أنقرة سيد عبدالمجيد: أراد الرئيس التركي عبدالله جول أن تكون تهنئته لمواطنيه بمناسبة عيد الأضحي المبارك مغايرة ومختلفة, فمع بدء اجازة عيد الأضحي المبارك ظهر جول في مسقط رأسه بمدينة قيصري وسط الأناضول جالسا بالمقعد الأمامي بسيارته بجانب السائق. وقبل أن تتحرك حرص علي وضع حزام الأمان والتأكد من أنه مثبت في مكانه, وفي تصريحاته للاعلام أبدي جول أسفه العميق لأرواح الأتراك التي تسقط جراء عدم التزام أبسط قواعد المرور, ومع أول أيام العيد وجه جول يشاركه رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان التهاني الحارة لمواطنيهم, طالبين منهم وفي نداء أقرب الي الرجاء توخي الحذر في أثناء قيادتهم سياراتهم ومراعاة القواعد والتعليمات المرورية لوضع حد للحوادث المرعبة التي تودي بحياة العشرات نساء وأطفالا وشبابا, والتي لم تستثن مكانا واحدا في عموم البلاد ويكفي أنه خلال ثلاثة أيام فقط من الإجازة فقد53 مواطنا حياتهم, فضلا عن اصابة246 شخصا بجروح تاركين وراءهم أحزانا ودموعا تعصف بذويهم, المثير أن أغلب الضحايا لا ناقة له ولا ذنب سوي أنهم, إما تصادف وجودهم بالطرق, أو كانوا ينتظرون حافلة تقلهم الي حيث يقصدون أو كانوا في أخري شاء حظها العاثر أن تفاجأ بسيارة طائشة مجنونة وقد حطت فوقهم دون سابق انذار. ولم ينس الرئيس أن ينبه القائمين علي مديرية المرور العامة, بضرورة تطبيق القانون ضد قائدي السيارات المتهورين وتوقيع أقصي العقوبات ضد هؤلاء المخمورين, وبالفعل اتخذت مديريات المرور تدابيرها علي الطرق البرية الرئيسية من خلال نشر فرقها وراداراتها لمحاولة تقليص الحوادث المرورية التي تشهدها تركيا في كل عطلة عيد, ويالها من مأساة تدمي القلوب, هكذا قال مسئول بمرور العاصمة أنقرة, ففي الوقت الذي راح فيه نحو40 ألف مواطن فقد حياته علي مدي30 عاما جراء العمليات الارهابية التي شنتها منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية وجدنا خلال نفس الفترة أن145 ألف مواطن ضاعت حياتهم جراء حوادث مرورية مختلفة بعموم البلاد, وأن الاضرار المادية الناجمة عن حوادث الاصطدام خلال الأعوام السبعة الأخيرة فقط وصلت الي5 مليارات ليرة تركية أي3.5 مليار دولار.