اضطر المواطنون الي الاستغناء عن كثير من الفواكه ومعظم الخضراوات والاكتفاء بكميات تفي ب حد الكفاية وتشبع الحاجة الضرورية لأفراد الأسر, حتي يواجهوا أزمة ارتفاع الأسعار.. وفضل الكثيرون الشراء مباشرة من سوق العبور بأسعار الجملة فاصطفت السيارات وعربات الأجرة والأتوبيسات التي تنقل المواطنين الي السوق لشراء احتياجات الأسبوع.. وهذا ما لاحظناه بمجرد وصولنا الي السوق بدأت جولتنا داخل أسواق الفاكهة والتي اعتبرها المواطنون في الأيام الأخيرة رفاهية يمكن الاستغناء عنها إلا في أضيق الحدود.. تحدث محسن نور الدين تاجر فاكهة قطاعي مؤكدا أن ارتفاع الأسعار ليس له علاقة بالتجار ولا الباعة فهم ليس لهم ذنب بل مضارون مثل المستهلك حيث إن الحر واحتراق الزرع واحتراق النوار( زهرة الفاكهة والخضروات التي تنبت منها الثمرة) هو السبب... فالمسألة تخضع لقانون السوق وآليات العرض والطلب فمثلا الجوافة في رمضان كانت غالية الثمن حيث كان المعروض أقل من المطلوب فوصل سعرها6 جنيهات ولكن الآن لقلة الطلب عليها فيتراوح سعرها ما بين10 قروش وحتي1 جنيه في الجملة أما البلح هو الآخر فقد انخفض سعره للغاية ولا نجد من يشتريه حيث يتراوح سعره من30 قرشا وحتي1.5 جنيه تبعا لجودة المنتج أما بالنسبة للرمان فيتراوح سعره ما بين1.25 جنيه وحتي3 جنيه طبقا للجودة ولكن ما يرفع السعر عن ذلك بالنسبة للمستهلك زيادة تكلفة المشال والنقل وما يجعلني أؤكد أن التاجر ليس له ذنب لأن السلعة الغذائية تباع طازجة ولا يمكن تخزينها.. ويوضح أن هذا العام كل الأسعار غالية في موسمها بسبب الموجة الحارة فمحصول مثل المشمش احترق جزء كبير منه ففي العام الماضي كان يباع الكيلو في الجملة ما بين30 الي50 قرشا ولكنه الآن ب3 جنيهات... ويضيف أن مصلحة التاجر في رخص السلعة لأن هذا( يجعله يبيع أكثر فهناك باعة أغلقت محلاتها لما تكبدته من خسائر ولابد أن نعلم أن أي سلعة يقل ثمنها عن1 جنيه تخسر مع المزارع, أما ما يزيد فهي ما تحقق ربحا والمزارع أصبح يئن لارتفاع نفقات الحياة وزيادة متطلباتها. أما أحمد بسيوني ويعمل في تجارة الفاكهة بالجملة فأكد أن سعر الرمان يتراوح بين2.5 إلي5 جنيهات للكيلو في الجملة وسعر المانجو ما بين10 و20 جنيها أما العنب من2:7 جنيهات والكاكا سعرها ما بين3:5 جنيهات. ويؤكد أن سبب ارتفاع الأسعار هو تأثير سوق الأحوال الجوية علي الزرع والزراعة فلا يتوافر الطقس الذي يريح الخضار فقد أصبح فدان الطماطم ينتج200 كجم فقط.. وبينما يؤكد سعيد محمد إبراهيم صقار مزارع جاء ليورد ثمارا غذائية أن هناك تلوثا في الزراعة حيث تعتمد مناطق بعينها في محافظة البحيرة علي الري من مياه الصرف الصحي مما يسبب تلوثا يأتي علي صحة الزراع وصحة الأفراد فيقول أن لديهم3 آلاف فدان جوافة تلف معظمها مما كان سببا في رفع سعرها والسبب تلوث مياه الري.. تجولنا في سوق الفاكهة ولكن الخضار هو السلع الغذائية الرئيسية حيث أن بالنسبة للخيار فهو يباع قطاعي ب1.5 جنيه للكيلو وهذا سبب إنخفاض سعر القته فقد وصلت ل50 قرشا.. حيث يقول محمد صابر عثمان تاجر طماطم جملة أن سعر القفص وصل ما بين100 الي140 جنيها وبه18 كيلو وأكد أن أسباب