نجحت المقاومة الأفغانية "طالبان" في توجيه ضربة قوية ضد قوات الاحتلال الأمريكي والدولي في أفغانستان حيث تمكنت من القيام بعملية تفجير بالقرب من قاعدة بجرام العسكرية المجاورة للعاصمة كابول خلال تواجد نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني بها. وأكد مسئولون أفغان أن هجوما فدائيا استهدف المدخل الرئيسي للقاعدة - الواقعة على بعد 60 كيلومترا من كابول - وأسفر عن مقتل 26 بينهم ثلاثة أجانب أحدهم جندي أمريكي فيما أصيب عشرات آخرون في حين قالت هذه المصادر أن تشيني لم يصب وهو الأمر الذي لم يتأكد بعد . وفي أعقاب الانفجار سارعت حركة طالبان بإعلان مسئوليتها عن العملية في إشارة إلى قدرتها على تنفيذ عملياتها العسكرية في أي وقت وأي زمان وبرغم التحصينات العسكرية التي اتخذتها قوات الاحتلال نظرا لزيارة تشيني . وقال قاري يوسف أحمدي المتحدث باسم طالبان إن تشيني كان المستهدف بالهجوم الذي نفذه الأفغاني الملا عبد الرحيم من إقليم "لوغار." وأضاف المتحدث – بحسب وكالة الأسوشيتد برس - أن المهاجم كان يحاول الوصول إلى تشيني. وفي أول رد فعل على الهجوم أعلن مكتب الرئيس الأفغاني – الموالي للاحتلال - حامد كرزاي أن تشيني ألغي الاجتماع الذي كان مقررًا بينهما وزعم المكتب أن السبب وراء ذلك هو الطقس السيئ. وقال خالق أحمد الناطق باسم الرئاسة الأفغانية إنه تم إلغاء هذا الاجتماع بسبب الطقس السيئ مشيرًا إلى أن الثلج والمطر كانا يتسقطان طوال اليوم. وحول إمكانية لقاءهما اليوم أوضح أحمد أنه على الأغلب سيكون هذا غير أن المكتب الإعلامي الأمريكي في قاعدة باجرام لم يعلق على هذا الأمر. وجاءت عملية التفجير بينما كان تشيني يحذر من تنامي قوة طالبان التي صعدت من عملياتها العسكرية خلال الشهور الماضية في حين تستعد لشن هجمات أوسع في الربيع القادم. كما أعرب تشني عن قلقه الشديد إزاء تجمع مسلحي طالبان بالمناطق القبلية على الحدود الأفغانية الباكستانية. وكان تشيني قد دعا خلال زيارته لباكستان الرئيس الباكستاني برويز مشرف على تكثيف الجهود من أجل بسط سيطرة باكستان على حدودها مع أفغانستان لوقف تسلل عناصر طالبان التي تستعد لهجوم الربيع غير أن مشرف أكد أن إسلام آباد بذلت كل ما بوسعها لمواجهة عناصر الحركة على أراضيها وطلب من بقية الأطراف تحمل مسؤولياتها في مكافحة ما أسماه ب " الإرهاب". وقد تزامنت زيارة تشيني لباكستان بينما قرر الرئيس الأمريكي جورج بوش إرسال رسالة شديدة اللهجة على غير العادة لمشرف ليحذره من أن الكونجرس الذي يهيمن عليه الآن الديمقراطيون قد يقطع عن بلاده المساعدات ما لم تبذل مزيدا من الجهد لملاحقة ناشطي القاعدة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسئولين كبار في الإدارة الأميركية قولهم إن هذا القرار اتخذ بعد أن خلص البيت الأبيض إلى أن مشرف وهو حليف رئيسي في حرب واشنطن لم يف بما التزم به أمام بوش في سبتمبر الماضي للتصدي للجماعات الموالية للقاعدة. وذكرت الصحيفة أن مسئولي المخابرات الأميركية خلصوا إلى أنه يجرى بناء البنية التحتية ل "لإرهاب" وأنه رغم أن باكستان هاجمت بعض المعسكرات فإن جهودها فترت بشكل عام – على حد قولهم. يشار إلى أن باكستان تحصل سنويا من الولاياتالمتحدة على 850 مليون دولار كمساعدات اقتصادية وعسكرية ولمكافحة المخدرات، ويقول خبراء الكونجرس إن 350 مليونا من هذه المساعدات يمكن أن تتأثر بقرار مجلس النواب.