شهدت مكتبة الإسكندرية في الأسبوع الماضي مؤتمر الحياة في مصر خلال العصر القبطي.. المدن والقري, ورجال القانون والدين, والأساقفة. والذي نظمه مركز دراسات المخطوطات بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار شعبة الآثار القبطية وبمشاركة120 باحثا في13 دولة. استهلت الكلمات الافتتاحية في المؤتمر بكلمة الدكتور عبد الحليم نور الدين, أستاذ علم المصريات ومستشار مدير مكتبة الإسكندرية, وأشار الي أن مؤتمر الدراسات القبطية يأتي بهدف إثراء الدراسات القبطية في مصر والعالم, وإبراز دور علماء القبطيات ونتائج الحفريات الجارية في المناطق الأثرية للحضارة القبطية, وأضاف أن انعقاد المؤتمر في مصر وبالتحديد مدينة الإسكندرية يعبر عن حرص الدولة علي الحفاظ علي تراثها والاهتمام به, والاهتمام بإسهامات الإنسان المصري القبطي الأمر الذي يتجلي في ذاكرة الأمة ويعتبر من شواهد فخرها. وتطرق نور الدين الي دور المجلس الأعلي للآثار في دعم الدراسات القبطية والحفاظ علي التراث القبطي وحماية الآثار علي امتداد الأراضي المصرية, وهو ما يظهر في أعمال الترميم الجارية في الآثار القبطية منذ ثلاثة عقود في الأديرة والكنائس والمتاحف ومن أهمها ترميم الكنيسة المعلقة وكنيسة مار جرجس وأبو سيفين, بالإضافة الي تطوير المتحف القبطي. وفي كلمته, أعرب الأنبا مارتيروس, الأسقف العام وممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية, عن سعادته لتنظيم هذا المؤتمر في مكتبة الإسكندرية, من أجل البحث في جذور مصر ودعم الدراسات الحديثة والبحث العلمي المتقدم حول الحضارة القبطية, التي انتشرت في مدينة الإسكندرية علي يد القديس مرقس. وأكد أن الحقبة القبطية مليئة بالمفردات العظيمة من تاريخ وفن وآثار وأدب تشهد به الاكتشافات الأثرية, والموروثات القبطية, مشيرا الي وجود العديد من الكنوز الحضارية التي لا يزال البحث العلمي في الحالات الاركبولوجية يكشف عنها, والتي سيتم التطرق اليها والتعمق فيها من خلال المؤتمر. وفي سياق متصل, أشار الدكتور خالد عزب, مدير مركز الخطوط بالإنابة, أن المكتبة تدعم الدراسات القبطية بشكل كبير, وتضم مجموعة ثرية من المخطوطات القبطية النادرة, والتي أهداها البابا شنودة الثالث للمكتبة خلال إلقائه محاضرة عامة بها. وأضاف عزب أن هذا المؤتمر يعتبر بداية للاهتمام وعمق الاتجاه نحو الدراسات القبطية, حيث سيتم تنفيذ مخطط واسع بالمكتبة لتعميق الدراسة في هذا المجال. وتحدث الدكتور بيتر جروسمان, أستاذ علم القبطيات ونائب رئيس جمعية الآثار القبطية, عن أهمية انعقاد المؤتمر في مكتبة الإسكندرية, مؤكدا دور مدينة الإسكندرية الرائد في إثراء الحقبة القبطية مع دخول المسيحية الي أرض مصر, وأضاف أن هذا الدور يتجلي في التراث الذي خلفه القديس مرقس الذي بني أول كنيسة في الإسكندرية وأصبح أول بطريرك للكنيسة المصرية, وأكد أهمية التراث القبطي ودور الحياة القبطية في الحضارة المصرية, والذي سيتم إبرازه من خلال المؤتمر. وفي كلمته, قال الدكتور لؤي سعيد, مدير مشروعات مركز الخطوط والمنسق العام لمؤتمر الدراسات القبطية, إن المؤتمر يعتبر أول وأكبر تجمع دولي للقبطيات يعقد في مصر خارج نطاق الكنائس والأديرة, كما أنه يضم كوكبة متميزة من أفضل الباحثين الذين يشاركون بدراسات مختلفة في مجال الدراسات القبطية كالفنون والآثار والعمارة واللغة والترميم وغيرها, وأوضح سعيد أن التراث القبطي لا يخص فئة أو عقيدة معينة, لكنه تراث كل المصريين, كما أن انعقاد المؤتمر علي ساحل المتوسط يكسبه صفة متميزة بالإضافة الي انعقاده بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار وجمعية الآثار القبطية. وأعرب سعيد عن أمله في أن يتوصل المؤتمر الي صيغة مقبولة لإنشاء مجلس أمناء أو هيئة عليا للدراسات القبطية, لتقوم علي التنسيق بين الهيئات المعنية بالدراسات القبطية, وإقامة الفعاليات والأنشطة الخاصة بالدراسات القبطية, وتدعيم إنشاء أقسام للدراسات القبطية في الجامعات والمعاهد المصرية.