700 فدان من الأراضي الزراعية من إجمالي 850 فدانا، تم تبويرها في قرية «المريج» التابعة لمحافظة القليوبية سواء بقصد من الأهالي بغرض اقامة منازل عليها أو بسبب انسداد المصدر الرئيسي لريها وهي ترعة «حافظ» بعد التعدي عليها وردمها من ناحية وتخلي المسئولين عن تطهيرها من ناحية أخري. أما أصحاب البقعة الزراعية المتبقية بالقري فلم يجدوا أمامهم سبيلا سوي الاعتماد علي مياه مصارف الصرف الصناعي لريها. «روزاليوسف» ذهبت إلي القرية التي تبعد مسافة 3 كيلومترات عن مدينة شبين القناطر ويصل عدد سكانها إلي 16 ألف نسمة، لترصد المشكلة علي أرض الواقع. ترعة حافظ حسني مسعد - مزارع -يري أن مشكلة نقص مياه الري بدأت منذ 3 سنوات بعد تراكم المخلفات في ترعة «حافظ» وهي مصدر مياه الري الرئيسي للأراضي الزراعية بالقرية وذلك بعد تخلي مسئولي الري عن تطهيرها، فجأة الأمر الذي أدي لإعاقت وصول المياه إليها، وهجر المستأجرون الأراضي لارتفاع تكلفة زراعتها مع قلة المياه وضعف المحصول الناتج منها رغم انخفاض القيمة الايجارية للفدان من 2400 جنيه إلي 2000 فقط سنويا. ويوضح محمد عبدالعزيز - مزارع - أنه عندما اطلع علي الخريطة الخاصة بالترعة في الوحدة المحلية للقرية وجد أن مساحتها الفعلية تمتد بطول 2 كيلو متر علي امتداد القرية وعرضها 12 مترا بالحرم الخاص بها، ونتيجة لعدم الاهتمام بها حدث تعدٍ بالردم علي أجزاء كبيرة منها .. وقال إن 90% من الأراضي أصابها البوار بعد قطع المياه، والأراضي المتبقية تعتمد في ريها علي الصرف الصحي والصناعي. مياه الصرف يقول أحمد إسماعيل - من الأهالي: إنه مع عدم وجود مياه يعتمد الأهالي علي مصرف «شبين القناطر» ومصرف آخر فرعي يسمي «سندوه» لري الأراضي وينتظر المزارعون دورهم للري من المصرف ويتعاركون علي أولوية الري منه فهو الحل الوحيد لانقاذ ما تبقي من الأرض من البوار وخاصة في زراعة المحاصيل الصيفية التي تحتاج إلي مياه كثيرة، ويلفت إلي اتجاه كثير من مزارعي القرية في ظل تفاقم أزمة المياه إلي تبوير الأرض بأنفسهم والبناء عليها بدون ترخيص. بينما يوضح أشرف مختار - مهندس زراعي بالجمعية الزراعية بالقرية - أن ترعة «حافظ» هي المسقي الرئيسي التي تعتمد عليها قرية «المريج».. وهي ترعة خاصة تابعة لجهاز تحسين الأراضي بوزارة الزراعة والتي كانت تقوم بتطهيرها وتحصيل المقابل مع الضرائب الخاصة بالأرض، ولذا اعتقد أهالي القرية أن عملية التطهير كانت تتم مجانا. ويضيف فجأة توقف جهاز التحسين عن التطهير منذ سنوات وبدأت تظهر مشاكل عدم وصول المياه لارتفاع أرض الترعة عن الترعة الرئيسية التي تأخذ منها المسمي «بالشرقوة» نتيجة لعدم تطهيرها من المخلفات المتراكمة فيها. وقال أنه: تمت مخاطبة مسئولي الري لتطهير الترعة وتوسيعها ولكن جاء ردها بأن الترعة ليس تابعة لها.. ولابد من دفع الجمعية لتكاليف التطهير إذا أرادت. في حين أن الجمعية الزراعية لا يوجد لديها ميزانية للقيام بهذا الأمر. ويري أن الحل لإنقاذ أراضي القرية من البوار هو «جدولة» الترعة بضمها لوزارة الري لتكون تحت مسئوليتها وإشرافها. ويشير عثمان عفيفي - عضو مجلس محلي القرية - إلي أنه حدث بوار لأكثر من 700 فدان من إجمالي 850 فدانا بالقرية. عفيفي يؤكد أن الاهمال تسبب في تعدي بعض الأهالي علي حرم الترعة وادخالها إلي حيز أراضيهم وردم مساحات كبيرة منها تصل إلي أكثر من كيلو متر والبناء عليها. ضياع التبعية فيما يوضح محمود طرابية - مفتش الري بالإدارة الهندسية للري بشبرا الخيمة -أن ترعة «حافظ» بقرية «المريج» غير تابعة للري وإنما تابعة لوزارة الزراعة وعندما طلب الأهالي تطهيرها طلبنا من الجمعية الزراعية بالقرية دفع تكاليف التطهير وجمعها من الأهالي ولكن الجمعية لم تستجب علي الرغم أن تكاليف التطهير بسيطة وعدد المنتفعين منها كبير أي إذا تم تقسيم المبلغ الذي لا يتجاوز 5 آلاف جنيه عليهم لن يكون في الأمر مشكلة. ويلفت إلي أن الأهالي أنفسهم هم من يتسببون في تفاقم مشكلة الترعة بسبب التعدي علي أجزاء كبيرة منها وردمها.