لا تخلو عمليات النشر عموما من وقوع بعض الأخطاء اللغوية أو المطبعية, التي قد تؤدي في حالة تعددها إلي عدم وضوح المعني المقصود!! وللتغلب علي هذه المشكلة, كانت دور النشر فيما مضي تقوم بتعيين بعض المصححين من المتخصصين في اللغة العربية لمراجعة الأعمال التي ترغب في نشرها, وتصويب الأخطاء بها, وتخصيص صفحة أو أكثر في آخر كل كتاب لهذا الغرض. لكن الشيء المؤسف حقا, أن معظم دور النشر في هذه الأيام لم تعد تهتم بتصويب الأخطاء التي تقع في إصداراتها.. وبسبب هذه اللامبالاة الغريبة, لم تسلم بعض مؤلفات كبار الأدباء أمثال نجيب محفوظ وطه حسين وغيرهما من الكتاب والمفكرين من مثل هذه الأخطاء التي تفسد المعني وتجهد القارئ. ومن الأمثلة الدالة علي ذلك, تلك الطبعة الحديثة من كتاب حديث عيسي بن هشام لمحمد المويلحي, التي أصدرتها الهيئة العامة للكتاب ضمن مشروع القراءة للجميع, وهو من كتب التراث المهمة, خصوصا للباحثين عن جذور الروايةالعربية, والذي لا تخلو صفحة من صفحاته من أخطاء عديدة, تجعل بعض سطوره أشبه بالألغاز التي تحتاج من القارئ إلي قدر كبير من الفطنة والعناء لتخمين المعني المراد!! لهذا أرجو من المسئولين عن دور النشر العامة والخاصة, أن يحرصوا علي مراجعة الكتب الجديدة التي يصدرونها, وتصحيح أخطائها اللغوية والمطبعية, حتي يتيسر للقراء مطالعتها والاستمتاع بها, ويتحقق الهدف المنشود منها. سيد القطان عضو اتحاد الكتاب