حسب استطلاع رأي أجرته مؤسسة جالوب الدولية احتلت مصر المركز ال15 عربيا وال115 عالميا في قائمة أكثر الدول سعادة, وجاء في نتائجه ان المصريين حصلوا علي نسبة نجاح بلغت10% فقط في مواجهة ضغوط, الحياة وتساوت معها سوريا في الترتيب نفسه, وتصدرت بالطبع الدول الخليجية المراكز الأولي عربيا والدول الاسكندنافية الأولي عالميا. لقد قامت المؤسسة بإجراء دراسة شملت آلاف الأشخاص الذين أدلوا بآرائهم في155 بلدا بين العامين(2005 و2009) بهدف قياس نوعين من السعادة, الأول يتعلق بقناعة مواطنين في تلك البلدان بشأن حياتهم, والثاني يتعلق بما إذا كانوا يشعرون بالاستقرار والاحترام ويذكرني هذا الاستقصاء بدراسة قامت بها جامعة ليستر البريطانية في أغسطس من عام2007 لتصنيف الدول الأكثر سعادة في العالم, وشملت القائمة182 دولة, حيث أظهرت ان مصر وفقا لمعايير الدراسة التي وضعها القائمون تشتمل علي ثلاثة معايير مهمة لقياس ورصد مدي الشعور بالسعادة لدي الشعوب, وهي الصحة والثروة, والتعليم, وتم توجيه أسئلة تدور حول هذه المعايير الي800 ألف شخص حول العالم مع الاعتماد علي تقارير واحصائيات لمنظمات الأممالمتحدة, وايضا احتلت مصر فيها المرتبة155 عالميا وللأسف الشديد جاءت بعد جيبوتي وبنين ومالي وموريتانيا وتوجو وبورما ومدغشقر وبنجلاديش وبوتسوانا وغينيا ومالي وزامبيا ولاوس. الحقيقة لم أندهش لهذا الخبر فاحتلال مصر لهذا المركز أمر عادي فكيف تأتي السعادة والشعب يوميا يلاقي الكثير من المتاعب في عمله ورزقه, في طريقه, وتعليمه وصحته حياته كلها مليئة بالهموم لا تجد واحدا منهم الا حاملا هموم الدنيا علي رأسه وكيف لا وكل هذا الفساد يملأ الصحف والقنوات الفضائية ويبدو أن الحكومة في واد والشعب في واد. ان هناك ميثاق شرف بين الحكومة والشعب غير مكتوب ولكنه محفوظ يقول ان الحكومة مسئولة مسئولية كاملة عن الشعب وعليها أن تسعده وتخفف عليه لا أعرف كيف ولكن ان يحتل الشعب المصري لقب واحد من أكثر شعوب المعمورة تعاسة فهذا أمر مخز ويجب عدم المرور عليه مرور الكرام, إنني أدعو الحكومة نعم الحكومة ان تبدأ بخطة قصيرة المدي تهدف من خلالها الي إسعاد شعبها فالعقد غير المكتوب مع هذا الشعب يحتم عليها ان تجلب له السعادة وتسعي بكل مالديها ان تبلغه مبتغاه حتي لوسعادة مزيفة. د. حامد عبد الرحيم عيد أستاذ بعلوم القاهرة