ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الولاياتالمتحدة والدول الحليفة تواجه مقاومة عنيفة من حركة طالبان الأفغانية التي تنفذ خططا متطورة للدعاية. في الشهور الأخيرة تثير قلق المسئولين الامريكيين الذين يكافحون من أجل الحد من تأثير الحركة المتنامية في جميع أنحاء أفغانستان.وقال مسئولون أمريكيون ومحللون أفغان إن طالبان أصبحت بارعة في تصوير الغرب علي أنه علي حافة الهزيمة، وعلي استغلال الخلافات بين واشنطنوكابول وتحط من صورة حكومة الرئيس حامد كرزاي بتصويرها كدولة «دمية» في قبضة الغرب، كما تسعى المجموعة أيضا أن تؤكد للأفغان أن لديها استراتيجية لحكم البلاد مرة أخري والقضاء علي الفساد وحماية حقوق المرأة. وقالت المصادر الأمريكية إن الحركة الإسلامية الراديكالية رفعت من جهود الدعاية التقليدية الشعبية وتلميع وجودها علي الإنترنت فيما يجد التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة نفسه في موقف دفاعي في وسائل الاعلام. وقال مسئول في المخابرات الامريكية في كابول إن الاستراتيجية الإعلامية لحركة طالبان تزداد تعقيدا بما يدعو للقلق، وفي توجيهاته للقوات الصادرة في أغسطس الماضي، حث الجنرال ديفيد بتريوس، قائد منظمة حلف شمال الأطلنطي، قواته الي «خوض حرب المعلومات بقوة» ، بينما أصدر زعيم حركة طالبان الملا عمر بيانا في وقت سابق من هذا الشهر بشر فيه بإلحاق هزيمة وشيكة بقوات حلف شمال الاطلنطي في أفغانستان، وأوضح كيف أن طالبان ستحكم عندما تعود إلي السلطة وهو من التهديدات المألوفة لزعماء الحركة لكن المحلل السياسي الأفغاني زواك جيلاني ، الذي درس دعاية طالبان لسنوات يقول إن دعاية الحركة تتغير وإنها تتصرف مثل حكومة بديلة. وفي تلك الاثناء كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية ان المخابرات الامريكية حولت سرا عملياتها بطائرات بدون طيار من العمل في افغانستان إلي تصعيد عمليات تقودها ال »سي. آي. إيه«ضد المسلحين في باكستان. وأشارت الصحيفة إلي تزايد الهجمات بتلك الطائرات علي باكستان من 23 هجمات في الأسبوع لتصل إلي 5 هجمات اسبوعية خلال شهر سبتمبر الماضي. وقال مسئولون باكستانيون إن الطائرات بدون طيار شنت 21 غارة خلال شهر سبتمبر أودت بحياة 120مسلحا علي الاقل وهو أعلي معدل شهري لتلك الغارات، واستهدف معظمها تنظيم «شبكة حقاني» بمنطقة وزيرستان والتي تعتبر الملاذ الآمن لطالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها والذين يعارضون الحرب الأمريكية في أفغانستان. ومن جانبه حذر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني من أن باكستان ستبحث خيارات أخري حال تكرار انتهاك سيادتها من قبل الناتو وإيساف مستقبلا، و أكد جيلاني في كلمتة أمام جلسة الجمعية الوطنية الباكستانية أن بلاده لن تسمح لأحد بالتدخل في سيادتها، مشيرا إلي أن باكستان دولة نووية ومسئولة ولن تساوم علي أمنها ووحدة أراضيها. تجدر الإشارة إلي أن باكستان قدمت أمس الأول احتجاجا رسميا إلي الناتو علي انتهاك سيادتها من قبل مقاتلات إيساف والناتو، مما أدي إلي مقتل ثلاثة جنود باكستانيين.