إرتفاع سعرها أن الوارد قليل جدا فقد احترق المحصول بسبب الموجة الحارة أما سعر كيلو البطاطس فهو ما بين180 و210 قروش للجملة والباذنجان الرومي ما بين جنيه ونصف و160 قرشا أما سعر كيلو الليمون فيتراوح ما بين80 قرشا و1 جنيه والفلفل الرومي والشطيطة ما بين2 و2.5 جنيه أما فلفل الصوب وهو الألوان أو فلفل الفنادق فوصل سعره إلي3 جنيهات وبالنسبة لسعر البصل فيتراوح ما بين1.5 جنيه وحتي160 قرشا في الجملة وسعر الجزر من1 الي2 جنيه والباذنجان2 جنيه ولكنه أكد أن هناك حالة ركود غير عادية بسبب إرتفاع الأسعار والتجار ليس لهم ذنب في ذلك. وأشار الي أن أعداد المترددين من المستهلك العادي والذي يأتي لشراء بعض الخضروات عامة والطماطم خاصة في الجملة زاد بشكل كبير حتي أصبح يمثل20% من إعداد المترددين علي سوق العبور. أما محمد الفولي وأمين وهاني العمدة تجار خضراوات جملة فأكدوا أن الحرارة وإحتراق الزرع أحد أسباب زيادة الأسعار ولكنها ليست السبب الوحيد, فالمحصول هذا العام ضعيف جدا بسبب ضعف التقاوي التي جاءت سيئة وخاصة المستورد منها حيث لا تنتج شيئا ومنها الفاسد الذي اضطرنا لإقصاء التقاوي بعيدا عن الأرض عدة مرات ونعيد زراعتها من جديد وهذا يتسبب في مشكلة أخري جديدة وهي تأخير الزراعة. ويوضح كمال الدبيكي أن هناك مشكلة هامة وهي إرتفاع أسعار المبيدات فالفدان يتم رشه ب500 جنيه والدودة لا تموت ففدان الطماطم بعد أن كان يجلب1500 قفص أصبح الآن يجلب200 قفص بالكاد ويوميات الأفراد غالية حيث يتقاضي الفرد50 جنيها يومية.. كما يشكو بكري عويس عبد القادر من بيع الكيماوي في السوق السوداء فبعد أن كان متوافرا في الجمعية ب35 جنيها أصبح يباع ب90 جنيها وغير موجود ويشكو من أدوية النبات غير الصالحة والتي تضر أكثر مما تفيد. أما بالنسبة للثوم فقد رأيناه في جولتنا في ثوب جديد فهو معبأ جيدا ونظيف وقال الحاج عادل محمود تاجر جملة أن سعر الثوم يتراوح ما بين14 و15 جنيها يباع للمستهلك ب17 و20 جنيها والسبب في انخفاض السعر هو دخول المستورد الذي يعد أفضل كشكل تجاري ولكن طعم البلدي أفضل إلا أن المستورد منع حدوث أزمة كان يمكن أن ترفع سعره لمائة جنيه للكيلو. وبعد جولة التجار تنقلنا في جولة حرة ليكون المستهلك العادي هدفنا, حيث استوقفت نسرين عبد العليم نزلت من سيارتها مؤكدة أن الطماطم وصل سعرها في المعادي ل9 جنيهات والكوسة ب20 جنيها والفاصوليا وصل سعرها ل25 جنيها ولكنها هبطت ثانية لتصبح ب15 جنيها. أما كيلو الباذنجان فوصل لخمسة جنيهات فطبق السلطة الواحد يتكلف20 جنيها وربما يزيد لذلك أتيت الي سوق العبور لآخذ كميات بسعر الجملة وخاصة الطماطم حيث نخزنها ولشراء بعض الخضراوات القطاعي فهي هنا أفضل حالا نوعا ما فكيلو الفلفل وصل في العيد إلي عشرة جنيهات ولا أدري هل سيظل الإرتفاع مستمرا ومتي سيتوقف... وقررت أن اسأل أحد الباعة المتجولين عن حال السوق فأكد سعيد أبو أحمد أن هناك حالة ركود غير عادية أصابتهم بالإحباط.حيث أن غلاء الأسعار جعل المستهلك يعزف عن الشراء ويقلله بقدر الإمكان وبالتالي البيع أقل فالمكسب أقل بكثير مما تسبب في ضعف دخولنا التي هي محدودة أصلا ولا ندري ماذا نفعل.