في مساعي لكسر شوكة طالبان في جنوبأفغانستان, شنت القوات الأمريكية والجيش الأفغاني عملية عسكرية جديدة أمس ضد مقاتلي حركة طالبان في إقليم قندهار بجنوبأفغانستان. وذلك في الوقت الذي لقي فيه جنديان من القوات الدولية مصرعهما في انفجار عبوة ناسفة تم زرعها علي جانب إحدي الطرق في جنوبافغانستان. ونقل راديو سوا الامريكي عن قيادة قوات حلف الأطلنطي الناتو قولها إن العبوة تم تفجيرها عن بعد. وبذلك يرتفع عدد الجنود الدوليين الذين قتلوا في أفغانستان هذا العام إلي536 فيما شهد العام الماضي كله مقتل521 جنديا. جاءت الخسائر الغربيةالجديدة في الوقت الذي أطلقت فيه القوات الأمريكية والجيش الأفغاني عملية عسكرية جديدة هي الأولي من نوعها بهذا الحجم منذ تولي الجنرال ديفيد بيتريوس قيادة القوات الدولية في أفغانستان خلفا للجنرال ستانلي ماكريستال في يوليو الماضي. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي أمس أن مئات يشاركون في العملية التي أطلق عليها اسم ضربة التنين في إقليم قندهار حيث يتمركز مقاتلو طالبان واستغلوا هذه المنطقة لإظهار مقاومة شديدة للقوات الدولية. وأوضحت الهيئة أن عناصر الفرقة الأمريكية101 المحمولة جوا تشترك في العملية مع قوات الجيش الأفغاني حيث عثروا علي مواد لصنع المتفجرات ومخابيء للأسلحة. وتصاعد العنف في أفغانستان بشكل كبير في الشهور الأخيرة بعد قيام حركة طالبان بهجمات منتظمة ضد المسئولين الحكوميين الإقليميين وقوات الشرطة والمدنيين لاستهداف القوات الأفغانية والأمريكية وقوات الناتو مما أثار المخاوف من انزلاق البلاد إلي حالة من الفوضي. في غضون ذلك, حثت الولاياتالمتحدة بنجلاديش علي ارسال قوات قتالية إلي أفغانستان لمساعدة القوات الدولية علي ارساء الاستقرار في البلاد وذلك طبقا لما ذكرته وزارة خارجية بنجلاديش أمس. وعلي صعيد الشأن الباكستاني, ألغي رئيس وزراء باكستان يوسف رضا جيلاني زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلي أوروبا الشهر الجاري. ويأتي إلغاء الزيارة في الوقت الذي تزايدت فيه تكهنات وسائل الإعلام حول تغيير محتمل للحكومة في اعقاب ما اعتبر انه معالجة سيئة لفيضانات فصل الصيف. وكانت هذه الفيضانات قد قتلت أكثر من1750 شخصا وأرغمت نحو10 ملايين علي الفرار من منازلهم, إضافة إلي أنها أسفرت عن أضرار كبيرة للاقتصاد الباكستاني. وعن الزيارة قال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان: قرر رئيس الوزراء ألا يمضي قدما في زياراته المقررة لباريس وبروكسل في ضوء مشاغله المسبقة بالوضع بعد الفيضانات. وأضاف البيان أنه يجري تحديد موعد آخر لزيارة رئيس الوزراء لفرنسا وأن وزير الخارجية شاه محمود قرشي سيرأس وفد باكستان في القمة الآسيوية الأوروبية التي تعقد في بروكسل الشهر المقبل. أما شابير أنور المتحدث الصحفي باسم جيلاني فقد قال إنه كان من المقرر أن يغادر رئيس الوزراء الباكستاني قبل نهاية هذا الشهر متوجها إلي باريس علي رأس وفد يضم40 مسئولا للاجتماع مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ثم يتوجه من هناك إلي بروكسل في أول أكتوبر المقبل. ولكن جيلاني قرر أن يبقي في باكستان وأن يقلص حجم الوفد لتقليص النفقات بعد الفيضانات. وأكد أنور: لا علاقة للأوضاع السياسية بذلك. وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قد تعرض لانتقادات شديدة الشهر الماضي لمواصلته رحلة إلي أوروبا في الوقت الذي كانت فيه كارثة الفيضانات تتجلي للعيان. وأمام غياب الرئيس أخذ الجيش زمام المبادرة في جهود الإغاثة والإنقاذ مما عزز النظرة إليه باعتباره المؤسسة الأكثر حسما وكفاءة في أوقات الأزمات. وزادت تكهنات وسائل الاعلام بان الجيش قد يتخذ اجراء ضد الحكومة اذا لم تؤد دورها القيادي بفاعلية. وعلي الرغم من ان لباكستان تاريخا من الانقلابات العسكرية يقول محللون إنه من غير المرجح وقوع انقلاب عسكري الآن لأن الجيش لا يريد أن يرث كارثة الفيضانات كما أن الاستيلاء علي السلطات قد يجعل المانحين الغربيين مترددين في تقديم المساعدات للإعمار بعد الفيضانات.