لم ألتق بأحد من أبناء الصعيد في الوسط الرياضي بصفة عامة والكروي بصفة خاصة وسألته عن أخبار الملاعب وحالتها لا سيما ان الحديث الدائر في كل جوانب المجلس القومي أن كل شيء تمام.. إلا وجاءتني الاجابة كرصاصة في القلب ايقظتني من وهم حلم ان هناك في هذه البقعة المهمة من أرض مصر شيء اسمه ملعب رياضي قانوني أو حتي غير قانوني غير موجود.. الاجابات والردود توالت ممزوجة بشيء من السخرية والحسرة.. فالأصوات بحت.. والكلمات توقفت.. ولم يعد هناك سوء قطع من الارض تصلح لجرن او شيء من هذا القبيل وليس لملعب كرة من المفترضأنه سينجب جيلا جديدا ومميزا من النجوم في المستقبل القريب او حتي البعيد. الكلام لم يكن مبالغا فيه سواء من المسئولين او الاداريين.. فشعار الاندية هناك بالفعل تشجيعك له لا يكفي.. تبرع له بملعب لاقامة مبارياته.. فالاندية تنقسم هناك إلي جزءين.. الاول يرضي بالامر الواقع ويؤدي لقاءاته في دوري الممتاز ب او الدرجة الثالثة علي المتاح امامه او ما يتوافر له من ملعب بصرف النظر عن سوء حالة الارض والمدرجات والمرافق وخلافه.. والآخر يسعي لايجاد البديل من خلال تأجير ملعب فريق آخر لاتمام مهمته وهي محاولة لحل المشكلة جزئيا وبشكل مؤقت. وفي تعليقه علي هذا الكلام يقول مجدي الشيخ او كابتن مانجة كما يطلق عليه عضو لجنة المسابقات بدوري المسابقات ب إن الحديث في هذا الجانب يطول فهناك حالة من نقص الامكانيات تهدد بالفعل وجود بعض الاندية ليس فقط فيما يتعلق بنفقاتها ولكن ايضا بالنسبة للملاعب التي تمثل الركن الاول في اللعبة.. فأي فريق لابد أن يتوافر له هذا الركن حتي يواصل مسيرته. ويضيف قائلا انه ليس هناك ما يسمي بالملعب القانوني في أي من اندية دوري المظاليم.. ويبدو ان المسئولين لم يكتفوا بان هذه الفرق تلعب في الظل بل انهم يحكمون عليهم بالموت احياء من خلال التجاهل التام لهم بالنسبة لازمة الملاعب.. وقال انه من الغريب ان هناك قطعة ارض في اسيوط كان من الممكن تخصيصها لهذا الغرض فاذا بها تتحول الي ارض معارض للسلعة المنتجة.. ولتذهب أندية الصعيد إلي الجحيم. ويشير كابتن مانجة إلي أن نادي مثل الوليدية الذي يلعب في الممتاز ب يعاني بشدة من هذه الأزمة ويضطر لاداء مبارياته في مكان آخر.. وأعرب عن دهشته من مسئولي المجلس القومي للرياضة الذين هم علي دراية بهذه الامور ولا يحركون ساكنا.. في حين انه لو دخلت شوكة في قدم لاعب من الاهلي او الزمالك لانقلبت الدنيا رأسا علي عقب. وكشف عضو لجنة المسابقات عن الممتاز ب من أن هناك ملاعب مثل المدينةالمنورة مساحتها غير قانونية لاسيما فيما يتعلق بالمساحة المقررة خلف المرمي.. وبالتالي فانه في حالة نزول الجماهير لارض الملعب فانه ربما يحدث ما لايحمد عقباه.. بالاضافة الي ان سوء الارض يؤدي إلي اصابة اللاعبين بالرباط الصليبي وايضا في الكعب وغيرها مما يعرض مستقبلهم الكروي للخطر والضياع. وتساءل مانجة أين المسئولون من تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بالنسبة للاهتمام بالصعيد.. اين المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياض وصفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب من هذا الكلام ؟.. بل أين حتي الصيانة بالنسبة للملاعب الكبيرة في الصعيد مثل اسوانوسوهاج وجامعة اسيوط.. واستشهد علي ذلك بقوله ان حمام السباحة في استاد قنا غير صالح منذ عشرين عاما ولم يتم حياله شيء.. في حين لو كان هناك اهتمام لساعد علي اخراج ابطال علي مستوي دولي واوليمبي. ولم يخرج الزميل الصحفي والمشرف علي دوري المظاليم عبد اللطيف اسماعيل عن نفس النسق فقد اشار الي ان حالة الملاعب في