حتي تجار الجملة في سوق العبور لم يرحموا الموظف الغلبان ووضعوا أعينهم علي علاوة ال10% التي لا تزيد علي جنيهات قليلة فبدأ مسلسل رفع أسعار الخضر. والفواكه تحت دعوي أن الظروف الجوية السيئة وراء تلف المحاصيل وقلة الانتاج وارتفاع الأسعار. تحقيقات الأهرام انتقلت لأسواق الخضر والفاكهة, لرصد جشع التجار علي الطبيعة. فتحية عويضة بائعة خضراوات بسوق الاثنين اتهمت التجار بأنهم ينتهزون فرصة أي علاوة اجتماعية أو مناسبة أو أعياد أو مواسم حتي يقوموا بذبح المستهلك البسيط بنار الاسعار, كما إنهم لا يلتزمون بأي قوانين ولا يهتمون بأي رقابة لأنهم يعقدون اتفاقيات فيما بينهم ويتفقون علي رفع الاسعار في نفس التوقيت ولا يستطيع أحد مخالفة العهد واحترام كبيرهم الذي أمر بتحديد سعر البضاعة, ولذلك فإن البضاعة المعروضة تختلف في السعر من حي لآخر علي حسب المكان, سواء منطقة عشوائية أو منطقة راقية لا يبالي سكانها بارتفاع الاسعار ويقبلون علي الشراء أيا كان السعر المهم جودة المنتج والبضاعة. ومن جهتها تقول الدكتورة سعاد الديب رئيس الجمعية الإعلامية للتنمية وحماية المستهلك ان مشكلة ربط ارتفاع الأسعار بأي علاوة اجتماعية وزيادة مالية من الدولة غير منطقي وغير مقبول ولكن بعد أن اتخذت الحكومة إجراءات التحول من الاقتصاد الموجه إلي الأسواق أطقت العنان للاقتصاد الخاص الحر علي اعتباره احد شركاء التنمية الأساسيين للحكومة فأعطت الأولوية للقطاع الخاص الذي يتحكم في الأسواق علي عكس الدول الأوروبية التي تعتمد علي المنافسة الحقيقية وآليات العرض والطلب المفعلة كما يكون هناك رقابة شديدة علي الأسواق والقطاع الخاص. ففي الفترة الماضية كان هناك ارتفاع في الاسعار العالمية لذلك ارتفعت الأسعار في مصر, ولكن علي الرغم من انخفاضها في الدول الأخري الآن إلا أن الاسعار عندنا مازالت ثابتة بل في زيادة مستمره, مما أدي الي أن وزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد ناشد التجار في العديد من المؤتمرات تخفيض الاسعار. الانتاج الزراعي ومن داخل سوق العبور يدافع الحاج مجدي أحمد عبدالله أحد تجار الفاكهة قائلا إننا مواطنون بسطاء ولسنا كما يقال علينا تجارا جشعين لأننا في حقيقة الأمر نعاني من عدة أشياء أهمها تأثير عوامل الطبيعة علي الإنتاج الزراعي مثل موجة الحرارة الشديدة التي تسوي المحصول قبل الأوان وعلي العكس موجة البرد القارسة التي تؤخر جني المحصول وذلك ينتج عنه ندرة المحصول في بعض الأحيان, كما أن هناك الأسواق الصغيرة التي تنافس تجار سوق العبور من حيث الضرب بالاسعار من خلال المزادات التي تجري ولا دخل لنا بها فنحن قبل نقلنا من سوق روض الفرج الي سوق العبور كان سوق( سرياقوس) بمركز الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية والذي يعتبر من الاسواق الصغيرة يحقق مكاسب وارباحا كثيرة عن تجار سوق العبور بسبب تخفيض رسوم سيارات التحميل الداخلة والخارجة والحساب يجري علي الطن حيث يتراوح ما بين20 و30 ويصل إلي70 جنيها للطن في سوق القاهرة الكبري( سوق العبور) وسوق أكتوبر ويستكمل حديثه قائلا كما ترون إنه توجد حالة ركود تامة في حركة البيع والشراء منذ ما يقرب من عام من أيام الأزمة المالية الاقتصادية العالمية ولا ندري ما هو الحل والمواطنون يتهموننا بالجشع وزيادة في الاسعار علي الرغم من أننا أيضا ننتظر العلاوة الاجتماعية أيضا من خلال أسرتنا وأصدقائنا لأنهم يقبلون علي الشراء. ويلتقط أطراف الحديث مينا حنا أحد تجار الخضار بسوق العبور ويقول إن هناك أزمة كبيرة يتجاهلها الجميع وهذه المشكلة تكمن في الفلاح الذي يعتبر أنه انتهي عصر الفلاح والزراعة فهو مظلوم لأنه يصرف في فدان المحصول الكثير من المبالغ الطائلة ولا يجني سوي ملاليم, وبذلك يخسر الكثير من رأس ماله, لأنه أيضا يستأجر العامل الذي يجني ويزرع المحصول الذي تصل أجرته بين30 إلي40 جنيها يوميا.