كتب:إنجي البطريق لا أحد من سكان القري والنجوع, يجهل أراضي الخفية التي تقع في حرم الترع والمصارف, والتي تستغلها الدولة في عمليات التطهير, وبشكل أو بآخر يستقر فيها المزارعون حتي إنهم اعتبروها حقا مكتسبا بالتقادم.. وحينئذ يبقي نزعها من مزارعيها أزمة كبيرة. وفي بعض الأحيان, تتحول أراضي حرم الترع والمصارف التي تنتشر في كل مكان إلي مشكلة والصورة ذاتها تكررت في عزبة هارون التابعة لقرية ميت حمل ببلبيس محافظة الشرقية, حيث اشتعل حريق في العزبة, وتصاعدت النيران حتي إن سيارات الإطفاء لم تستطع دخولها إلا بعد3 ساعات من وصولها, لسوء حالة الطريق, وبعد إخماد الحريق, قرر الأهالي إنشاء طريق بجهودهم الذاتية. يقول محمد عبدالرحمن البغدادي محاسب: إنه تم تخصيص مبلغ مالي بالهيئة العامة للطرق والكباري لرصف الطريق الذي يبلغ عرضه11 مترا, وعندما نزل المهندس علي الطبيعة لتسليم الأرض للمقاول, وجد الطريق بين2 أو3 أمتار وهو عرض الترعة فقط وباقي أراضي الخفية استولي عليها أصحاب الأراضي من الجانبين علي امتداد كيلو ونصف الكيلو متر وهذه الترعة تحديدا هي لترعة ميت حمل المتفرع منها ترعة السعدونية. وعندما طلبنا المساحة وحضرت إلينا فوجدنا أن هناك أجزاء تم ضمها كأراض خفية من صرف الترعة بخلاف ما ضمه الأهالي من الطريق الأساسي نفسه, ولأن هناك أفرادا متعاونين وآخرين غير ذلك علي حد قول سيد عاشور, المدرس, فقد امتثل الجميع للأحاديث الودية لأهمية الطريق حتي لا تحدث كارثة ثانية كالتي وقعت, وقاموا بالتراجع لتوسعة الطريق ماعدا فردين تم تحرير محضر ضدهما بالواقعة, فأحد المعارضين يزرع أرضه لوف وناهيك عن كونه مضرا بالصحة, ومصدرا للروائح الكريهة وكونه مرتعا ومخبأ للصوص وقطاع الطرق إلا أنه يلوث مياه الترعة حيث يصب المياه العفنة بها, وكل هذا لم يردع هذا الشخص المعترض عن إعطاء الأهالي حقهم في إنشاء طريق. وقد حاولنا مرارا معه التفاوض بشكل سلمي في أمر منته وأملاك لا تخصه لدرجة أننا عرضنا جمع أموال من القرية وشراءها منه إلا أنه طلب مبلغ40 ألف جنيه في القيراط الواحد ونحن كبسطاء لا نستطيع جمع هذا المبلغ الكبير لشراء قيراطين علي الأقل رغم أن ثمن القيراط الزراعي في العزبة لا يتجاوز5 آلاف جنيه. ولذلك اتجه عيسي شحاتة, مأمور ضرائب, مع غيره من سكان العزبة لجمع الأموال اللازمة من بعضهم البعض للسير في الطرق الرسمية وتم تشكيل لجنة وقامت المساحة بأعمالها تحت حماية الشرطة وأصدرت المساحة تقريرها للوحدة المحلية بالعادلية التابع لها القرية, وللري للتنفيذ وبعثوا بإشارة لكل متعدي بحجم المساحة المتعدي عليها لإخلائها. وقضية عزبة هارون هي حلقة في مسلسل طويل لأراضي الخفية تحدث يوميا, وسبب المشكلة كما يقول المهندس شوقي السيد, بالمحليات, هو ترك هذه الأراضي لفترات طويلة, وضعف استخدامها, فحرم الترع لمجرد أعمال التطهير وغير مستغل ويري أن حل هذه المشكلة يكمن في تقنين أوضاع المسئولين عليها بحيث يتم كتابة أوراق بينهم وبين المحليات تثبت حق المحليات في هذه الأراضي واسترداد الحكومة لها في أي وقت مقابل تركه الانتفاع بها في غير ذلك حتي تكون ورقة تستخدمها الجهات التنفيذية في استرداد أراضي الخفية وقت الحاجة إليها. أما محمد السيد, فلاح, فيعترض علي نزع هذه الأراضي فجأة لأنهم توارثوها علي حد قوله من أجداد الأجداد, فلماذا يأتون لانتزاعها منا فجأة بعد أن نسوها كل هذه السنوات وإذا كنا نعتمد عليها في جزء كبير من قوتنا فكيف نتخلي عنها فجأة دون مقدمات. أما مصطفي صابر, مزارع, فيقول أراضي الخفية ملكية مباشرة للأفراد التي تقع أراضيهم علي الترع والمصارف مباشرة ولا يجوز لغيرهم استغلالها علي الإطلاق, وكأن حرم الترعة ليس ملكا لكل المزارعين واعتبروها ملكا لأفراد بعينهم. وقد أثارني الرأي السابق بشدة فشعرت من صاحبه إنه يتمني أن يكون هناك قانون يسمح له بالاستفادة من زراعة هذه الأرض مع غيرها وكأنها أصبحت ملكية فعلية للأفراد وليست ملك الدولة. مما دفع المهندس عبدالرءوف محمد, بالمحليات, للقول بأنه من الضروري توضيح الأمر والحد منه قبل أن نصبح أمام كارثة الملكية بالتقادم والحق المكتسب ونجد أنفسنا أمام معارك لاتنتهي دفاعا عن قوت ورزق الفلاح الذي يستولي علي الأرض لا لشيء إلا لأنه ورثها كما هي منذ سنين طويلة ورغم ذلك فهي لاغني عنها للطريق حول الترع والمصارف والذي يستولي عليه الآخرون ولا يبقي سوي موطئ لقدم للسماح للمشاة فقط ولا تستطيع أي سيارة صغر حجمها أو كبر المرور حتي سيارات الإسعاف, وحتي مراحل تطهير الترع لا تتم بسبب زراعة تلك الأراضي الملاصقة.