الصعيد كارثة بالفعل سواء من ناحية الارض او المرافق.. وان هناك اندية مثل سكر ابو قرقاص يضطر لاداء مبارياته علي ملعب استاد سوهاج.. وان عملية الانتقال من مدينة لأخري حافلة هي الاخري بالمخاطر.. بل ان فريق المراغة لم يكن لديه الامكانيات المادية للسفر الي المنيا لاداء مباراته.. وان اتحاد الكرة بدلا من ايجاد حل للمشكلة من خلال تواجد الاندية القريبة من بعضها في مجموعة واحدة.. اذا به يجعل كل مجموعة عبارة عن كوكتيل من عدة مناطق مما يعني ضرورة السفر من محافظة لاخري في ظل هذه الظروف الصعبة.. ولم يكتف بذلك بل طبق نظاما غريبا يتسم بالظلم من خلال فرض غرامة ألف جنيه علي كل فريق يحصل لاعبوه علي اربعة انذارات.. وبالطبع فان هناك اندية مديونة بالالاف لانها لا تمتلك دفع هذا المبلغ كل فترة. ويري د.جمال محمد علي المدير الفني السابق لفريق بترول اسيوط وعميد كلية التربية الرياضية بأسيوط أن مشكلة صيانة الملاعب الكبيرة في الصعيد تمثل لغزا محيرا خاصة انها في بعض الاحيان تمثل البديل لاندية كثيرة فمثلا استاد بني سويف سعتة تزيد علي40 الف متفرج ويبعد عن القاهرة120 كم أي يشابه المسافه من6 اكتوبر لمدينة نصر الاستاد لا يحتاج إلا لتغيير ارضية الملعب ودورات خلع الملابس.. وبالنسبة لاستاد المنيا الذي اقيمت عليه مباريات الدوري الممتاز يعاني الاهمال بسبب قلة المحدد للصيانة ويحتاج فقط لتغيير ارضية الملعب وعمل ترتان حول الملعب والانارة اما اسيوط فبها استاد عالمي وهو استاد الجامعة ولكن لعدم استخدامه علي المستوي الدولي فالارضية مستهلكة من الاستخدام وتحتاج للتغيير واستاد مبارك بالاربعين يحتاج لمدرجات خلف المرميين لزيادة السعة حيث إن سعته لاتتعدي12 ألف متفرج وبأسيوط استاد باسمنت أسيوط وآخر ببترول اسيوط وبالطائرة ساعة واحدة من القاهرة فلماذا لا تختار اسيوط لاستضافة المجموعات في البطولات العالمية والقارية اما سوهاج فالاستاد لا يحتاج إلا للصيانة ولكن لا يوجد بسوهاج سوي هذا الملعب المحاط بالمدرجات اما ملاعب المراغة وجرجا وطها فتحتاج إلي اعادة إنشاء فملعب المراغة لا توجد به مدرجات ولا دورات مياه والفرق تستخدم حمامات المحكمة المجاورة للملعب وملعب طهطا تنقصه إعادة صيانة غرف خلع الملابس وعمل ترتان بالتراك. ويضيف د.جمال أنه بالنسبة لقنا فتملك استاد الالومنيوم الكامل ولكن للاسف استاد المحافظة بمركز شباب قنا يعاني الاهمال من20 سنة سابقة فالمدرجات استهلكت والارض غير صالحة وحجرات الملابس غير صالحة للاستخدام وملاعب قوص ودشنا وفرشوط ونجع حمادي واسنا تعاني الاهمال بسبب عدم توافر الامكانيات للصيانة والتجديد اما الاقصر بلد السياحة فبها ملعبان ملعب المدينة وملعب نادي الاقصر والاثنان يحتاجان لتجديد ارضية الملعب والمدرجات وحجرات خلع الملابس وأيضا انشاء استاد يليق بالاقصرواسوان البلد السياحي الثاني فبها استاد مميز جدا ولكن علي الجانب الآخرفملاعب نادي اسوان وتوشكي والتعدين وهلال اسوان وادفو تعاني الاهمال.. وينتقل المدير الفني لفريق بترول اسيوط للحديث عن الصالات المغطاه ويقول إن كل محافظة بها صالة وتساءل متي تهتم الدولة بملاعب الصعيد اعتقد انه اذا لم يكن احد ابناء الصعيد المخلصين المقيمين والحافظين لمشاكل الصعيد عضوا فاعلا بمجلس ادارة اتحاد كرة القدم وعضوا بالمجلس القومي للرياضة وكلاهما للأسف لا يضما ن أي عضو من الصعيد ولا ادري السبب وكلها مخالفات لتوجيهات الرئيس مبارك بالاهتمام بالصعيد.. ويضيف ان أي عضو لن يطالب باي شيء للصعيد فقط يطالبونهم بالاصوات الانتخابية ثم ينسونهم ويتذكرونهم عند الانتخابات فاصوات الصعيد للأسف سهلة المنال.