاستقرار والتوطن في إسرائيل. تقول الدكتورة عائشة راتب استاذة القانون الدولي بحقوق القاهرة والوزيرة السابقة إنه إذا كان هدف إسرائيل الأساسي هو إقامة دولة يهودية كبري وتوسيع حدودها وإقامة إسرائيل الثالثة علي حد قول بن جوريون, فإن هذا الهدف بالضرورة يؤدي إلي استبعاد كل عنصر غير يهودي والتخلص من العرب المسلمين والمسيحيين أصحاب أرض فلسطين الشرعيين حتي يحل محلهم مهاجرون آخرون.