كعادته دائما, سارع الرئيس حسني مبارك بإصدار توجيهاته لمساعدة الأهالي المتضررين من جراء السيول والعواصف الرعدية, التي سادت محافظات سيناء, والبحر الأحمر, وأسوان. ولم يقتصر الأمر علي ذلك, بل وصل الرئيس مبارك الي شرم الشيخ, حيث تفقد مالحق بالمبني القديم لمطار المدينة من أضرار, واطمأن علي انتظام حركة الملاحة الجوية بعد توقفها مساء أمس الأول. ولأن الرئيس مبارك يشعر بمعاناة المواطن المصري في مثل هذه الظروف الصعبة والمفاجئة, فقد قرر أيضا تعويضهم وإحاطتهم بأقصي درجات الرعاية, وسرعة إيواء من تهدمت منازلهم. كما شدد الرئيس في الوقت نفسه علي ضرورة تلافي إعادة بناء المنازل بالطوب اللبن, منعا لتكرار تهدمها نتيجة للسيول في المستقبل. وكان لتوجيهات الرئيس مبارك الأثر الكبير علي المستويين الرسمي والشعبي, حيث تابع رئيس مجلس الوزراء تطورات الموقف بالمناطق المتضررة, وتلقي تقارير مفصلة من المسئولين, وأصدر تكليفاته بتقديم الدعم الطبي, والأغذية للمتضررين والمنكوبين من السيول المدمرة, التي اجتاحت تلك المناطق, وفي الوقت نفسه, شاركت القوات المسلحة في إنقاذ منكوبي السيول, حيث قامت وحدات الإنقاذ مثلا بدفع طائرة هليكوبتر الي منطقة وسط سيناء, وذلك فور تلقي إخطار عن جرف السيول سيارة ميكروباص غرب مدينة نخل علي طريق الحيطان بوسط سيناء, ونجحت قوات الانقاذ في انتشال ستة أفراد منهم اثنان من الشرطة, وأربعة أشخاص مدنيين. وفي المحافظات المتضررة, أعلنت حالة الطواريء بين الأجهزة التنفيذية خاصة مديريتي التموين والصحة. وألغت محافظة أسوان احتفالاتها بعيدها القومي تضامنا مع المتضررين. ولم تمر إلا ساعات حتي عادت الأمور إلي طبيعتها وتم إعادة التيار الكهربائي وخطوط الهاتف, واستؤنفت الرحلات الجوية والبحرية, وتمت شفط المياه حول المنازل, وتصريفها لمخرات السيول. حمي الله مصر من كل سوء, وساعد شعبها علي مواجهة أي كوارث أو نكبات بالصبر والعمل والايمان.